دارت معارك جديدة بين متمردين طوارق متحالفين مع القوات الفرنسية وبين جهاديين في شمال مالي، فيما استمرت في سلسلة جبال إيفوقاس ملاحقة إسلاميين أسفرت – كما تقول تشاد – عن مقتل 13 جنديًّا تشاديًّا و65 مقاتلاً عدوًّا. وتقول مصادر أمنية إقليمية ومالية: إنَّ المواجهات دارت منذ صباح أمس بين مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد (تمرد طوارق) ومقاتلي مجموعة مسلحة لم تعرف هويتها بعدُ في قرية، إن خليل، القريبة من تيساليت والحدود مع الجزائر، حيث استهدف اعتداءٌ انتحاريٌّ أمس المتمردين الطوارق. وأوضح المصدر الأمني المالي «يبدو أنهم مقاتلون عرب يتواجهون حالياً مع طوارق الحركة الوطنية لتحرير أزواد». وبعد ظهر أمس، أكَّدت حركة أزواد العربية التي أُنشئت في مارس 2012 أنَّها هاجمت الحركة الوطنية لتحرير أزواد ردًّا على أعمال عنف ارتُكِبَت بحق عرب في المنطقة. وقال المسؤول في حركة أزواد العربية، بوبكر طالب، إنَّ المواجهات كانت مستمرَّةً بعد الظهر، لكنَّ «وتيرتها تراجعت». وقال محمد إبراهيم آغ الصالح، المسؤول في الحركة الوطنية لتحرير أزواد، الذي يتخذ من واغادوغو مقرًّا، إنَّ الفريق الخصم يتألف من «مجموعات إرهابية» أتت على متن عدد كبير من السيارات و»يقودها عمر ولد حماها» من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، إحدى المجموعات الإسلامية التي احتلت شمال مالي في 2012. ثم أوضح آغ الصالح: إن المتمردين الطوارق أبعدوا «الجهاديين حتى عشرة كم شمال غرب ان خليل»، من دون تسجيل ضحايا في صفوف مقاتليه. وأضاف «عثرت قواتنا على ثلاث جثث لجهاديين وسيارة محترقة». وتبعد «ان خليل» 175 كم شمال كيدال. واستعادت القوات الفرنسية في نهاية يناير السيطرة على مطار كيدال مع نحو 1800 جندي يتولون الأمن في المدينة التي سيطر عليها أخيراً إسلاميُّون «معتدلون»، والحركة الوطنية لتحرير أزواد التي ترفض وجود الجنود الماليين لكنها تريد التعاون مع فرنسا. وتضم هذه المنطقة أيضاً منطقة أدرار الجبلية، بين تيساليت وكيدال، المدينة التي تبعد 1500 كم عن باماكو ويعتبرها بعض الطوارق مهداً لحركتهم التي لجأ إليها عدد كبير من الإسلاميين المسلَّحين المرتبطين بالقاعدة الذين يطاردهم الجيش الفرنسي.