مازال بعض المسئولين يقبعون في أماكنهم وأبراجهم العاجية على كراسيهم الباذخة منعزلين عن أصحاب الحاجات , وأهل المطالب .. ومازال كثير منهم يجعل من منصبه أو مكانه الوظيفي مرتعا للاستبداد , والأمر والنهي دون انتباه إلى حدود عمله أو سلطته بل إن بعضهم ينطلق انطلاقا ليتعدى سلطات الآخرين ليتحكّم في مصائر الناس , وينظر بمزاجيته في شئون الموظفين والعاملين والمنسوبين لجهازه .. كما أن بعضهم ينظر إلى مساحة وظيفته وعمله بأبعد ما هي عليه , وأوسع ما تكون عليه ، فيكون وكيل الوزارة وزيرا , ويكون المدير العام وكيلا للوزارة وأحيانا وزيرا بل إن بعض مدراء مكاتب هؤلاء المسئولين تخلّقوا بأخلاق أرباب عملهم ، وتعدت حدود صلاحياتهم من ترتيب مواعيد الناس وإدخالهم على مديره إلى النظر في شئونهم ، والفتيا ، والتوجيه والأمر والنهي فيها . إن المسؤول وصاحب المنصب لم يوضع من قبل الدولة إلاّ لمصلحة العمل وتسيير مصالح الناس والنظر في كل مطلب مع أننا لا ننكر أن هناك من الموظفين والمراجعين من يكونون سببا في تصرف بعض المسئولين بالشدة واتخاذ أسلوب الترهيب . لكن يبقى المسؤول وهو على كرسي الإدارة هو أقدر بالاحتواء , والاحتمال وألاّ يتجرد من ثباته وقوته.إن من مشكلات المنصب والمسؤولية لدينا هي تلبس بعض المسئولين بسحر الكرسي وتأثيره ،ومن مشكلاتها حالة الإغماء الدائم التي يعيشها المسؤول بعيدا عن الإحساس المباشر بما يدور حوله حقيقة .. ومن مشكلاتها أن المسؤول يختمر في عقله ، ويصدّق نفسه أن الكرسي ارتبط به ، ولن يتنازل عنه ،أو يتركه أبدا فهو ملك له .. ومن مشكلاتها أن المسؤول المنبهر بالكرسي يظن أن كل من حوله من أصحاب المعاملات وكل من يأتيه من أهل الحاجات هم يلجأون له في شخصه وليس لعمله، ومن مشكلات المنصب اعتقاد بعضهم أنهم وضعوا في المنصب وهم الأجدر، ومن المشكلات الظن السائد أن المنصب هو لخدمته وخدمة مصالحه ومحسوبيه متناسيا طبيعة عمله ومتجاهلا ما كّلف به ، ومن مشكلات المنصب أن بعض المسئولين لا تعرف له خططا , ولا نظاما ، ولا منهجا بل كل يوم له شأن لا أحب أن أكون انتقائيا ولكن يبقى ضرب المثل مهما حيث ذكر لي أحدهم أن سكرتير أحد المدراء أشار ألاّ يدخل عليه لأن مزاجه متعكّر اليوم فلينتظر حتى يروق مزاجه فقال له : طيب ومعاملتي؟ .. رد عليه : أنا علمتك وبراحتك ..!! تعجب صاحبي وقال سبحان الله أيجب أن انتظر وأعطّل مصلحتي حتى يتعدل مزاج المدير؟ ختام القول : إن المسؤول وصاحب المنصب لم يوضع من قبل الدولة إلاّ لمصلحة العمل وتسيير مصالح الناس والنظر في كل مطلب مع أننا لا ننكر أن هناك من الموظفين والمراجعين من يكونون سببا في تصرف بعض المسئولين بالشدة واتخاذ أسلوب الترهيب . لكن يبقى المسؤول وهو على كرسي الإدارة هو أقدر بالاحتواء , والاحتمال وألاّ يتجرد من ثباته وقوته , وألاّ تهتز نفسه ببعض السلوكيات السيئة أو المنفّرة من قبل موظف أو مراجع .. وليتذكر المسئول أن كرسي المنصب هو بمثابة كرسي حلاق نعم كرسي حلاق يأتي عليه شخص لوقت معين ثم يقوم فيأتي آخر وكلٌ له وقته وحلاقته فليختر ما يشاء. T: @aziz_alyousef