تجربة مجلس الشورى في المملكة تجربة عريقة كانت بدايتها عند إنشاء أول مجلس شورى عام 1340 ه، ويشكل هذا المجلس باستمرار من شخصيات لها تقديرها واحترامها في المجتمع وتحوز على رضا ولاة الأمر والمواطنين بمختلف شرائحهم وأطيافهم... وشهد المجلس عدة مراحل من التطوير كان أهمها عند صدور نظام الحكم ونظام مجلس الوزراء في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (يرحمه الله)، وفي هذا الوقت يشهد مجلس الشورى بتشكيله الجديد خطوة أخرى من التطوير في تشكيله وأدائه، ولعل من أبرز الملامح التي شهدها التطوير الأخير دخول المرأة باعتبارها عضواً كامل العضوية، وإن كانت في السابق دخلته بشكل غير مباشر وذلك عندما عينت بعض السعوديات مستشارات متفرغات بالمجلس. ومن الملاحظ أن التشكيل الحالي للمجلس أخذ منحى متميزاً بوجود أعداد كبيرة من حملة الشهادات العليا، الذين أمضوا سنين طويلة من العمل والمأمول هنا أن لا يعني ذلك أن يقتصر اهتمام الأعضاء من النساء على قضايا المرأة فقط، بل أن تكون المرأة حاملة لهموم المجتمع ومطالبه بشكل عام شأنها شأن الرجل. على أية حال فإن نظرة في أسماء الأعضاء سيدات ورجالاً وسيرهم الذاتية التي نشرتها الصحف تبعث على الاطمئنان وتؤكد أننا نخطو خطوة على الاتجاه الصحيح في مختلف مؤسسات القطاعين العام والخاص، ما ساهم في تعدد الخبرات وتنوعها. وقد صاحب التشكيل الأخير كثير من الحوارات بين المواطنين مثقفين ورجال أعمال ومسؤولين في مختلف المستويات والتخصصات حول الدور المتوقع من المجلس، لا سيما فيما يتعلق بايجاد الحلول المناسبة للقضايا التي يطرحها المواطنون وتلامس احتياجاتهم اليومية سواء على مستوى المناطق أو على مستوى الأفراد، كما أن من الأمور المطروحة مدى تمثيل المجلس للتعدد الجغرافي ومكونات المجتمع السعودي مع أن صاحب القرار حرص على ذلك، حيث إن نظرة سريعة إلى أسماء الأعضاء توضح أن معظم مناطق المملكة -إن لم تكن جميعها- قد تمثلت تمثيلاً عادلاً في عضوية المجلس، وثمة سؤال يطرح نفسه وهو؛ هل كون المجلس استشارياً يمكن أن يقلل من دوره في تمثيل المواطنين؟؟، وهو سؤال يحتاج إلى إجابة قد تحملها الخطوات التالية من التجربة والتي لا نشك أننا سنشهد الكثير منها. أما بالنسبة لموضوع تمثيل المرأة فهو تطور طبيعي يتناسب مع الدور المتزايد الذي تقوم به المرأة المواطنة في كافة المجالات دون استثناء مما يجعل عضويتها في المجلس أمراً غير مستغرب.. والمأمول هنا أن لا يعني ذلك أن يقتصر اهتمام الأعضاء من النساء على قضايا المرأة فقط، بل أن تكون المرأة حاملة لهموم المجتمع ومطالبه بشكل عام شأنها شأن الرجل. على أية حال فإن نظرة في أسماء الأعضاء سيدات ورجالاً وسيرهم الذاتية التي نشرتها الصحف تبعث على الاطمئنان وتؤكد أننا نخطو خطوة على الاتجاه الصحيح. والله الموفق. تويتر :@fahad_otaish