أكثر من 26 شهراً على المنحة الملكية من خادم الحرمين الشريفين للأندية الأدبية البالغة 10 ملايين ريال، وما زالت الأندية تدير أنشطتها الثقافية في مبان متهالكة فسرها القائمون على هذه الأندية بعدم كفاية المنحة لإقامة مقرات دائمة وعدم توافر السيولة الكافية للإنشاء والتجهيز. وعلمت «اليوم» أن بعض الأندية توقفت عند المراحل الأولى لإنشاء مبانيها الخاصة، فيما وصلت بعض الإنشاءات إلى مراحل متقدمة وتوقفت قبل التشطيبات النهائية والتجهيز، فيما لازال المثقفون في المناطق المختلفة يأملون تحقيق الوعود التي قدمتها إليهم إدارات أنديتهم بمقرات حديثة، فيما لجأ بعض رؤساء الأندية الأدبية لرجال الأعمال للحصول على تبرعات تساهم في استكمال إنشاء الأندية. مبان معلقة يتحدث في البداية رئيس نادي الباحة الأدبي حسن الزهراني فيقول: مبنى نادي الباحة الأدبي يقع على مساحة تقارب 11000 متر مربع ووضعت له تصاميم تشمل صالة تتسع لأكثر من 700 فرد للجنسين ومسرحا كبيرا للعروض المسرحية ومبنى لإدارة النادي يتكون من دورين ومبنى من دورين أيضا للمرأة والطفل ومسرحا مفتوحا ومكتبة ومستودعات بالإضافة إلى المسجد وصالة ترفيه وجزءا مخصصا للأطفال وغيرها. ويضيف الزهراني «تمت ترسية المشروع على إحدى الشركات بمبلغ 6 ملايين ريال «قبل التشطيب» وقد أنجزت إلى الآن من المباني قرابة النصف ونحن على موعد مع المقاول لاستلام المشروع قبل نهاية هذا العام بإذن الله لنبدأ بعد هذا بالجزء الأهم من تشطيب وتجهيز وتأثيث وهذا في اعتقادي لن تقل تكلفته عن 20 مليوناً وعشمنا كبير في أن تلتفت الوزارة للأندية التي شرعت في البناء لتتبنى تكملته حتى لا نقع في حرج أمام المثقفين ويبقى المبنى معلقاً في هذا العهد الزاهر وهذه الطفرة المادية المدهشة كما أننا نتمنى من رجال الأعمال أن تكون لهم بصمة ثقافية في هذا المجال بدعمهم لمثل هذه المشاريع التي تخلد أسماءهم. الفزيع: ليس هناك أي عذر لأي إدارة قادمة لعدم البدء في إكمال المبنى حيث إن المبلغ المرصود للمبنى متوافر وكذلك المخططات ورخصة البناء . لا عذر للإدارة القادمة فيما تحدث رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي خليل الفزيع عن مبنى النادي وإلى أين وصل فقال: «من الأعمال الجميلة التي تركها الراحل ورئيس نادي المنطقة الشرقية السابق الأديب الشيخ عبدالرحمن العبيد هي حصوله على أرض بمساحة كبيرة، ولكن للأسف حدوث بعض الظروف لم تسعفه لإكمال المبنى، وكذلك الإدارات التالية لم تتمكن من انجاز المشروع لعدم توافر الإمكانيات المادية إلى أن جاءت المنحة الملكية البالغة قيمتها 10 ملايين ريال للأندية الأدبية، إلا أنه ومع ذلك لم يتقدم العمل في المبنى نتيجة ظروف وملابسات عديدة إلى أن جاءت الإدارة الحالية المعنية وأعادت النظر في المخططات الهندسية للمبنى ليظهر بشكل يتناسب مع احتياجات النادي بما في ذلك قاعات وأقسام إدارية ومكتبة كبيرة، وقد أنجزنا المخططات وهي جاهزة للبدء في التنفيذ وإكمال المبنى، إلا أن ظروف النادي الإدارية الحالية وانتظار الانتخابات الجديدة أجل موافقة الوزارة على البدء في البناء إلى أن تتولى النادي إدارة منتخبة تقوم بهذه المهمة». وتوقع الفزيع أن يسهم رجال الأعمال في المنطقة في دعم مشروع المبنى ليكتمل بالصورة التي يأمل الجميع