بداية أفكر، ونهاية أنهي الموضوع... لا أعلم هل تلك الأمور لابد من النظر فيها... الأوراق مبعثرة على مكتبي، أرتب وتتبعثر من جديد، لا أعلم ماذا أريد ومتى انتهي من تلك المعضلة؟ أعشق المغامرة الواثقة، ولكن يزداد ضغط العمل في أكثر الأوقات مع وجود الحلول التي يستصعبها البعض، فالعمل الذي صار متسارعاً ومتصارعاً لابد من إنهائه قبل أي شيء... المعاملات وشكاوى الموظفين تكون كالعظم غصة في الحلق، أنظر من حولي لا أجد سوى جهاز الكومبيوتر وآليات العمل والنظام المتبع الذي يحاول الكثيرون تجاوزه لمصلحتهم الشخصية مع ابتسامات صفراء، تلك الحياة نفسها تكون مملة إن لم نستغلها. الروتين قاتل، تتأمل الصباح فتكون في العمل، وتتأمل المساء فتكون في المنزل مرهقاً، قد أسلمت نفسك إما للنوم أو لإنهاء طلبات المنزل التي تعتبر عملاً آخر... انتهى اليوم بالنسبة لك، خصوصاً نحن الذين يعملون في القطاع الخاص، كل يوم على هذه الحال وهكذا... الناس غير الناس، أطباع ونفسيات ومصالح وصداقات وعداوات ومركزية. تسمع فتتعب، لا تجد أحداً راضياً من العمل الذي يقوم به، لا المدير الذي يملك المنصب والراتب العالي والحياة المرفهة راضٍ بما هو فيه، ولا الموظف العادي ذو الراتب المتواضع كذلك، ولا حتى المتقاعد، والكل يشكو، لم يتم نقاش تلك الأمور أو إيجاد حل يكون ترفيهاً، فهل اعتدنا الشكوى؟ هل صارت من عاداتنا اليومية أن نشتكي فقط من العمل والإرهاق والتعسف من المسؤولين والمديرين، والحسد من المناصب، وحفر الكمائن للغير، والحقد والثرثرة الزائدة على الحد، والصراعات المنزلية والتفرقة العائلية، حتى الأخبار التي نشاهدها في التلفاز صارت مملة، إما حروب أو مشكلات أو ترهيب، وزادت البلاء بلة، حتى أن البرامج صارت قاتلة لنا، وكذلك الرسوم المتحركة صارت حروباً. افتقدنا التقدم بعقل، والبساطة بفعل، افتقدنا التكاتف والتعامل بحق، نعيش في زمن غريب متضارب، المصلحة والمادة لهما الأولوية في هذا الزمن، نعتقد أننا الأفضل ولكن نعيد الكرة، يتعالى الناس على بعضهم البعض، وتبقى المعاناة في منظور المرء انه في مقدمهم، والبعض يحاول لا نعلم ما في نفوس البشر، ولكن نعيش في كذبة واقعية ألا وهي أن الناس هم الناس والشكوى لله... فالبداية هي النهاية. [email protected]