استنكر رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي خليل الفزيع النظرة التي يرى من خلالها بعض المثقفين النادي، بصفته آل إلى الجمود، بسبب الأحداث التي يشهدها منذ مدة. ووصف الفزيع، في حديث إلى«الحياة» الوتيرة التي يسير عليها النادي ب«مرحلة الاستعداد للانتخابات»، لكنه أوضح أن «تلك النظرة لم تمنع النادي من الاستمرار في تقديم أنشطته الثقافية المختلفة، «وهي أنشطة لم تقتصر على الأدب، بل تعدته إلى ألوان ثقافية أخرى، وسيواصل أنشطته المعتادة إلى أن تحقق الإدارة المعينة مهمتها في الإعداد لإجراء الانتخابات، وفق ما نصت عليه لوائح الانتخابات في الأندية الأدبية»، مشيراً إلى أن الأمر» لن يتحقق إلا بتعاون أعضاء الجمعية العمومية، وبالانتخابات وحدها يمكن تخطي هذه المرحلة». وبالسؤال حول الفعاليات الثقافية التي يقيمها النادي، ومضمون مستواها الذي شكل علامة فارقة في عهد جبير المليحان أجاب الفزيع أن «ظروف العمل تختلف من إدارة إلى أخرى، أضف إلى ذلك أنه لا يمكننا الحكم على أداء أي إدارة إلا وفق معطيات المرحلة التي عملت أو تعمل تحت تأثيرها». وأضاف: «الظروف التي مرّ بها النادي في الفترة الماضية تركت أثرها السلبي في الإدارة الحالية، ونجاح النادي لا يقتصر على جهد فرد دون سواه، بل على جهد جماعي تحكمه أجواء التآلف والتآزر والانسجام، وإدارة النادي الحالية لا تألوا جهداً في تقديم الأفضل، بالتعاون مع الحريصين على مصلحة الثقافة، وليس على مصالحهم الشخصية». في ما شخّص المشكلة الأساسية للنادي ب «وضعه غير الطبيعي»، لافتاً إلى أن إدارته المعينة، «تسعى جاهدة لتجاوز مرحلة التعيين إلى مرحلة الانتخابات، ليأخذ النادي وضعه الطبيعي كبقية أنديتنا الأدبية، وفي يقيني أن في الجمعية العمومية من الكفاءات ما يضمن الأداء الناجح للعمل الثقافي في النادي مستقبلاً». وبخصوص إمكان عودة مجلس الإدارة المنتخب لتولي الإدارة، أوضح الفزيع أن «الأمر مرتبط بنتائج التحقيق مع أعضاء ذلك المجلس من وزارة الثقافة والإعلام، ما يمنعنا من التكهن به». وذكر أن بعض المثقفين يؤازرون النادي، ويسعون جاهدين للخروج به من مأزق التعيين إلى مرحلة الانتخابات، «بالتعاون مع الإدارة الحالية في هذا الشأن، بينما آخرون يكتفون بموقف سلبي لا يخدم النادي في شيء، وهم في الغالب لا يحضرون للنادي ولا يشاركون في فعالياته، ولا يقدمون له أي مقترحات بناءة، وبعضهم لا يتوانى عن الإساءة للنادي وإدارته لمجرد أن النادي رفض له كتاباً لأسباب موضوعية، أو لم يدعه للمشاركة في إحدى أمسياته الثقافية تحاشياً للتكرار، وهو موقف يعبر عن أنانية مفرطة وغرور لا يليق بالمثقف، وهؤلاء الباحثون عن أمجاد شخصية لا يعبرون إلا عن أنفسهم، وفي النهاية النادي للجميع، وأبوابه مفتوحة لكل المثقفين، وأي تقصير منه هو في الحقيقة تقصير من المثقفين أنفسهم، ولا يليق بأي مثقف أن يرتهن بأسماء معينة، إذا كان هدفه هو خدمة الثقافة والعمل على دفع الحراك الثقافي إلى الأمام». وبخصوص أهم مشاريع النادي المقبلة قال: «إن الإعداد للانتخابات، وتحريك موضوع مبنى النادي المجمد هما أهم مشاريع النادي». وكشف أن «النادي تسلّم أخيراً مخططات إكمال العمل في هذا المبنى، واتخذ مجلس الإدارة قراره بالبدء في هذا المشروع، لتتمكن الإدارة القادمة المنتخبة من إكماله في أقرب وقت ممكن». وعن رؤيته الشخصية للنادي والحلول قال: «شخصياً لا أرى حلاً للخروج بالنادي من وضعه الإداري الحالي إلا بإجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن، وهو أمر مرتهن بإرادة الجمعية العمومية الحالية، بالنسبة لي فإن وجودي في الإدارة أو عدمه، مرتهن بنتائج الانتخابات». وبالتطرق لاستمراريته في النادي مستقبلاً قال: «علاقتي بالنادي لا صلة لها بوجودي في إدارته أو خارجها، فهي علاقة وثيقة منذ إنشائه ولن تتغير، وسيظل تعاوني مع النادي قائماً مهما كانت إدارته القادمة، لأن الهدف خدمة الثقافة لا خدمة الأشخاص».