حلل مجموعة من أعضاء مجلس الشورى والمهتمين بشأن حوار الأديان البعد الاستراتيجي الذي سيقدمه مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان في فيينا ورأوا أنه سيقدم أبعادا استراتيجية في سبيل خدمة الإسلام والدعوة إلى الحوار. مبينين أن هذه الدعوة للحوار تأتي من دور المملكة السياسي وثقلها الثقافي والديني في العالم. كاشفين عن أن المركز سيؤدي إلى نتائج إيجابية على المدى الطويل وأن ذلك سيحقق الرؤية التي رآها خادم الحرمين في أن الحوار الطريق الصحيح للوصول إلى الآخر وإلى تفهم أتباع الديانات بعضهم البعض. مبادرة غير مسبوقة صالح الحصيني وقال رئيس لجنة التنمية المستدامة في البرلمان الدولي وعضو مجلس الشورى صالح الحصيني «إن زيادة الحوار هو أهم سياسات المملكة الخارجية لدعم السلام العالمي فهو أحد أهم أدوات دعم السلام والاستقرار، ولا شك أن مبادرة الملك عبدالله لحوار بين أتباع الديانات هي مبادرة تعتبر جديدة وغير مسبوقة ولا شك أن لها قبولا عالميا كبيرا؛ لأن التواصل بين الشعوب مطلب للعالم كله. أيضا المملكة في سياساتها الاقتصادية وفي الطاقة وفي سياستها الخارجية دائما تقوم بدور مسؤول في الاستقرار العالمي من خلال عدة أدوات سواء عبر سياستها البترولية لاستقرار سوق النفط العالمي ومن خلال تقديمها للمساعدات للدول المتضررة بأشكال مختلفة.. وهذا المركز امتداد مهم وللاتفاق مع الشعوب وأعتقد أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين في فتح الحوار بين أتباع الديانات مهمة وثمارها قد لا تبدو مباشرة أو آنية ولكن ستكون فوائدها ذات طابع مستدام مع استكمال الهياكل التي أحد أهمها الهيكلة الموجودة الآن في فيينا. ثقة عالمية وأضاف الحصيني «ليس بغريب على المملكة تبني مبادرات عالمية حيث حرصت من خلال التجمع العالمي لمكافحة الإرهاب وعقدت مؤتمراً عالمياً للموضوع، أيضاً لديها مركز للحوار بين المستهلكين والمنتجين للطاقة في العالم ومركزه الرياض وهي تقوم بدور مسؤول في هذا الجانب، وتقوم بدور مسؤول ليس فقط من خلال الحديث وإنما من خلال برامج وهياكل والمملكة دائما تحظى بقبول وثقة عالمية، حيث إن العالم يثق بما تطرحه لأن أهدافها دائما فيها شفافية ومقاصدها دائما خيرة، والميزة المهمة أن الذي تطرحه المملكة دائما ما يكون له قبول كبير وهذا لا يتوفر إلا لبلدان بذلت الجهد من وقت طويل ووثق العالم في سياساتها وتأكد أن سياساتها مستقرة، والمملكة تحظى بهذا الجانب على مدى عقود من الزمن». تفهم الأديان وبين الحصيني أن المركز سيفتح آفاقاً في زيادة تفهم أتباع الأديان لبعضهم بعضاً وقال «الجهل دائماً عدو صاحبه وهذه الحقيقة التفهم والمعرفة مهمان، والإسلام دائما قوي لأنه قائم على حقيقة إلاهية، فأي حوار عالمي المستفيد مَن على «الصحيح» والإسلام دائما هو الصحيح والمستفيد الأكبر كونه قائم على الحقائق، وكما نعلم أن هذا هو حوار بين أتباع الديانات وليس حواراً بين الديانات نفسها، وأهم ثروة للمسلمين هو دينهم نفسه وأصدق وأقوى ثروة هو هذا الدين إذ إنه من الممكن أن يُغلبوا في قضايا اقتصادية كثيرة أو غيرها ولكن عقائديا يملكون القوة العظمى فيها، والقوة العظمى لنا هي الإسلام». منارة حضارية الأمير خالد بن عبدالله واعتبر عضو اللجنة التعليمية في مجلس الشورى الأمير الدكتور خالد بن عبدالله آل سعود أن مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان منارة حضارية وثمرة يانعة من جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقال «لا شك أن المبادرات واللقاءات والمؤتمرات التي عقدت بدعوة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين خلال السنوات الماضية بهدف الوصول إلى أرضية مشتركة مع أتباع الأديان والمذاهب لتحقيق فهم سليم وصحيح عن الإسلام والمجتمعات الإسلامية وتصحيح الكثير من الأفكار والتصورات المغلوطة أو المكذوبة عن الإسلام والمسلمين والمملكة بصفتها راعية للحرمين الشريفين ومهد الإسلام الأول. وبالنظر إلى أن معظم الأديان تدعو إلى عدد من القيم والفضائل المشتركة وتحارب الإلحاد والجريمة والزنا والمخدرات والاتجار بالبشر؛ فإن الجهود المشتركة ستؤدي إلى تقوية الصف في مقابل من يقومون بتشويه الأنبياء والرسل وما تدعو إليه الرسالات السماوية وبالأخص ما يتعرض له الإسلام والمسلمون من اتهامات بالإرهاب وتشويه لنبينا محمد -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-. وأضاف «أن تحقيق هذا المركز لتوضيح الصورة المضيئة للإسلام ستدفع الكثير من الضغوط التي يتعرض لها المسلمون وبالتالي مساعدة المجتمعات الإسلامية على المحافظة على معتقداتها وقيمها وهويتها الإسلامية وبالتالي تشجيع البشر كافة للدخول في الإسلام الذي هو خاتمة الأديان السماوية الجامع لكل قيم الفضيلة كما قال الرسول الكريم «إنما بعثت متمما لمكارم الأخلاق». دين السلام د. غازي مدني وذهب مدير جامعة الملك عبدالعزيز سابقاً الدكتور غازي عبيد مدني إلى القول «إن الإسلام هو دين عالمي وهو لكل الناس ولا يعادي الأديان السماويه فالله -عز وجل- يقول «لكم دينكم ولي دين».. كما أن الإسلام أوصى المسلمين بالتحاور مع بعضهم البعض ومع الآخرين، بدليل أن رسالة موسى كانت إلى فرعون بالحسنى ولم تكن بالتهديد والوعيد ، كما أن زيارة النبي -صلى الله عليه وسلم- لليهودي الذي كان يؤذيه، عندما مرض، دليل قطعي على أن التواصل بالحسنى يؤدي إلى نتائج إيجابية». ورأى أن الدين الإسلامي هو دين الحوار والمحبة والإنسانية وهو دين السلام؛ ولذلك فإن هذا المركز ينطلق من أسس صحيحة حيث إن الحوار والنقاش هما رؤية الإنسان المتحضر والمتطور الذي يسعى للوصول إلى الحقيقة بعيدا عن أي تشويه. وبهذا فإن المركز سيفتح أفقاً نحو تهذيب وتشذيب الصورة التي صورت عن هذا الدين وستنفي بالحوارات والنقاشات عبر هذا المركز الكثير مما علق في أذهان الناس في أوروبا وأمريكا من أن ديننا هو دين الإرهاب. وأضاف «لعل تباين الثقافات بين الناس جميعاً هو ما يثري الحوارات في مثل هذه المراكز العالمية التي من أبرز مهامها هو تقريب وجهات النظر والعمل بمثابرة وبهدوء، ومن الصعب أن يتفهم الجميع الحوار بسرعة ولن نقنع الآخر بوجهة نظرنا بسهولة، بل إن استمرارية الحوار هي التي تؤدي إلى النتائج الإيجابية.. وما نحتاج إليه عبر هذا المركز هو من يوصل الرسالة بشكلها الصحيح بعيداً عن أي تعصب ودون إثارة للطرف الآخر». إزالة الصورة المشوهة حمد القاضي أوضح عضو مجلس الشورى حمد عبدالله القاضي: أن مركز الملك عبدالله للحوار في فيينا في قلب أوروبا هو لتفعيل الدعوة للحوار بين الأديان الذي دعا له الملك عبدالله وهذا المركز سوف تنطلق منه الدعوة عبر توفر المقر الذي توجد فيه كل