أكّد وزير النفط السعودي علي النعيمي أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لن ترفع إنتاج النفط خلال اجتماعها تاركًا المتعاملين يتساءلون عن السعر الذي سيدفع المنظمة للتحرك للحيولة دون أن يؤدي تضخم أسعار الوقود للإضرار بالانتعاش الاقتصادي العالمي. وردًا على سؤال عما إذا كانت أوبك في حاجة لزيادة الإنتاج قال النعيمي للصحافيين: “بالتأكيد لا”. وقال النعيمي: إنه لا يعتقد بوجود حاجة لاجتماع أوبك مرة أخرى قبل الاجتماع المقرر التالي للمنظمة في يونيو. كان الأمين العام لمنظمة أوبك عبدالله البدري قال يوم الخميس: إن أوبك تريد أن ترى دليلًا فعليًا على زيادة الطلب وإنها لن ترفع الإنتاج حتى إذا ارتفعت الأسعار إلى 100 دولار للبرميل إذا شعرت أن عمليات المضاربة هي السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار. وأضاف النعيمي «لا تقلقوا بشأن ارتفاع الاسعار، الأسعار ترتفع ثم تهبط ولا جديد في هذا الشأن». وتقارب أسعار النفط الحد الأعلى للنطاق الذي يتراوح بين 70 و90 دولارًا للبرميل، الذي قال النعيمي مؤخرًا: إنه مستوى يمكن للدول المستهلكة التأقلم معه إلا أن المخاوف بشأن تأثير الأضرار المحتملة لارتفاع تكلفة الوقود على تعافي الاقتصاد العالمي بدأت تتنامى. ولم يوضح النعيمي وهو الشخصية الأكثر تأثيرًا داخل المنظمة ما إذا كانت السعودية مرتاحة لأسعار النفط، التي سجلت هذا الأسبوع أعلى مستوى في عامين عند 90 دولارًا لبرميل الخام الأمريكي الخفيف. ويستبعد بعض المحللين أن تسمح السعودية للأسعار بالارتفاع فوق مستوى 90 دولارًا دون التدخل خشية أن يتأثر النمو الاقتصادي وأن يضر بنمو الطلب على الوقود. وخفضت المنظمة الحد المستهدف للإنتاج بشكل حاد قبل عامين بعد ركود أسعار النفط ومنذ ذلك الحين لم تغير سياسة الإنتاج. وقال جاري روس الرئيس التنفيذي لمجموعة بيرا انرجي الاستشارية: “لا أعتقد أن يتقبل السعوديون سعر النفط عند 90 دولارًا في ظل المخاطر الاقتصادية المتوقعة”. من جانبه قال فيل فلين المحلل لدى بي.إف.جي بست ريسيرش في شيكاجو: “سيكون هناك الكثير من الضغوط على السعوديين وعلى أوبك بوجه عام لرفع الإنتاج إذ إن (ارتفاع) سعر النفط إلى 100 دولار سيؤذي الاقتصاد”. وعقدت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) اجتماعا استثنائيا أمس في كيتو يفترض ألا يؤدي إلى تغيير في حصص الإنتاج في إطار توافق على الابقاء على الوضع على حاله على ما يبدو على الرغم من ارتفاع الاسعار. وعشية الاجتماع الذي نظم بمبادرة من الاكوادور، صرح وزير النفط السعودي علي النعيمي أمام مجموعة من الصحافيين “لا تغيير”. وأكد هذا الاحتمال وزراء النفط الأنجولي والإماراتي ورئيس الوفد الليبي شكري غانم. وفي مؤشر على غياب رهانات كبرى عن الاجتماع، لم يتوجه وزراء الطاقة في اربع دول (نيجيريا والكويت وقطر والعراق) إلى كيتو لحضور الاجتماع. وحجم الإنتاج الحالي للدول ال 12 الاعضاء في أوبك التي تمثل أربعين بالمئة من الانتاج العالمي، محدد ب 24.84 مليون برميل يوميا منذ يناير 2009. وبعدما بلغ سعر برميل النفط إلى 147 دولارا في يوليو 2008، انهارت أسعار النفط مع الأزمة الاقتصادية العالمية ووصلت إلى 32 دولارا في ديسمبر من السنة نفسها. ودفع هذا الوضع دول أوبك الى خفض الانتاج لرفع الاسعار مجددا. ويأتي الاجتماع بينما تجاوز سعر برميل النفط هذا الاسبوع التسعين دولارا في نيويورك للمرة الأولى منذ اكثر من سنتين، بعد أن تراوح بين سبعين وثمانين دولارا خلال السنة. لكن ارتفاع الاسعار يفترض ألا يؤثر على الوضع إذ إن عددًا من دول المنظمة بما فيها السعودية، سعت الى التقليل من أهميته. ورأت أنجولا أنه “سعر جيد” بينما قال غانم إن ارتفاع الأسعار “يشكل تعويضًا” للدول المنتجة من أجل “مواجهة تراجع الدولار وارتفاع المواد الاولية” الناجم عن ذلك، وخصوصا المواد الغذائية.