واقع نظام الملالي في قم وحكام طهران , من سعي دؤوب لصرف أنظار شعوب إيران عما يعانوه من مآس اقتصادية وفساد وممارؤسات قمعية لعرب الأحواز ولمعارضي النظام , وذلك بتHليب الHقليات الشيعية بالدول الاسلامية والخليجية بصفة خاصة , ونشر الفكر الشيعي بأفريقيا وآسيا الوسطى , بعد أن ضمنت بالتوافق مع أميركا هوية نظام الحكم بالعراق واستئثار أتباع المرجع السيتاني فارسي الأصل واللسان , على المراجع العربية الشيعية كالسيد الصرخي الذي يقود حملة شعبية غير طائفية أو مذهبية للتنديد بنظام الحكم الذي يقوده نوري المالكي والذي استعصى تحريكه من موقعه وذلك للدعم الايراني الأميركي وهذا هو التوافق العجيب بين "الصديقين اللدودين" , ولايخفى ما يقوم به نوري المالكي من دور واضح بدعم نظام بشار الأسد العلوي أحد فرق الشيعة ببلاد الشام ليستمر نظامه في قمع معارضيه , وغالبية الشيعة بالعراق مقهورون من بقائه بالحكم . ولكن ما أن يرفع أحد الزعامات الشيعية صوته مناديا بضرورة إزاحة المالكي عن رئاسة الوزارة بالعراق, حتى تتدخل طهران وبقوة لاقناعم بالعدول , وهذا مايتم إلى الآن , وكونه رئيس السلطة التنفيذية التي منحها الدستور العراقي سلطات واسعة , فرئيس الوزراء له أن يحتفظ بأي وزارة في حال عدم التوافق على من يشغلها فظل ممسكا بوزارة الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة وهذامكنه من الاشراف المباشر على المخابرات والأمن , ومكنه من تهريب الأسلحة التي يحتاجها نظام بشار الأسد , والمساعدة بتمكين مليشيات إيرانية أو تابعة لإيران بالمشاركة بدعم قوات بشار وشبيحته ويقال أن عمليات الذبح الفظيعة التي حدثت بحمص وحماة وغيرها تمت عى أيدي تلك العصابات الاجرامية التي ينتمي معظمهم لفيلق اللقدس ولميليشيات منى جيش المهدي الذي سبق تسريحهم , وسياسيا وبحسب الدستور العراقي لايمكن عزله إلا بتصويت ثلثي أعضاء البرلمان على أن يتقدم على الأقل خمسة وستون نائبا بالتوقيع على عريضة لرئيس البرلمان ويوقعهارئيس الجمهورية , وتعذر ذلك بعد أن استخدمت إيران نفوذها واستدعت زعامات كانت هي المبادرة برفع صوتها ومنهم السيد مقتدى الصدر وبالفعل توارت الأصوات واختفت الدعوات لعزله إلى أجل غير مسمى. وتتركز المناصب الهامة على شخصيات وقيادات ممن كانوا لاجئين بإيران إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين حيث أعلنوا معارضتهم لنظام الحكم السابق وشجعوا الأميركيين بدعم إيراني نظير أن تسدد أميركا ثمن سكوتها ومباركتها لاحتلال العراق , لأن لإيران يهمها بتدمير الدولة الغراقية التي كانت قائمة بقيادة صدام حسين , ومع دخول قوات الاحتلال الأميركي قامت القيادة الأميركية بالعراق بحل الجيش العراقي وتدمير ما وقع بيدها من أسلحة وعتاد وقامت بتفجير مستودعات السلاح , وماتبقى من طائرات حربية وسفن حربية وكلما كان لدى الجيش العراقي , وهذا يعتبر بحد ذاته أكبر مكسب استفادت منه يران , كما استفادت منه أميركا ودول التحالف التي أبرمت مع نظام الحكم بالعراق عقودا لشراء أسلحة دفاعية بمليارات الدولارات وشملت مما شملت تغيير الزي العسكري واستيراده ضمن صفقات السلاح , ولاتزال مبيعات الأسلحة مزدوجة الاستخدام محظورة على العراق وبخاصة الطائرات الحربية بموجب قرار مجلس الأمن وبموجب حظر الطيران الحربي الذي فرضته أميركا ودول التحالف بحرب الخليج الثانية إثر هزيمة العراق وإخراجه من الكويت كما فرضت قبل ذلك منطقة حظر طيران وتشكيل مظلة حماية لإقليم كردستان العراقي الذي تم استثناؤه من العمليات العسكرية اثناء حرب تحرير الكويت 1990, ولاحقا اثناء احتلال العراق عام 2003م . ومنذ انسحاب القوات الأميركية من العراق بنهاية عام 2011م وأميركا لاتزال تدعم سياسات نوري المالكي , فمع الانتخابات السابقة لاقى ترشيحه بعيد الانتخابات السابقة معارضة شيعية عارمة , ولاقى منافسة شرسة من إياد علاوي الذي فاز حزبه بمقاعد تفوق حزب نوري