تخرج من عباءة تقنية الاتصالات بين الحين والآخر وسائل تستقطب الشباب فمن محطة الجوال إلى اليوتيوب وصولا إلى الفيسبوك وتويتر، وانتهاء بفضاء الكييك والذي وجه ضربة قاضية لكافة وسائل التواصل الأخرى. غير أن للمجتمع نظرة أخرى حيال الكييك؛ فالبعض يرى أن المقاطع التي يطرحها الشباب عبر الكييك إيجابية وبمثابة قرص من العسل، فيما يرى آخرون أنه جرعة من السم. وفي نفس السياق يرى الشباب أنها وسيلة حضارية لإيصال الرسالة الإيجابية بطريقة سريعة، مؤكدين أن الكييك بمثابة خدمة شبكات اجتماعية مجانية تمكن المستخدمين من تحميل فيديوهات عن يومياتهم، وكان أول ظهور للبرنامج في العام 2011 م، إذ كانت تهدف الشركة التي أطلقته إلى تأسيس شبكة تواصل اجتماعي ذات طابع شخصي وحقيقي، واعتبرت الشركة أن الكييك نسخة مصغرة من الموقع الشهير تويتر ولكن مربوطا بمقطع فيديو لا تتعدى مدته 36 ثانية، وهو ما اعتبر ميزة بين كثير من المستخدمين الذين يرغبون في توصيل أي رسالة في هذه المدة المحدودة، والتي لقت استحسان كثير من المستخدمين، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل دخل فيه كثير من المشاهير سواء على مستوى الفن والرياضة أم الإعلام، حيث لاحظوا كثرة التواصل مع هذه الشبكة من قبل الجمهور وبدؤا باللحاق بهم، وبذلك أصبح المشاهير يبحثون عن الجمهور بدلا مما كان يحدث في السابق، حيث كان الجمهور يبحث عن المشاهير. وعبر الكييك يبحث المشاهير عما يريده الجمهور، وعلى متن الكييك صعد بعض العامة ووصلوا إلى مصاف الشهرة بعد بثهم مقاطع تخصهم، سواء كانت هادفة أو غير ذلك. في البداية يقول علي الفرساني إن كل وسيلة اتصال من المتوقع أن تستخدم سواء بطريقة إيجابية أو سلبية، مؤكدا أن بعض مقاطع الكييك تحمل في طياتها السلبية، حيث شاهد الجميع المقاطع التي ظهرت فيها كثير من السلبية سواء بالرقص وغيره، والتي لا تمثل ديننا ولا خلقنا ولا شريعتنا التي نؤمن بها، فيما أبدى الفرساني إعجابه وتفاؤله من بعض الشباب الذين استغلوا الكييك في إيصال صورة حسنة ورسالة هادفة أيا كانت طريقة إيصالها. من جهته أوضح عبدالله العرياني أن هناك الكثير من مقاطع الكييك الهابطة والتي أكد أنها لا تمثل المجتمع بشكل عام، فيما ذهب عبدالرحمن المالكي إلى أن المقاطع الإيجابية ساهمت بشكل مباشر في توعية البعض مع رسم ضحكة جميلة أوصلت الرسالة بالشكل المطلوب. ومن جهته أوضح نجم الكييك الملقب ب«مرعي» أنه كان مولعا بالتمثيل والمسرح منذ أيام الدراسة وكان يقوم بالمشاركة في مسرح المدرسة حتى فترة انضمامه لجمعية الثقافة والفنون، موضحا أنه قدم عدة مسرحيات بالإضافة «ستاند أب» كوميدي على بعض المسارح، وبالرغم من ذلك إلا أن لديه طموحا في إيصال رسالته التوعوية بواسطة الفن. وأضاف مرعي بقوله «أسرتني فكرة إيصال الرسالة التوعوية وتحمست لها ورتبت مع إحدى شركات الدعاية والإعلان والتي يملكها شاب سعودي وبدأت بتسجيل أول مقطع كييك مع الشركة والتي انتقدت فيها أسطوانة الغاز بقالب كوميدي ولقي المقطع استحسان الكثيرين، حيث كان عدد المشاهدة يفوق 45000 ألفا خلال 48 ساعة، وارتفع عدد المتابعات على حسابي في الكييك إلى 2500 بعد المقطع. وتابع بعد تسجيلي للمقطع الأول كان هناك خوف من عدم الرضا أو القبول لكن دعاء الوالدين والزوجة كان الداعم لي بالإضافة إلى الشركة التي سوقت مقاطعي، وبعد ذلك اتجهت إلى إندونيسيا لتصوير المقاطع، حيث صورت ما يقارب 10 مقاطع هناك ولقيت رواجا كبيرا، وعدت بعدها للمملكة وبدأت بترتيب بعض الأفكار والمواضيع التي أرغب بطرحها، وبدأت بطرح كثير المقاطع، لإيصال الرسالة التي أود بثها، وهذا أكبر ما يسعدني ويحفزني على طرح مواضيع متجددة وأفكاري في قالب كوميدي. من جانب آخر أوضحت الأخصائية الاجتماعية الدكتورة نهلة عباسي أن الكييك شأنه شان أي وسيلة اتصال أخرى قد يستخدم بشكل سلبي أو إيجابي، فإذا نظرنا إلى كمية السلبية الموجودة به علينا في الجانب الآخر النظر إلى الجانب الإيجابي والذي ظهرت فيه نماذج عدة أوصلت رسالة ما بطريقة ساخرة ومحترمة إلى المسؤول أوالمجتمع. وبينت عباسي أن هذه الطريقة حضارية، مهما اختلفت طريقة توصيلها.