اللهم إنا نحتسب إليك أخانا وحبيبنا الشيخ الداعية سلطان بن حمد العويد ، اللهم نحتسبه لديك من شهداء أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي ورد في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماتعدون الشهيد فيكم قالوا يارسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد قال إن شهداء أمتي إذاً لقليل ! قالو : فمن هم يارسول الله ؟ قال : من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في الطاعون فهو شهيد ، ومن مات في البطن فهو شهيد ، والغريق شهيد ) وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم الشهداء خمسة : المطعون ، والمبطون ، والغرق ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله ) قال العلامة بن باز رحمه الله تعالى هذا من فضل الله جل وعلا ليكون لهم ميزة في الأجر و ثواب جزيل - إلى أن قال - ويلحق بهم من يموت بانقلاب السيارات أو في صدام السيارات فإن هذا يشبه الميت بالهدم ويرجى لهم الشهادة . فنسأل الله أن ينزل فقيدنا الشيخ سلطان منازل الشهداء اللهم وأكرم نزله وأحسن مدخله واجعله عندك في أعلى عليين ، فإنا نحسب أنه سابق في الدنيا إلى الخيرات كما عرفناه ، وقد عرفته لما انتقل للعمل في مركز الدعوة والإرشاد بالدمام تاركا وظيفة دخلها أعلى بكثير من دخل وظيفة "داعية " الرسمية ، فانخرط في برامج الدعوة وقد كان متميزا في عمله ناصحا لمجتمعه و لولاة الأمر وللأمة جمعاء ، ومع عمله في التوجيه والإرشاد فلم يكن يغفل عن دوره الاجتماعي فكان يسعى في ذلك عن طريقه مباشرة وبالشفاعة الحسنة ، وكان رحمه الله لا ينفك يسأل عمن رغب الشفاعة له بالبر ويتابع حاجته حتى تقضى . ومن حرصه على سلامة مجتمعه وهو ديدن الصالحين المصلحين كان يتصرف في الإنكار بهدوء أسلوب ورباطة جأش، فيعمل بما يجب السعي المستطاع لتغييره ، ومما عرف به رحمه الله قوته في قول الحق بصدق ، يصدع به مستصحبا دماثة خلق وحسن أدب وعلم جم ، وكان- رحمه الله وأسكنه فسيح جناته – يرأف بمن أخطأ في حقه ويعتذر له ، وكم حال دون اقتصاص بالحق ممن قصر في حقه أو هضم أداء واجب له ، ومن قوة احتسابه والله حسبه أنه لم يكن يكترث بما يعتبر حقا من حقوقه الوظيفية والمالية حتى نتابعه فيها متابعة حثيثة رحمه الله رحمة واسعة ، ولقد رأيت بذله بجد في لجان عديدة علمية وإدارية مشاركا بحنكة وحكمة وسعة أفق ودراية قد أفاد فيها وأثمر جعلها الله صدقة جارية له ومما يميز مشاركته فيها عدم استعجاله في إبداء الرأي حتى إذا وجد ما يفيد وإلا أرجع الاختيار لمن سأله وسكت ، ولقد كان رحمه الله يجل العلماء ويقدر للولاة حقهم ، قد نال تقدير صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية حفظه الله لشخصه وسمته و طريقة عرضه في الخطب و جهده فيها ونصحه للناس فيما يحفظ عليهم جمع كلمتهم ونصحهم لدينهم وولاة أمرهم ومجتمعهم ، وكان الشيخ يرحمه الله يجل الأمير ويقدره ويدعو له بالخير والسداد ويثني عليه ، ولقد سألني ذات مرة أن أتحدث مع سمو الأمير في موضوع يهم الخطباء فقلت له أذهب أنا وأنت لسموه فسر سرورا شديدا بذلك وكان اللقاء ثريا بالحكمة والعلم فلما انتهينا من عند سمو الأمير حفظه الله ووفقه ورعاه كان لحديث سموه وسمو حديثه وقع ثناء عند الشيخ ، ليتوالى التواصل مع سموه بالرأي السديد والفكر الرشيد ولم يتخلف رحمه الله عن مجلس كان يجمعنا مع سموه وخطباء المنطقة إبان حرب الخليج وبعدها ، ولقد أكبر رحمه الله سعة علم الأمير وحلمه ، ودائما ما كان يثني على تجاوب سموه ويشجع على التواصل مع الولاة والنصح لهم ، ولما أنشئت جائزة الأمير محمد بن فهد للدعوة والمساجد فرح بذلك فرحا شديدا وكان لمشاركته رحمه الله في مجلس الأمناء أثر إيجابي في نظام الجائزة ومن المكرمين الأوائل من سمو الأمير محمد في حفل الجائزة الأول . وكم سأعدد من مواقف فجعتني المصيبة والله المستعان من أن أستطيع لملمتها أو الوقوف عليها و إن ما أذكره هو من أكثر ما اشاهده منه من مواقف وإلا فمواقف الشيخ وسيرته لا تخفى على مجتمع عرف فضله ولا عن خالقه وبارئه وهو سبحانه المسؤول أن يعظم له أجر ما عمل وقال وجاهد فيه داعيا إلى الخير ودالا على الهدى عبر منبر الدعوة والخطابة والسعي في الحاجة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، جعلها الله في أثره إلى يوم القيامة ، اللهم أجبر مصابنا في أخينا الشيخ سلطان العويد اللهم اجبر مصاب والدته فيه اللهم اجبر مصاب والدته فيه اللهم اجبر مصاب والدته واهله فيه يا ارحم الراحمين واجمعنا به في الفردوس الأعلى ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه .