أقام نادي الأحساء الأدبي أمسية شعرية نقدية بمناسبة يوم الشعر العالمي وذلك مساء الثلاثاء الماضي ..ابتدأت الأمسية بالمشاركة النقدية لورقة أ. د. فايز القرعان الأستاذ بجامعة الملك فيصل ( كلية الآداب) ، الذي قال إن هناك تصعيدا في أزمة الشعر في هذه الفترة بعد موت وخمود الكثير من براكين الشعر كالسياب ونزار ودرويش والقصيبي مما جعل مريدي الشعر ونقاده يدركون خطورة الوضع الذي هو فيه. ويرى القرعان أن أزمة الشعر والشاعر اليوم تكمن برأيه في التشكيل الفني والموضوعاتي والإيقاعي للشعر، وحواره مع الأجناس الأدبية الأخرى. وأضاف أن أزمة المتلقي تتوزع على ثلاثة أطراف: الناقد المتخصص ، والناقد السطحي، والقارئ. أما بالنسبة ل أ.د. ظافر الشهري رئيس نادي الأحساء الأدبي والأستاذ بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل فقال في مجمل حديثه إن كثيرًا من الشعراء المبدعين عزفوا عن الساحة الأدبية وانزووا إلى ذواتهم بسبب إجحاف الكثير من النقاد الذين يأخذون النقد من باب المصالح الشخصية والنقد الشخصي الموجه للشاعر وليس للمنتج الإبداعي الشعري، ويبتعدون عن الأمانة المهنية في حيادية النقد ليتحولوا من نقاد نصوص إلى نقاد أشخاص وخرجوا بوظيفة النقد من دائرة تمييز النصوص الإبداعية إلى التسويق للمبدع وأكد الدكتور ظافر أن النقد مفهوم له قيمته ومصداقيته وله صلته بالجمال والفن وأن له أخلاقيات سامية يدرك من خلالها الناقد واجباته ويحترم عقول القراء ويسعى إلى تنمية الوعي الثقافي والمعرفي عند المتلقي. ثم بعد ذلك أدار الأمسية الشعرية الشاعر أحمد العمير على ثلاث جولات لكل من الشاعرين سلطان السبهان وإبراهيم البوشفيع واعتذر العمير للحضور عن غياب الشاعر حسين العروي بسبب الظروف الجوية التي لم تمكنه من الحضور من المدينةالمنورة، وتضمنت جولات السبهان عددا من قصائده التي نالت استحسان الجمهور والتي من أبيات قصيدته الأولى: «نبتت على سفح انتظاري وسوسه والشوق أقلق بالتردد مجلسه وقال في القصيدة الثانية التي كانت عن الشعر: «الشعر يا شعراء بدعة عاقل وكحكمة المجهول يحدث بلبلة هو طائف مس الخيال بلمحة وأثار فيك ملاحم من أسئلة..» وفي القصيدة الثالثة يقول: «لو مات لم ترثه الدنيا كما يجب لو عاش احتمالا غير منطفئ الشوق يزرعه واليأس يحتطب..» إلى جانب قصائد أخرى متعددة تفاعل معها الجمهور خاصة وأنه كان يلقي من ذاكرته لا من الورق. أما قصائد إبراهيم البوشفيع فكان بعضها من ديوانه المطبوع « مس من عشق « الذي أصدره نادي الأحساء مؤخرًا ومن دواوينه المخطوطة الأخرى، وكانت أولى قصائده ( غربة شاعر ) «أتهجأ الدنيا بتأتأتي وأهش أحلامي بمنسأتي..» تلاها بقصيدة صلصال من حمأ مضيء: «ماذا يضيء ؟ ما دام لي عيناك تشعلان بالحب البريء..» وقصيدة براءة سؤال التي قال فيها: «نظرت إليَّ وشعرها يلهيها وتمايلت غنجًا تضاحك تيها..» ومن قصيدة رغيف الذكريات..: «على فرس من الأشواق لاحت دموعي واستفاقت أمنياتي..» وبعد الأمسية توالت المداخلات من الجانبين الرجالي والنسائي حول ورقتي الدكتورين ظافر الشهري وفايز القرعان اللذين قاما بالإجابة عن تساؤلات الحضور وفي النهاية كرم رئيس النادي ونائبه المشاركين في الأمسية .