تراجعت أسعار النفط في تداولات الاثنين بعدما أثار خفض للإنتاج في المملكة العربية السعودية «أكبر مصدر للنفط في العالم» مخاوف من أن يضر ارتفاع الأسعار بالطلب، وبحلول الساعة 12:22 بتوقيت جرينتش انخفض عقد اقرب استحقاق من خام برنت 70ر1 دولار الى 75ر121 دولار بعدما هبط في وقت سابق لأدنى مستوى خلال اليوم عند 40ر121 دولار، وتراجع الخام الامريكي الخفيف 57ر1 دولار الى 09ر108 دولار للبرميل. النفط يتراجع وسط مخاوف بشأن الطلب بعد ارتفاع الاسعار. (رويترز) وقال كارستن فريتش المحلل في كومرتس بنك في فرانكفورت: إن السوق تراجعت كرد فعل على التصريح السعودي، وأضاف إنهم قرروا الخفض بسبب وفرة المعروض وضعف الطلب، وسيزيد هذا من النقاش حول ما إذا كان ارتفاع أسعار النفط قد بدأ يحد من الطلب، وكانت الأسعار قد تراجعت في مطلع الأسبوع الماضي بسبب القلق من احتمال تراجع الطلب تحت ضغط ارتفاع الأسعار ولكنها عادت للصعود يوم الجمعة بعد بيانات اقتصادية أمريكية مشجعة. وكان المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية قد ذكر يوم الأحد أن السعودية خفضت الإنتاج 800 ألف برميل يوميا الى 292ر8 مليون برميل يوميا في مارس آذار بسبب وفرة المعروض، وأكد النعيمي خلال اجتماع المائدة المستديرة الرابع لوزراء الطاقة في آسيا المنعقد حاليا في الكويت أن موقف المملكة في سوق النفط العالمية يستند إلى التزامها بالاحتفاظ بطاقة إنتاج احتياطية من أجل المحافظة على استقرار الأسعار والأسواق على حدٍّ سواء ولديها سياسة واضحة ومتسقة على الدوام تتمثل في توخي الاعتدال في جميع القرارات التي تتعلق بسوق النفط العالمية، وأوضح أن المملكة صاحبة أكبر احتياطيٍّ نفطي منخفض التكلفة في العالم وأكبر منتج ومصدِّر للمواد البترولية السائلة مكنت حالة الاستقرار المالي والسياسي فيها من الوصول إلى طاقة إنتاجية تبلغ 12.5 مليون برميل من الزيت الخام في اليوم والمحافظة عليها مما يوفر غطاءً احتياطيًّا يبلغ نحو 3.5 ملايين برميل في اليوم زيادةً على مستويات إنتاجها الحالية والتي يتم تعديلها تبعًا لظروف السوق العالمية، وقال النعيمي: بالنظر إلى جانبي العرض والطلب فسيتضح أن الجمع بين زيادة الطلب على الطاقة ووفرة العرض سيسهمان في تعزيز روابط الاعتماد المتبادل القائمة أصلاً بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط في آسيا، معربا عن اعتقاده أن هذا التوجه الإيجابي يجعل المباحثات في هذا الاجتماع وكذلك في الاجتماعات المستقبلية المشابهة تكتسب أهمية كبيرة جدًّا، ورأى أن الاقتصاد العالمي في وضع أفضل مما كان عليه في اللقاء السابق حيث بدأت التجارة العالمية تتعافى وشرعت المؤسسات المالية مرةً أخرى في توفير رؤوس الأموال المطلوبة, وعاد المستثمرون من جديد إلى السوق وازدادت ثقة المستهلكين أيضًا، لافتاً إلى أن هذا التعافي لا يزال منقوصًا حيث لا تزال العديد من الدول تعاني مستويات غير مقبولة من البطالة فيما تعاني دول أخرى من عجز وطني كبير ومن مخاوف بشأن سلامة أنظمتها المالية. وقال إن بعض المعلقين يدقون ناقوس الخطر بشأن تأثير الارتفاع الأخير الذي شهدته أسعار النفط رغم الإجراءات السريعة والحاسمة التي اتخذتها الدول الآسيوية المنتجة للنفط للمساعدة في كبح جماح الأسعار، وأضاف لقد اتفقنا في اجتماعاتنا السابقة على أن الموارد الهيدروكربونية ستبقى هي المصدر الرئيس لإدارة عجلة الاقتصاد العالمي لعدة عقود وعلى رأسها النفط كما أن الاستقرار والقدرة على التنبؤ بالأسعار والاستدامة في أسواق النفط أمر مهم لضمان استدامة منظومتنا العالمية في مجال الطاقة واستدامة الاقتصاد العالمي ككل. من جانبه أعلن الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عبدالله سالم البدري أن الدول المنتجة «قلقة» من ارتفاع الأسعار حاليا، مؤكدا أن تموين الأسواق كاف، وقال: إن أسعار النفط المرتفعة تثير القلق بعلاوة مخاطرة تتراوح بين 15 و20 دولارا»، ودعا البدري الى اعتماد «تنظيمات» لوقف المضاربات وخفض الرسوم على المنتجات النفطية من اجل وقف ارتفاع أسعار النفط.