نفذ الإسلاميون المسلحون الذين دحرهم التدخل العسكري الفرنسي بدءاً من 11 كانون الثاني (يناير) الماضي، من المدن الكبرى في شمال مالي، عمليتي تفجير لسيارتين مفخختين أمام قاعدة لمتمردي «الحركة الوطنية لتحرير ازواد» (طوارق) في مدينة انهاليل (شمال)، ما أدى إلى سقوط 3 قتلى و4 جرحى. وتقع المدينة في جبال ايفوقاس بين مدينتي كيدال وتيساليت، حيث يتعاون الطوارق مع الجيش الفرنسي لمنع عودة الإسلاميين إليها. يأتي ذلك بعد ساعات على تسلل إسلاميين إلى مدينة غاو (شمال) واشتباكهم مع جنود ماليين وفرنسيين تصدوا لهم باستخدام أسلحة ثقيلة. وتواصلت الاشتباكات لفترة، اثر رصد انتشار قناصة إسلاميين على سطوح في السوق الرئيسية، وتحدث الجيش المالي عن مقتل مسلحين داخل مبنى البلدية. وأشار عسكري مالي إلى أن عدداً كبيراً من جثث «الجهاديين» الذين يحملون أحزمة ناسفة ويمسكون قنابل يدوية منزوعة الصواعق في أيديهم، كانت لا تزال داخل مبنى البلدية وقصر العدل المجاور. وأوضح أن ألغاماً زرعت في القطاع، علماً أن الجيش الفرنسي أعلن مقتل 15 إسلامياً في الاشتباكات، في مقابل جرح جنديين فرنسيين وأربعة جنود ماليين. واتهم محمد إبراهيم اغ الصالح، مسؤول «حركة ازواد» في واغادوغو، «حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» بالوقوف خلف الاعتداء، علماً أن الناطق باسم «التوحيد والجهاد» أبو وليد الصحراوي أكد خلال تبنيه عملية انتحارية قرب معسكر للفرنسيين في كيدال (شمال) أول من أمس، أن «تفجيرات أخرى ستقع على كل أراضي مالي». وصرح مصدر أمني مالي بأن «الإرهابيين أكدوا دائماً أنهم سيقاتلون القوات الفرنسية وحلفاءها، وهذا ما حصل في انهاليل». إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الوضع في مالي «ليس مستقراً على الإطلاق»، فيما انتقد الناطق باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جينس لارك «المعلومات المرعبة» الخاصة بحقوق الإنسان. وقال: «ما زال الوضع بالغ الهشاشة، وبلغتنا معلومات مرعبة من الشمال عن انتهاكات وتجنيد أطفال وازدياد أعمال العنف ذات الطابع الجنسي». في نيجيريا، نفذت قوات الأمن عملية تمشيط واسعة بحثاً عن أسرة فرنسية من سبعة أشخاص، خطفهم مسلحون يشتبه في انتمائهم إلى جماعة «بوكو حرام»، وذلك من منتزه في الكاميرون قبل يومين. وأوضح مسؤول أمني نيجيري أن البحث يتركز على المناطق المحاذية لحدود الكاميرون، إذ يسهل التسلل منها، كما أنها قريبة من الحدود مع تشاد والنيجر، معلناً عدم رصد الرهائن. ورجح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انقسام الأسرة إلى مجموعتين، وقال: «الأولوية هي لتحديد الموقع الدقيق لاحتجازها قبل محاولة الإفراج عنها في أفضل الظروف». وفي واشنطن، أعلن الرئيس باراك أوباما إرسال 40 جندياً أميركياً إضافياً إلى النيجر، لتقديم مساعدة استخباراتية إلى القوات الفرنسية في مالي، ما رفع إلى مئة عدد الجنود الأميركيين في هذا البلد. وكان مسؤول أميركي كشف نهاية كانون الثاني (يناير) أن البنتاغون يعتزم نشر طائرات استطلاع بلا طيار في النيجر لزيادة المعلومات حول نشاطات تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في منطقة الساحل.