بالاضافة الى ايجابياتها تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالسلبيات، و يوما بعد يوم تتكشف أمور سلبية كثيرة منها شكوى البعض من تصرف مجموعة من كبار المثقفين والنقاد والأدباء ممن لا يتحملون النقاش فيسارعون بالحذف لمجرد اختلاف وجهات النظر و أيضا عدم احترام وجهات نظر الآخر عبر ما يكتب.. عن هذه الأمور كان لنا هذه الوقفة مع بعض المثقفين والأدباء حول هذه الظاهرة التي بدأت تكثر وتكبر مؤخرا.. شعار قبول الآخر يتحدث في البداية الشاعر يحيى العبداللطيف: للأسف من يتصور أن المثقف يملك سعة صدر وقبول الآخر هو واهم ..شعار قبول الآخر مجرد يافطة عريضة يضعها على صدره لزوم المظهر الثقافي والقليل هم من يؤمنون بحق الاخر في التعبير مهما كان رأيه . المثقفون لدينا هم كذلك مصابون بفوبيا التصنيف على المستوى الأدبي مثلا لا يحضر أمسية لشاعر إذا كان محسوبا على الفكر المحافظ بل يمارس وسائله لمنعها لو كان يستطيع ،والعكس يحدث كذلك وهذا يرجع لعقدة غائرة في أعماق الذات وهي الآخر هو مهدد لوجودي!!. هشاشة المثقف ويقول الشاعر أحمد قران: كشفت وسائل الاعلام الحديثة وبشكل خاص مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر هشاشة المثقف العربي وسطحيته وتناقضه في حين يدعو لاحترام الاخر واحترام الرأي المختلف تراه يضيق ذرعا بمن يعارضه او ينتقده ولا يتحمل النقد ويعتبره تجريحا شخصيا وانتقاصا من قيمته رغم ان ذلك يدخل في دائرة ما يدعو له ويروج له. الجهل والتعصب ويؤكد الشاعر غرم الله الصقاعي أن الجهل هو سبب عدم فهم الهدف من مواقع التواصل الاجتماعي: ان جهلنا بمفهوم التواصل يجعلنا اسرى الانانية التي لا تؤسس للتفاعل المعرفي والثقافي السليم ولكنها تؤسس للأسف الى التعصب والى مصادرة حق الآخرين بالرأي والمشاركة وكثير ما تنتهي حواراتنا الى المقاطعة او الرفض لكل ما يقدمه الاخر مع ان نسبية الخطأ والصواب موجودة بين المتحاورين وهذا نتيجة اننا دائما نبدأ حواراتنا مما نختلف فيه وليس مما نتفق عليه لذا يكون حوارنا متشنجا ومتعصبا ولا يبحث عن الحق والحقيقة ولكنه يبحث عن الانتصار للمحاور ان كان انتصارا مزيفا لا يتعدى صمت الاخر ، ان غالبية الرموز يمارسون سلطة الرمز على محاوريهم وعليهم القبول بكل ما يقولون ما يجعل محاورهم ضحية اختلافه معهم وليس له جزاء عندهم الا الطرد والإبعاد وهذا الاسلوب السلطوي في الحوار لا يصنع معرفة ولا ثقافة ولكنه فقط نوع من المشاركة للحضور الإعلامي فقط لان من اهم شروط نجاح الحوار هو القبول بوجهات النظر المخالفة لما تطرح قبل السعي لإقناع الآخرين بما لديك. من يتصور أن المثقف يملك سعة صدر وقبول الآخر فهو واهم ..شعار قبول الآخر مجرد يافطة عريضة يضعها على صدره لزوم المظهر الثقافي والقليل هم من يؤمنون بحق الاخر في التعبير مهما كان رأيه . المثقفون لدينا هم كذلك مصابون بفوبيا التصنيف على المستوى الأدبي مكشوفة للعامة فيما يحصر القاص سامي حسون الظاهرة في فئة من المثقفين قد تكون هذه النظرة عند البعض فيها نوع من الحساسية لأنها مكشوفة للعامة وليس للمثقفين والمحسوبين على الفكر فقط.. وقد يتخلل النقاش تجريح شخصي من كل من هب ودب .. كما انها تصل الى حد الشتم ، وتفتقد أدب الحوار والذي ينبني على احترام الاخر.. مما يجعله يقوم بالانسحاب منه بعملية بلوك. المثقف الحقيقي و يؤكد المسرحي عباس الحايك انه لا فرق بين الانسان العادي ومن يطلق عليه مثقف: لا يختلف من يسمون مثقفين عن أي شخص آخر في قدرتهم على تحمل النقاش والجدل، فهم ليسوا بالضرورة يملكون ثقافة الحوار، التي هي فن وسلوك، وتدل على الوعي الذي يغيب عن هذه الشريحة. وهذا ما يضعنا أمام سؤال عن ماهية الثقافة، وهل ما يملكه هؤلاء ثقافة أم مجرد توصيف لا معنى له. نحتاج أن نبحث عن المثقف الحقيقي لنحاكمه على سلوكه في الحوار، أما الكثيرون الذين امتلأت بهم ساحات التويتر والفيسبوك فلا يحملون من الثقافة سوى اسمها. الثقافة تعني تقبل الاختلاف، وعدم تجريح الآخرين والتعامل معهم بفوقية، فليس المثقف وحده من يملك الحقيقة، فكل يملك حقيقته، وكل له زاويته في النظر للأمور.