مضى تسعة أشهر تقريباً على تأسيس الائتلاف الوطني السوري، لتعزيز الثورة الوطنية والسعي للاعتراف الدولي والتمثيل الدبلوماسي وقيادة سوريا إلى الخلاص من قوات الاحتلال الإيراني. ولكن تسعة أشهر مضت ولم يحقق الائتلاف أي انجاز يذكر، بل ان أعضاءه انشغلوا طويلاً بخلافاتهم ومكاسبهم، بينما حلف الاحتلال الإيراني يقضم من مكتسبات الثورة السورية، ويواصل عدوانه الوحشي بقسوة أبشع وأكثر ترهيباً، ويحاول ابتزاز المجتمع الدولي ويواصل شحن الأسلحة ويصب قنابله على المدن السورية. وأمام الائتلاف الوطني السوري مهمة صعبة، وأمام رئيسه الجديد مهمة أصعب، وأولها أن يعيد ثقة الثورة السورية بالائتلاف، ويسعى إلى إرساء شراكة ثقة مع المجتمع الدولي. والأهم أن يتخلص الائتلاف من خلافاته الداخلية المجانية المؤسفة وأن يبدأ العمل بوضع يده في يد الدول العربية الداعمة للثورة الوطنية السورية لمواجهة حلف الاحتلال والضغط على جميع الدول العربية لتسحب اعترافها من نظام الأسد وأن تمد يد العون والمساعدة إلى الشعب السوري الذي يواجه حرباً طائفية معلنة بأشد أنواع الحقد والقنابل والتدمير ويواجه قوة احتلال أجنبية. خاصة أن نظام الأسد لم يعد له علاقة بأي سيادة سورية بعد أن فتح الأبواب مشرعة لجيوش الاحتلال الإيراني كي تدنس أرض سوريا وسيادتها. كما أن النظام لم يعد يمثل نهجاً حكومياً وإنما تحول إلى ميليشيا إيرانية ووكيل لنظام خامنئي يتلقى تعليمات من طهران مثله مثل حزب الله. وهو الآن ذراع إيرانية ليس له مهمة ولا هدف إلا تعزيز الاحتلال الإيراني لسوريا ورهنها لدى طهران. وتحريض الشباب السوري العلوي على العداء لوطنه والولاء لإيران وشبكاتها في الوطن العربي. نظام الأسد تخلى عن كل الشعارات القومية واجتهد في تمكين إيران من الأرض السورية، وتخلى عن شعارات المقاومة إذ سحب القوات من الجبهة مع إسرائيل وحشدها لتحاصر المدن السورية وتدمرها حياً حياً ومنزلاً منزلاً، وتعمل آلتها الحربية في أجساد السوريين، في عملية تطهير عرقي معلنة وعلى مدى نحو ثلاث سنوات ولم يشهد التاريخ مثيلاً لها في القسوة والبشاعة والحقد. ومهمة الائتلاف السوري صعبة وليست مجرد تنظيرات في المنتديات السياسية، ولكنها مهمة عمل بمواجهة آلة حربية وإعلامية تمارس سلوكيات عدوانية غاية في الوقاحة والقسوة. وعلى الائتلاف أن يبدأ بخطة عمل واضحة تستهدف محاصرة حلف الاحتلال إعلاميا ودبلوماسيا وتعزيز مناعة الثورة السورية، ودعم الثوار والصامدين، والعمل على توحيد فصائل التحرير كي تكون منظمة ومتعاونة لتشكيل وحدة تحرير عسكرية على الأرض ووحدة سياسية لصناعة القرار. عندها تستطيع الثورة أن تخاطب العالم بصوت واحد وبقرار واحد وتفاوض من منطلق قوة على الأرض وقوة في القرار.