أن يتواكب مستواها مع ما تعيشه المنطقة من نهضة عمرانية وثقافية شاملة لتلبي احتياجات الأنشطة الثقافية ليس للنادي فقط بل لجميع المؤسسات الثقافية في المنطقة. وعن المبلغ المرصود للمبنى يقول الفزيع: «لقد حرصت الإدارة الحالية على بقاء المبلغ المخصص للمبنى دون صرفه على أي نشاط ثقافي آخر باعتبار المبلغ مخصصا للمبنى فقط». وعن المشاكل التي أحاطت بالمبنى يؤكد الفزيع على قدرة الإدارة الحالية في حل جميع المشاكل المتعلقة بالجزء المستثمر من المبنى والذي كان معلقا في السابق، حيث بدء المستثمر في استكمال مشروعه الذي سيعود بدخل ثابت على النادي في السنوات القادمة. ويجزم خليل الفزيع بقوله «ليس هناك أي عذر لأي إدارة قادمة لعدم البدء في إكمال المبنى حيث إن المبلغ المرصود للمبنى متوافر وكذلك المخططات وكذلك رخصة البناء من البلدية وهناك تباشير مشجعة من بعض رجال الاعمال لدعم هذا المشروع الحيوي والهام للمثقفين بالمنطقة الشرقية». وضع حجر الأساس فيما تحدث بتفاؤل كبير رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري قائلا: سيتم خلال الأيام القادمة وضع حجر الأساس للنادي والابتداء في البناء بعد الاتفاق مع إحدى المؤسسات الإنشائية للمقاولين السعوديين وسيكون مدة العمل 18 شهر مع ضمان مالي لمنع حدوث أي تأخير او وجود خطأ في تنفيذ المبنى. وعن المبنى يقول الشهري: إنه سيحتوي على عدة قاعات وملحق خارجي ومكاتب لأعضاء الإدارة في النادي ومكتبة كبيرة ومسرح يتسع لأكثر من 500 شخص بإمكان الاخوة في جمعية الثقافة والفنون الاستفادة منه خاصة وأننا سنقوم بتوقيع اتفاقية معهم، ولقد عملنا على وجود أماكن خاصة للنساء والحفاظ على خصوصيتهن. وعن التوقع في المستقبل للحاجة المادية لإكمال بناء النادي يؤكد الشهري: لقد قمنا بدراسة الأمور بشكل صحيح، والبداية الصحيحة تعطيك نتائج صحيحة وتصلك للهدف وقد وضعنا خططا للبداية والنهاية، والمهم ليس البداية الأهم كيف تنتهي من المشروع، ولقد تم وضع خطط للتواصل مع رجال الأعمال وسوف نقوم بوضع اسم أي شخص يقوم ببناء أي قاعة أو مكتب في النادي تكريما له، ومعروف عن رجال وتجار الأحساء الأيدي البيضاء خاصة أن المبنى هو صرح حضاري يزين الأحساء ومعلم من معالم الأحساء وهو مكان لكل أبناء الأحساء. 20 مليوناً لإنجاز المبنى فيما يبدو من حديث رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد السويلم حالة من القلق خاصة وأن المبنى تعثر إكماله بعد إنجاز إنشاء العظم وتبقى التشطيبات الأخيرة بسبب الحاجة إلى سيولة مالية لمواصلة العمل والانتهاء من المبنى. ويؤكد السويلم أن النادي بحاجة الى 20 مليون ريال لمواصلة البناء والتشطيب وقد قمنا بمخاطبة وزارة المالية ووزارة الثقافة وبعض المؤسسات في الدولة للحصول على مساعدات سريعة لانجاز المبنى الذي هو معلم للقصيم ومثقفيه وهو مكان يجد فيه المثقف كل ما يحتاجه من مكتبة وقاعات لممارسة العمل الثقافي. ووصف السويلم العلاقة التي تربط النادي برجال الأعمال في منطقة القصيم بأنها وصلت حد «الخذلان» من البعض بسبب عدم مد يد العون إلا أن هناك أملا في باقي رجال الأعمال، فالمبنى لكل أهل القصيم وبالخصوص للأجيال القادمة والتي من حقها علينا أن ننجز لها مكانا تمارس فيه الأنشطة الثقافية من فعاليات وأمسيات وملتقيات.