الإمكانات والآليات التي تجعل الحوار مفعلاً وتسهم في التقريب بين الشعوب ذوي الديانات والثقافات المختلفة والدعوة للحوار انطلق فيها الملك عبدالله من مبادئ الدين الإسلامي الذي هو دين الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، وحسبنا أن رسول الإسلام جاء رحمة للعالمين، وبالتالي هذا المركز سيحقق أهدافاً كثيرة من بينها إعطاء الصورة الحقيقية والمشرقة للإسلام وسماحته وتعايشه مع كافة الحضارات والثقافات. وإزالة تلك الصورة المشوهة التي علقت بالإسلام مع الأسف بسبب شرذمة قليلة من أبناء الإسلام أساؤوا إليه وأظهروه بمظهر ليس صحيحاً من الاعتداء على الآخرين والتفجير والتكفير والإسلام هو بريء من كل ذلك. أيديولوجيات مختلفة وقدّر القاضي أن هذه المنطلقات هي التي حفزت الملك عبدالله بوصفه خادما للحرمين الشريفين وهو أحد أكبر زعماء الأمة الإسلامية ومن منطلق تعاليم دينه أن يتبنى دعوة الحوار بين المسلمين أنفسهم وبين غيرهم بدءاً من مكةالمكرمة ثم مدريد ثم الآن وصلت الدعوة بمركز قائم في فيينا في قلب أوروبا. ورأى أن الحوار عادة يكون بين الآراء والأيديولوجيات المختلفة، والحوار في الإسلام يأتي من منطلق منظوره التسامحي وأن هناك مشتركات يتفق فيها المسلمون مع غيرهم ونشر السلام والتعايش بين الشعوب ومحاربة الفقر وهذا ما تتقاسمه الشعوب فيما بينها وبالتالي فإنني أزعم أن المركز عن طريق الحوار سيحقق هذا التقاسم. وأرجو أن لا يكون هناك مسلم يخشى الحوار والله -عز وجل- دعانا بنص القرآن الكريم أن نتحاور مع الإنسان الذي يختلف معنا في الدين بقوله تعالى (ولا تجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) وقوله تعالى (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) فهنا الدعوة أو المجادلة للذين يختلفون معنا، والذين يخشون الحوار لا يفهمون الإسلام بصورته المشرقة والتسامحية والمضيئة وهو نقص في الفهم. اتحاد العالم صالح اللحيدان وعدّ عضو اتحاد المؤرخين العرب الشيخ صالح اللحيدان مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان في فيينا نواة سبقها تفكير وتبادل آراء وتبادل أفكار ورؤية السلبيات والإيجابيات وتمخض عن هذه الرؤية الجيدة التي تجعل العالم متحداً تحت مظلة الدليل والتعليم وتقديم العقل على العاطفة، لأن العالم إذا لم يتوحد وإذا لم ينظر بمنظار العقل السليم الموافق للنص الصحيح فإن الضوضاء ستدوم، معتبرا أنها حرب عالمية فكرية وحرب عالمية نظرية وحرب عالمية أيديولوجية لكنها إذا أُخضعت للرأي الجيد الصائب والعقل السليم من المعارض أفلحت. وهذا المركز العالمي سوف يساهم مساهمة جيدة إذا قيد قيادة حكيمة عاقلة متأنية واعية مدركة إلى وسطية يجتمع حولها العالم المتناثر. منطق النص وأضاف اللحيدان «رأيي في هذا المركز العالمي أنه ناجح خاصة إذا تم الحوار فيه على أساس منطق النص الصحيح السالم من المعارض ومنطق العقل السليم السالم من الشعارات والسالم من الشبهات، ذلك أن الصورة تتمخض عن تصور كافة الأطياف وكافة النظريات وكافة الآراء ونحن نعلم أنه في مجال النظريات والأفكار والأيدلوجيات الحديثة بجانب الأديان الموجودة الآن كل يدعي أنه صاحب النظر الصحيح؛ فيمازج بين النص والواقع ويمازج بين الواقع والنص لكن هذا المركز سيتبلور عنه أمر جديد يوافق الفطرة ويوافق العقل السليم». معالجة