المالكي , ولكن جاءت التعليمات من طهران بانضمام الأحزاب الشيعية الأخرى بزعامة عمار الحكيم ومقتدى الصدر وغيرهم ليشكلوا التحالف الوطني وذلك كي تحل كتلة علاوي بالمرتبة الثانية , ومن المعروف أن حزب علاوي يضم زعامات سنية كطارق الهاشمي وصالح المطلك وشخصيات علمانية وليبرالية أخرى . وهذا بالضبط ماتم في لبنان بعد ازدياد الضغوط على حزب الله لتسليم المتهمين الأربعة من عناصر حزب الله بتنفيذ حادثة تفجير موكب الرئسي رفيق الحريري يرحمه الله الذي استشهد فيه ومعه 19 آخر من معاونيه , الأمر الذي حدا بوليد جنبلاط كي ينأى بطائفته الدرزية التي لها الفضل في زعامته عن التجاذبات السياسية وما يرافقها من صراعات سياسية ومواجهات مسلحة على غرار ما تم حين اقتحم حزب الله معاقل السنة ببيروت الغربية التي يتزعمها الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري قبيل توليه رئاسة الحكومة اللبنانية , فانضم جنبلاط ومعه بعض النواب لفريق الثامن من آذار التي يتزعمها حزب الله والعماد ميشيل عون وأحزاب مرتبطة ايديولوجيا بالنظام السوري مما ساهم بانتقالهم من الأقلية للأغلبية والاتيان بنجيب ميقاتي رئيسا للحكومة اللبنانية وذلك بمباركة السيد حسن نصرالله الذي ضحّى بحليفه المؤقت عمر كرامي وبذلك أحكم النظامان الإيراني والسوري الخناق على فريق 14 أيار مما اعتبر ردا على قرار المحكمة الدولية بمطالبة الحكومة اللبنانية التي كان يتزعمها سعد الحريري والذي كان يواجه بردود قاسية من فريق 8 أيار ؛ إما أن يختار البقاء برئاسة الحكومة وعدم إصدار إحالة لوزير العدل بإصدار مذكرة جلب لعناصر حزب الله الأربعة التي وجه لهم المدعي العام للمحكة الدولية مذكرات جلب للتحقيق معهم , وهكذا تم إرجاء الطلب لاستحالة تطبيقه لتهديد حزب الله الواضح بأن من سيلقي القبض عليهم ستقطع يده , مؤكدا بزعمه أن تلك الاتهامات مجرد فبركات اتخذت بناء على قرارات سياسية أميركية قامت بالضغط على المحكمة وأن القضية مسيسة بامتياز بهدف معاقبة مايزعمه "المقاومه" ومعها نظامي الممانعة سوريا وإيران اللذين يدعمان حزب الله . وشعرت طهران بالزهو لاكتمال حلقة هلالها الشيعي المتنفذ بالعراق وسوريا ولبنان ,وتحريضها لتوابعها بالبحرين , وتشجيعها لشيعة الخليج بالكويت , وبالعوامية بالقطيف لافتعال قلاقل وأعمال تتنافى مع القوانين والمواطنة , ولكن مع انتفاضة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد دق جرس الانذار بإيران وأن عليها أن تعيد حساباتها , لذلك لايُستَغرَب وقوفها الجاد من خلال الدعم الاقتصادي والتسليحي والخبرات حتى اضحت إيران طرفا في الصراع بين الشعب السوري ونظام حكم بشار الأسد الذي تجد طهران بزواله أفول زخمها وبالتالي تهاوي حزب الله في لبنان , فباءت كل محاولاتها بالفشل واستفادت من الموقف الروسي والصيني في إطالة عمر نظام بشار الأسد , وبمئمر قمة عدم الانحياز الذي عقد بطهران منيت إيران بفشل ذريع فمن 129 دولة منتمية لحركة عدم الانحياز لم تحضر سوى 29 دولة ومما ضاعف فشل القمة وبالتالي ماكنت تنوي منه إيران مباركة مبادرتها الي ترمي لحل يبفي على بشار الأسد , فكانت صدتها بليغة وخابت معه آمالها وذلك عكس ماكانت تتوقع من الرئيس المصري محمد مرسي الذي هاجم بحدة نظام بشار السد القمعي وأنىعليه أن يتنحى عن الرئاسة لأنه يقتل شعبه . ومع حضور إيران بشخص رئيسها أحمدي نجاد مؤتمر مكةالمكرمة لدول منظمة التعاون الاسلامي بمؤتمرها الاستثنائي الذي دعا له خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حضر المؤتمر 157 دولة ولم تتخلف أيا من دول المنظمة , بينما بطهران حضرت 29 دولة من 129 دولة من دول عدم الانحياز , لاحظوا الفرق , وقدالذي تسربت اخبار من مصادر موثوقة أن الرئيس الإيراني الدكتور محمود أحمدي نجاد لم يعد متحمسا لبقاء بشار اِلأسد بالحكم ولكن يريد تسوية تسمح بعلاقات مميزة بين إيران وسوريا مع النظام الذي