أعاد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أمس التأكيد على موقف المملكة من الانتفاضة في سوريا ضد نظام الظلم والمظالم في بلاد الشام، وقال إن المملكة تدعم الشعب السوري الشقيق ولا توجد محظورات على هذا الدعم. ومن هذا الدعم تشديد المملكة على ضرورة ألا يكون لبشار الأسد وكل الذين تلوثت أيديهم بدماء الشعب السوري أي مكان في سوريا المستقبل. وهذا المطلب الذي شددت عليه المملكة هو ما أكدت عليه فصائل الثورة السورية والائتلاف الوطني السوري الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، وجعله شرطاً لحضور مؤتمر «جنيف 2» إضافة إلى ضرورة أن يخرج المؤتمر بقرار لنقل السلطة في سوريا من بشار ونظامه إلى حكومة وطنية. وقرار السوريين برفض مشاركة بشار وأعضاء نظامه في أي حكومة مقبلة في سوريا، نظراً لأن هؤلاء قد ضحوا بسوريا والسوريين وسفكوا دماء مواطنيهم لصالح الاحتلال الإيراني وانتهاك السيادة الوطنية السورية تحت شعارات خداعة مثل المقاومة وتحرير الأرض، فيما طهران تبتلع سوريا شبراً شبراً وترسخ من ميلشياتها التي ترتكب حالياً جرائم أبشع مما يرتكبه أي احتلال في التاريخ. وأصلاً قامت ثورة الاستقلال السورية، وتكبدت الخسائر الطائلة والأعداد المهولة من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمفقودين، لإسقاط نظام الأسد وتحرير سوريا. وإذا ما سمح للنظام بالمشاركة في الحكومة المقبلة أو مشاركته بأي رأيك لتقرير مصير سوريا، فإن ذلك يمثل إهانة للسوريين وثورتهم ودمائهم الزكية، ثم أنه لا توجد أية وظيفة للأسد ولا مهمة لرجال نظامه، إلا إعادة سوريا مجدداً إلى قضبان السجن الإيراني. ولا يبدو أن السوريين يرضون بتفريغ ثورتهم من أحلامها وآمالها ويعودون إلى نقطة الصفر الأولى ليتفاوضوا على قبول مشاركة الأسد في سوريا المستقبل، خاصة أن الأسد ونظامه لم يعودا يملكان أية إرادة في سوريا، وإنما يتم تصنيع القرارات التي تصدر باسمهما في طهران، ولم يعد من المقبول الآن لأي سوري أن يتلقى أوامر أو أفكارا تصنّع في طهران مهما كانت تسمياتها وشعاراتها، فقط اكتفى السوريون من الخداع الإيراني وتلونات نظام الأسد وأقنعته.