ما أن يحل الليل حتى تسري مخاوف من لصوص اعتادوا التهجم على الصيدليات المنتشرة في حاضرة الدمام كون بعضها يعمل على مدار الساعة مما استدعى الجهات الأمنية لفرض اشتراطات على أصحاب هذه الصيدليات بتوفير حراسات أمنية لحمايتها. «اليوم» التقت بعدد من العاملين في هذه الصيدليات فتحدث الصيدلي حامد أبو العزم قائلا: «جميع الصيدليات فرض عليها إغلاق أبوابها ابتداء من الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل واستخدام نافذة البيع وبقاء الزبون خارج الصيدلية، إضافة إلى اشتراط وجود حارس أمني بداخلها بحسب توجيهات الأجهزة الأمنية وكشرط لمزاولة النشاط والمناوبة الليلية، بهدف الحفاظ على سلامة العاملين بالصيدلية وممتلكاتها من أيدي العابثين ومن عمليات السرقة التي طالت بعضا من الصيدليات بالمنطقة». وأضاف أبو العزم: «من خلال عملي طيلة السنوات الماضية لم أواجه أي مشكلة ولله الحمد ولم نتعرض لأي خطر علماً بأنه في حال حدوثه لا قدر الله لن نستطيع مواجهة هذا الخطر لأن الحارس الأمني المتواجد معي أعزل وكل ما هنالك أنه يرتدي زيا مخصصا لموظفي الحراسات الأمنية فقط!». صيدلي: «لن نستطيع مواجهة هذا الخطر لأن الحارس الأمني المتواجد معي أعزل وكل ما هنالك أنه يرتدي زيا مخصصا لموظفي الحراسات الأمنية فقط!» وأشار أبو العزم: «أحيانا نعاني من تغيب الحارس الأمني عن العمل ما يجعلنا نتواصل مع الشركة المتعاقدة لتوفير حارس آخر وبأسرع وقت ممكن لكي نتمكن من مزاولة المناوبة الليلية حسب الاشتراطات المفروضة علينا». وأردف أبو العزم: «استخدام نافذة البيع فيه انتهاك لخصوصية الزبون، بالإضافة إلى أنه يحد من المبيعات ويعود ذلك لعدم مقدرة الزبون على الاطلاع على الخيارات المتاحة، ودائما ما نواجه مشاكل كثيرة من قبل الزبائن حيث يحاول البعض منهم إقناعنا بالدخول لبعض الوقت ليتمكن من جلب ما يريده بنفسه وعندما نقابل طلبه بالرفض سرعان ما يثور غاضبا معتقدا أن هذا القرار من ملاك الصيدليات أنفسهم». من جهة أخرى قال الصيدلي ماجد مصطفى: «كثيرا ما نسمع تعليقات لا تليق وكلاما قاسيا من بعض الزبائن نتيجة قفل باب الصيدلية واستخدام نافذة البيع حسب اشتراطات الأمن الوقائي، وعلى سبيل المثال إذا حضر 50 زبونا بعد الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل نجد 49 منهم مستائين من هذا الوضع، وأنا لا أبالغ لكن هذه هي الحقيقة فهذا الإجراء أحرج الكثير من الزبائن فالبعض منهم يبحث عن أسعار مناسبة ورخيصة تناسب إمكانياته المادية ويتحرج من قول ذلك علانية للصيدلي، في حين لو تمكن من الدخول سوف يتمكن من اختيار ما يناسبه وبكل أريحية، أضف إلى ذلك أن هناك من يتحرج من ذكر اسم المستحضر أمام مرأى ومسمع الآخرين فما بالك لو كان الزبون امرأة.. فلك أن تتخيل قدر الحرج في حال حدث ذلك!!»، وبالنسبة ما إذا كان قد واجه بعض المشاكل من سرقة أو غير ذلك طيلة عمله أشار مصطفى: «لم نتعرض لأي مشكلة من هذا النوع أبدا ولله الحمد حتى قبل تواجد الحارس الأمني، لكن على حد علمي أن هذا الإجراء تم اعتماده نتيجة تسجيل عدد من عمليات السطو على بعض من الصيدليات». من جانبه قال المتحدث الإعلامي بشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي: «إن الحراسة المتواجدة بالصيدليات ضمن اشتراطات أمنية لمواصلة العمل بالمحال التجارية على مدار الساعة، فهناك تعليمات منظمة لعمل المحال التجارية بشكل عام وتحديد فترة الدوام والإغلاق التي لا تتجاوز الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل كحد أقصى وقد تستمر إلى الواحدة ليلا في الأعياد والإجازات المدرسية وفيما يتعلق بالمطاعم والوجبات السريعة إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل بعد توفير الاحتياطات الأمنية اللازمة، أما فيما يتعلق بالمحال المسموح لها بالعمل خلال الأربع والعشرين ساعة مثل الصيدليات فيتم السماح للعمل ببعضها على مدار الساعة وفق تنظيم من الشؤون الصحية وبعد توفير الاشتراطات الأمنية اللازمة مثل توفير الحراسة وكاميرات المراقبة ومنفذ البيع الخاص بمناولة المواد المباعة». وأشار الرقيطي قائلا: «تمثل قضايا سرقات الصيدليات نسبة ضئيلة جدا لا تتجاوز 0.15% (أي أقل من 1%) إذا ما تم مقارنتها بالسرقات الأخرى، وأقل بكثير إذا ما قورنت بإجمالي القضايا الجنائية المسجلة بالمنطقة الشرقية، وتحظى الصيدليات وكذلك المحال التجارية الأخرى ذات الأهمية بمتابعة مستمرة من دوريات الأمن العاملة بالميدان بأنواعها المتعددة، كما تحرص شعب الأمن الوقائي بالشرط بالتحقق من الاشتراطات المطلوب توافرها بتلك المحال من خلال المسح الميداني المستمر وفق الأنظمة والتعليمات المنظمة لذلك».