سيخلف نظام بشَّار الأسد لذلك عبر مبادرة إيرانية تدعو لوقف العنف وبمرحلة انتقالية عن طريق الانتخابات وتم رفضها قبل اعلانها رسميا , ويقال ان خلافات حادة بين المرشد الأعلى للثورة الايرانية "الولي الفقيه" على خامنئي , وبين الرئيس محمود أحمدي نجاد , حيث يصر خامنئي لدعم بشار الأسد ومساعدته على قهر مناوئيه وفتح خزانة إيران لتعزيز صمود حكم بشار الأسد , وانهاك خصومه ولو أدذى إلى إطالة أمد الحرب سنين اخرى ؛ في الوقت الذي يرى فيه نجاد أن ذلك سيسهم بتاجيج لمشاعر الايرانيين الذين يعانون ضائقة إقتصادية مما يجعل من المعارضة الايرانية أن تستفيد من الضيق الشعبي ومن ثم تقوم تبحركات بكافة أنحاء إيران وذلك تحت عناوين تلاقي صدى لدى شريحة عريضة من الايرانيين من هدر لأموال الشعب الإيراني ومنحه لبشار الأسد ,الذين يرون فيه أنه نظام آيل للسقوط و من الأولى عدم الرهانعلى حصان خاسر , والأولى صرف تلك الأموال لتقليص البطالة وتعزيز قيمة العملة الايرانية وأن تركز الحكومة الايرانية جهودها للخروج من عزلتها بدلا عن تبديد الأموال على مغامران خارجية تساند فئة تمثل أقلية مقابل اكثرية سنية سورية من الصعوبة بمكان كسرها ومن المستحيل أن تعود سيطرة الأقلية فيها على مقادير الحكم بسوريا جراء ما يقترفه النظام الحاكم بسوريا من ممارسات وحشية دمرت المدن وأزهقت أرواح البشر حيث قتل اكثر من خمسة وعشرين الف نسمة وفقد خلالها السيطرة على 70% من الأراضي السورية فهو لايسيطر فعليا سوى على دمشق , وقرى محافظة حلب وبعض الأرياف ومناطق الأكراد الذي أوكل لهم إدارة مناطقهم مقابل مساعدتهم لحزب العمال الكردستاني المعارض لنظام الحكم بتركيا . وبالتالي فإن أفول إيران بالمنطقة بدأ مع بواكير ثورة أحرار سوريا , وإن غدا لناظره قريب ؛ لكن كيف ومتى ؟ ذلك يتطلب قرارا عربيا واضحا بافهام إيران الا تتجاوز حدودها وأن نظاما تتغلغل بموجبه لكسر الارادة العربية ولاضفاء هيمنة شيعية عقدية على غالبية سنية لايمكن أن تمر بسلام , وأنها ستدفع الثمن ضعافا ممضاعفة وأن عليها أن تبني علاقات حسن جوار مع حوارها الإقليمي الخليجي والعربي إن هي أرادت أن تنكفئ لداخلها, وتكفىعن برامجها النووية التاي لاتأتي بالخر عليها أو على دول وشعوب المنطقة , عندها لن تتركز أنظار الغرب نحوها ولن تطالها تهديدات غربية وأميركية , وأن عليبها أن تبني علاقات استراتيجية متكافئة تقوم على احترام سيادة الدول وأن الشيعة الذين يقيمون بالدول الخليجية هم مواطنون بدولهم وتتخلى عن تأليبهم على أوطانهم ,بدون ذلك وبدون هذه المصارحة ستظل المنطقة مهيأة على الدوام للاشتعال وللتدخلاات الأجنبية وربما لايكون البديل مع استمرار الصلف الايراني والطموح باستعادة دورها الكسروي أن يتم إحياء معسكرين أحدهما روسي صيني إيراني و آخر أميريكي غربي تقوده أميركا , بمافيه تركيا التي من غير الممكن أن تتخلى عن كونها أحد دول حلف "الناتو" , بينما يظل العرب بوسط أتون تينك المعسكرين .. فهل تغامر إيران على التخلي عن نظام آيل للسقوط و بسقوطه ربما يسقط معه نوري المالكي وتعود لنقطة الصفر وتنحاز لارادة الشعب السوري وتبقى على أقل القليل من مصالحها في المنطقة ,أو تستمر بدعمه وفق تصميم المرشد الأعلى وضغوطه على الرئيس نجاد الذي ليس بوسعه أن يقول له لا , وبالتالي تزداد النار اشتعالا وتختلط الأوراق وينقسم العالم إلى معسكرين مما يعرض إيران التي لن تجد روسيا والصين تقفان معها لأمد طويل بمواجهة الغرب وكذلك كافة الشعوب العربية التي تنظر بريبة لدعم إيران لإطالة عمر النظام الأسدي القمعي و الذي يزيد من عزلتها المفروضة حالياً , فإيران بين خيارين إما استمراردعم نظام آيل للسقوط , مع ثورة شعب يغلي بالداخل الايراني من أوضاعه المعيشية جراء الأزمات الاقتصادية , بينما وأمواله ومقدراته تتجه غربا , وهذا مما يهدد النظام الحاكم بإيران بالسقوط ربما بالتزامن مع سقوط نظام بشار الأسد.