صدر أمس من المملكة موقفان مهمان بشأن القضية السورية، الأول تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، الذي أوضح بشكل جلي أن المملكة ترى أن سوريا أرض محتلة وتنهتك سيادتها جيوش أجنبية مثل ميلشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وأنه يتعين ألا يكون لنظام الأسد أي رأي في الشئون السورية مستقبلاً، نظراً لأن النظام قد فقد شرعيته منذ الأيام الأولى للانتفاضة في سوريا، ونظراً لأن المجتمع الدولي قد اعترف بالائتلاف الوطني السوري ممثلاً شرعياً وحيداً لسوريا. بمعنى أن المملكة تنطلق مما تقرره الحقائق على الأرض والقرارات الدولية، وهو أن نظام الأسد فقد شرعيته وتحول إلى فصيل ميليشي، لا يمارس أي إدارة للشئون السورية ولا للأراضي السورية، وإنما يعمل بمهنة واحدة فقط لا غير وهي إبادة الشعب السوري، وتهيئة الظروف لقوات الاحتلال الإيراني لهزيمة السوريين وترسيخ وجودها في سوريا، في إطار سعي النظام الطويل لرهن سوريا لدى القوى الأجنبية وتحوله إلى وكيل لطهران في سوريا وأميناً على المصالح الإيرانية ليس في سوريا وحدها، وإنما في بلاد الشام، وليكون مخلباً إيرانياً في الوطن العربي، وأبان سمو وزير الخارجية بوضوح إن المملكة ستستمر في دعم إرادة الشعب السوري وتصميمه على تحرير بلاده والتخلص من نظام الأسد الذي حول سوريا إلى ساحة حرب وميادين مذابح، في إطار مهمات التطهير العرقي التي تنهض بها ميلشيات طهران. والموقف الثاني صدر من هيئة كبار العلماء التي أصدرت بياناً طالبت فيه المسلمين «مواطنين وحكاماً ودولاً» في كل مكان بأن يفوا بواجباتهم ويدعموا الشعب السوري الذي يتعرض لهجمة طائفية علنية، وتتكالب عليه الميلشيات الإيرانية، والأسلحة الروسية، وترتكب بحقه جرائم مروعة، وبذلك فإن علماء الأمة يودون أن يوضحوا للمسلمين إن ما يتعرض له السوريون إنما هو خطة عدوانية ممنهجة يقصد بها إخضاع السوريين والنيل من عقيدتهم وهويتهم وحريتهم وتحويل سوريا إلى مركز مؤامرات ضد الإسلام والمسلمين وضد الدول العربية، لهذا من الواجب على المسلمين في العالم وعلى العرب ألا ينخدعوا بضلالات نظام الأسد وميلشيات إيران، وأن يعرفوا حقيقة ما يحدث في سوريا وحقيقة واجبهم نحو إخوانهم في سوريا المحتلة التي تواجه غزواً عسكرياً متعدد الرؤوس من إيران وروسيا والعراق ولبنان، وهذا العدوان المعلن يوجب على المسلمين والعرب الاتحاد في وجه هذه السلوكية العدوانية الاجرامية المخادعة، وأن يعلم المسلمون بأن كل ما يدعيه الحلف الظالم هو جزء من الخطط الإعلامية لتضليل العرب والمسلمين مثلما نجح حزب الله وميلشيات إيران ونظام الأسد في تضليل العرب والمسلمين سنين طويلة بشعار المقاومة، إلى أن انكشفت الحقيقة، فتبين أن شعار المقاومة يقصد به تحديداً مقاومة الأمة الإسلامية، ومقاومة العروبة، وتوجيه الحراب والمدافع إلى الصدور العربية، وأطفال سوريا ونسائها بدلاً من أن توجه إلى إسرائيل.