تعكف عدد من الأندية الأدبية في المملكة إلى الانتقال أو إنشاء مبان جديدة، تكون مقارا دائمة لها، بعد سنوات من التنقل في مبان مستأجرة أو مملوكة قديمة أو الإقامة في مقار جهات حكومية أخرى. وتطمح إدارات الأندية من إنشاء المباني الجديدة إلى توفير مناخ مناسب لإقامة فعالياتها، بما يتناسب مع أهمية الجانب الأدبي والثقافي في حياة المجتمعات الحضارية. وساهمت الأوامر الملكية الأخيرة، التي خصص منها دعم كل ناد أدبي بمبلغ عشرة ملايين ريال، في تسريع وتيرة سعي الأندية لبناء مقار جديدة لها. مبنى متميز في جدة ويستعد النادي الأدبي الثقافي في جدة حاليا للانتقال إلى مبناه الجديد خلال شهرين أو ثلاثة، كما قال رئيس النادي د. عبدالمحسن القحطاني، بعد أن تكفلت أسرة شربتلي بتكاليف المبنى (نحو 15 مليون ريال حتى الآن). وأكد القحطاني أن المبنى، الذي يقع في وسط جدة، سيكون متميزا، ويتكون من عدة قاعات، منها القاعة الرئيسية ثلاثية الأبعاد، وهي معدة لاستقبال ألف شخص، ويمكن الاستفادة منها للعروض المسرحية أو السينمائية أو إقامة معارض تشكيلية أو مناسبات عامة. كما أكد إمكانية استفادة الجهات الأدبية والثقافية والفنية الأخرى من المبنى مثل جمعية الثقافة والفنون، وإقامة فعالياتها في مرافق النادي. وقال: لابد أن يكون التفكير نحو الفكر المؤسساتي وليس الفردي، فالعمل المؤسساتي يدوم، أما العمل الفردي يهمش ويحطم. واجهة حضارية للشرقية وأكد رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي محمد بودي أن مسألة اكتمال مشروع بناء مقر جديد للنادي من الأمور الأساسية للإدارة النادي، موضحا أن النادي يمتلك قطعة أرض في حي المزروعية بالدمام، سيكون عليها بناء ضخم ومميز، يكون إحدى الواجهات الحضارية، التي تجمع المثقفين في المنطقة. وشدد بودي على أن من الضروري أن يكون للمثقفين والأدباء وكل مهتم بالثقافة مبنى خاص متكامل من جميع الجوانب والتجهيزات، يحتضنهم لتقديم إبداعاتهم المتنوعة ولقاءاتهم. مؤكدا حرص إدارة النادي على أن يكون مبنى النادي الجديد مريح، ويجد فيه الزائر والمثقف كل راحته.. «وهذا أقل ما يستحقه المثقف». استغلال الدعم في الأحساء من جانبه، أكد نائب رئيس نادي الأحساء الأدبي د. نبيل المحيش أنه تم الانتهاء تقريبا من مخطط مبنى النادي بعد الحصول على أرض من أمانة الأحساءجنوبالهفوف على مساحة 13 ألف متر تقربيا. وأوضح أن أعضاء المجلس وافقوا على المخطط، وتم تكليف مكتب هندسي لتصميم المبنى، وننتظر الموافقة من القسم الهندسي في وزارة الثقافة والإعلام. المنحة الملكية جاءت في وقتها، فهي تمثل حوالي خمسين في المائة من احتياجات المبنى، والخمسين في المائة الباقية سيتم توفيرها من خلال بيع المبنى القديم للنادي وقال: «سوف نخصص جزءا من الأمر الملكي الأخير لدعم الأندية الأدبية بعشرة ملايين ريال لكل ناد، بالإضافة إلى دعم ملكي سابق للنادي (بخمسة ملايين ريال)، لبناء المشروع». وأضاف: «لدينا أفكارا ومشاريعا استثمارية تدر على النادي مبالغ مالية سنوية ثابتة، تعين النادي على القيام بواجباته تجاه الثقافة والمثقفين في محافظة الأحساء». وعن أهمية المبنى للمثقف والمثقفين في الأحساء، قال المحيش : « وجود مبنى رسمي وليس مستأجر هو طموح كل المثقفين والمهتمين بالثقافة «، معتبرا أن وجود المبنى سوف يساعد على إقامة دورات متتالية وخاصة تهتم بتدريب الشباب على مهارات مثل القراءة والكتابة والمونتاج وإعداد البرامج، كما أنه مهم للحضور النسائي وإقامة دورات خاصة بهن، حيث سيمكن المبنى الجديد المثقفين الحضور معية عائلاتهم، لوجود مرافق ترفيهية في المبنى رياضية ومكتبات وبوفيهات، مما يساعد على خلق جو ثقافي عائلي للجميع. انتظار الترخيص في مكة قال رئيس نادي مكة الأدبي د. سهيل القاضي: «المشروع والتصاميم والدراسات الاستشارية والخارطة شبه كاملة، وننتظر فقط حصول على ترخيص من أمانة العاصمة المقدسة، والتي تتطلب بعض الأوراق فيما يخص المبنى القديم، ومن ثم الحصول على الإفراغ ومن ثم البدء في البناء». وأضاف: «المنحة الملكية جاءت في وقتها، فهي تمثل حوالي خمسين في المائة من احتياجات المبنى، والخمسين في المائة الباقية سيتم توفيرها من خلال بيع المبنى القديم للنادي، خاصة بعد أن تنتهي المعضلة مع كاتب العدل في تفريغ الأوراق كما أشرت سابقاً». وأوضح أن من الطبيعي والمهم أن يكون هناك مبنى يكون وجها حضاريا للمنطقة، خاصة في منطقة مثل مكةالمكرمة، يقصده المثقفون والأدباء بمختلف أطيافهم، يكون مجهزا بالتكييف والديكور والأثاث المريح. وأشار القاضي إلى أن مقر النادي سينتقل إلى مبنى المكتبة العامة في مكةالمكرمة لمدة سنة أو سنتين، في حال تم البدء في بناء المبنى الجديد قبل الانتقال إليه.