تصيب البطالة شُريان المُجتمع «الشباب» , وأسبابها تختلف من مجتمع إلى آخر حسب طبيعة البلد ,ومؤشراتها مرتفعة في الدول النامية بسبب معوقات اجتماعية واقتصادية ,فهي من أكبر التحديات التي تواجه اقتصاديات الدول العربية ,و البطالة تعني التزايد المستمر المضطرد في عدد الأفراد القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه دون أن يعثروا عليه. ومن أجل أن نبحث في ظاهرة البطالة وإيجاد حلول لها لابد أن نتعرف بشكل مبسّط على أنواعها, وكما جاء في بحث عن : البطالة في الوطن العربي ... أسباب و تحديات ل أ. الوافي الطيب، أ. بهلول لطيفة , جامعة تبسه, حيث ذكرا النوع الأول من البطالة وهي الاحتكاكية وتحدث بسبب التنقلات المستمرة للعاملين بين المناطق و المهن المختلفة الناتجة عن تغيرات في الاقتصاد الوطني. و نتيجة لنقص المعلومات الكاملة لكل الباحثين عن فرص العمل و أصحاب الأعمال , أيضاً تنشأ عندما ينتقل عامل من منطقة أو إقليم جغرافي إلى منطقة أخرى. النوع الثاني البطالة الهيكلية وهذا النوع من البطالة يحدث بسبب الاختلاف و التباين القائم بين هيكل توزيع القوى العاملة و هيكل الطلب عليها. أسباب البطالة في السعودية التي أبدأها بالتضخم والانفجار السكاني , وزيادة عدد الخريجين من الثانوية العامة مع غياب التخطيط الصحيح لهذه المتغيرات , أيضا التعثر الملموس في عدم وجود سياسة تعليمية تتمثل بالمواءمة بين سوق العمل والمخرجات التعليمية .عدم التوسع في نشر الخدمات الحكومية في جميع مناطق المملكة بدل أن تتكدس في منطقة واحدة أو منطقتين. يقترن ظهورها بإحلال الآلة محل العنصر البشري مما يؤدي إلى الاستغناء عن عدد كبير من العمال . النوع الثالث البطالة الدورية أو الموسمية وهذا النوع من البطالة يحدث نتيجة لتذبذب الدورات الاقتصادية , أي أن مستوى التوظيف و الاستخدام يتقلب مع تقلب الدورات التجارية أو الموسمية بين الانكماش والتوسع . وهناك تصنيفات أخرى للبطالة يذكرها الاقتصاديون متمثلة بالآتي : البطالة الاختيارية و البطالة الإجبارية , فالاختيارية هي أن يترك العامل عملة بمحض إرادته دون تدخل الغير , أما الإجبارية فهي التسريح من العمل بأوامر من الإدارة العليا. أما البطالة المقنعة و البطالة السافرة , فالمقنعة تأتي بمعنى وجود تكدس في العمالة فائض عن الحاجة في المنظمة بلا إنتاجية تذكر. أما السافرة فتعني وجود عدد من الأشخاص القادرين و الراغبين في العمل عند مستوى أجر معين لكن دون أن يجدوه، فهم عاطلون تماما عن العمل , وهي في الدول النامية تكون أشد قسوة نتيجة عدم وجود نظم لإغاثة البطالة وغياب أو ضآلة برامج المساعدات الاجتماعية الحكومية .وتأتي البطالة الموسمية و بطالة الفقر, فالموسمية تحدث مثلا في موسم السياحة فهي تتطلب أعداداً كثيرة من العمال وبانتهاء الموسم ينتهي عملهم , أما بطالة الفقر فهي التي يتسبب بها ضعف التنمية في البلد وخاصة في الدول ذات الاقتصاد المتوتر والمتعب .أما البطالة الطبيعية وتنشأ عندما يكون الطلب على العمل مساوياً لعرضه.وبعد أن استعرضت أنواع البطالة بشكل موجز , نتطرق إلى أسباب البطالة في السعودية التي أبدأها بالتضخم والانفجار السكاني , وزيادة عدد الخريجين من الثانوية العامة مع غياب التخطيط الصحيح لهذه المتغيرات , أيضا التعثر الملموس في عدم وجود سياسة تعليمية تتمثل بالمواءمة بين سوق العمل والمخرجات التعليمية .عدم التوسع في نشر الخدمات الحكومية في جميع مناطق المملكة بدل أن تتكدس في منطقة واحدة أو منطقتين مما يؤدي إلى الهجرة العشوائية إلى المدن الآهلة بالخدمات الحكومية , أيضا احد أسباب البطالة في مجتمعنا السعودي هو الدور التربوي للأسرة في تنشئة أبنائها على حب العمل وجعله قيمة في الحياة, أيضا إحلال البديل الأجنبي نيابة عن السعودي وهذا له تبعاته طويلة المدى على البلد, أيضا طبيعة التعليم التي لا تستطيع أن تتجاوب أو تواكب التطورات التكنولوجية السريعة الجارية في عالم اليوم. والكثير من الأسباب المتشابكة بعضها ببعض ككرة الصوف , إلا أن التركيز يجب أن يكون على عمل المزيد من الدراسات وإيجاد الحلول الواقعية وتطبيقها بشكل صحيح والتي من شأنها أن تسهم بشكل فعال في حل الكثير من هذه العوائق. [email protected]