أتمنى من المنظمين للمعرض في دورته القادمة إعادة النظر في أسعار بعض الكتب التي لا تختلف في المعرض عن خارجه، لا سيما أن أسعار الكتب في بلد المنشأ لا يمكن أن تصل إلى الخمسين أو المائة ريال أسدل الستار على معرض الرياض الدولي للكتاب الذي سرق الاهتمام إليه، فلقد كان الشغل الشاغل للمثقفين، ورغم ما صاحبه من صخب شديد، فقد حقق المعرض نجاحاً بارزاً بين معارض الكتب. زرت المعرض مرتين يفصل بينهما يومان وكان في اعتقادي قبل أن أزور المعرض على خلفية ما قرأت عنه أنه ساحة صراع، فبعض الذي كُتب رسم للمتلقى البعيد عن الحدث صورة ذهنية سلبية عن المعرض، ومن خلال زيارتي وجدت أن الأمور جد طبيعية، لم يكن ما حدث سوى موقف حصل وانتهى، ومجريات المعرض وفعالياته تسير بشكل يبعث السرور في النفس. معرض الرياض تظاهرة ثقافية جميلة، واستحق أن يكون سفيراً للثقافة السعودية، كما حرص المثقفون السعوديون على أن يكونوا سفراء لهم شخصيتهم الثقافية المتميزة التي تضع بصماتها على خارطة الثقافة العربية، حراك ثقافي متميز، والقناة الثقافية السعودية وعاء ثقافي جديد وناقل متميز لثقافتنا السعودية تجعلنا نشعر بالزهو حقاً. أثناء كتابتي لهذا المقال أشعر بنشوة غريبة للثقافة السعودية لقد أصبحنا نبز أقراننا الرياضيين فلم يعد الميدان الرياضي هو فقط نجاح السعوديين، ولم يعد فقط الازدحام عند المدن الرياضية، فأروقة المعرض تزدحم ومواقف المعرض والساحات الخارجية مليئة بالسيارات، وشدة الازدحام أجبرت رواد المعرض على الوقوف على الأرصفة، ويذكر أن مجمل زائريه وصل إلى قرابة الثلاثة ملايين زائر أو أكثر. أتمنى من المنظمين للمعرض في دورته القادمة إعادة النظر في أسعار بعض الكتب التي لا تختلف في المعرض عن خارجه، لا سيما أن أسعار الكتب في بلد المنشأ لا يمكن أن تصل إلى الخمسين أو المائة ريال. أغبط أهل الرياض، وكذلك المفرغين لحضور فعاليات المعرض من منسوبي الأندية الأدبية وغيرهم، وآمل من المنظمين للفعاليات الثقافية توسيع دائرة المدعوين من المثقفين السعوديين لحضور تلك الفعاليات، فهي تمنحهم معايشة المشهد الثقافي عن قرب وتتيح الفرصة لهم للالتقاء بغيرهم من المثقفين. ويبقى المعرض بصمة مميزة للثقافة السعودية. [email protected]