دقيقة وبين اللحيدان أن التعصب بين الأديان ليس درجة واحدة، وقال «من خلال لقائي بالنصارى وغير النصارى فإن هناك تعصباً العوام، والمتعلمين، والمثقفين، والعلماء ولا شك أنه سيساهم في تخفيف حدته في البدء ولن يزول فجأة هذا التعصب لكنه سيزول تدريجيا لأنه يحتاج إلى قناعات والقناعات لا بد أن يقوم بها ويقوم عليها أناس حلبوا الدهر شطرين من حيث الرأي ومن حيث القراءة ومن حيث الأخلاق، فالتعصب لا شك أنه فيروس يقضي على الكثير من المسلمات ومن المعطيات والآراء الراجحة لكن إذا عولج هذا التعصب معالجة دقيقة كما جاء في سور الأنبياء والقصص والشعراء، كما جاء في صحيح البخاري في كتاب العلم وكذلك في صحيح مسلم فسوف أجزم جزماً يقيناً أنه كما زال التعصب قديما فإنه سوف يزول الآن. السديس: مركز الملك عبدالله علامة فارقة في العلاقات الحضارية بين الشرق والغرب عبدالرحمن السديس مكةالمكرمة – واس أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن للحوار مكانة كبرى وآثاراً عظمى في هذا الدين الحنيف فهو وسيلة فاعلة في الدعوة إلى دين الله -عز وجل-، ولقد حوى القرآن الكريم «وهو المعجزة الخالدة إلى يوم الدين» كثيرًا من أساليب الحوار، بما يناسب عقول الناس، وتباين فهومهم، وتفاوت مداركهم، واختلاف الطبائع والنفوس، فَيُعَلِّم الجاهل، ويُنَبه الغافل، ويُرْضِي نَهَم العالم، فالحوار منهج شرعي، وأصل رَبَّاني، وفطرةٌ فَطَرَ الله الناس عليها، ولكنه «سبحانه» قيَّدَها في إطار مُوَحَّد، وقانون مُمَجَّد، وهو قوله تعالى: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» فكان هذا هو المنطلق الإيماني، والتأصيل الشرعي للحوار الفاعل البَنَّاء، ومنهج الرسل والأنبياء -صلوات الله تعالى عليهم أجمعين-، ثم تبعهم السلف الصالح ثم التابعون ومن تبعهم بإحسان -رضي الله تعالي عنهم أجمعين-، حتى أنعم الله تعالى على بلادنا بالملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب ثراه» فجعل الحوار وسيلة عظمى من وسائله الفاعلة في الوحدة والتآلف، والاتحاد والإيلاف، حتى توحدت الجزيرة على يديه بفضل الله تعالى. وقال في كلمةٍ بمناسبة افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا اليوم: لقد سار أبناؤه البررة على النهج القويم، واتبعوا صراط الله المستقيم، فأنشأت الدولة «وفقها الله» مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، حيث أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله» عندما كان وليا للعهد، ليكون قناةً فاعلةً للتعبير المسؤول، وصاحب الأثر الفاعل في نشر القيم الإنسانية، من خلال الحوار الوطني. وأضاف الدكتور السديس قائلاً لقد أثمر الزرع ثمارًا نضيجة؛ حيث تعمقت الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية، وتم معالجة الكثير من القضايا الوطنية من خلال قنوات الحوار الفكري، وتعميق الخطاب الإسلامي المبني على الوسطية والاعتدال، والتمثل بمحاسن الأقوال والأعمال. وأكد أن خادم الحرمين الشريفين -متعه الله بالصحة وألبسه ثوب العافية- أتحفنا بتأسيس مركز عالمي للحوار بين أبناء الثقافات المختلفة في فيينا، حيث يهدف إلى نشر القيم الإنسانية، وتعزيز التسامح والتعايش، والسعي إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار لكافة شعوب العالم. وعد السديس هذا الحدث التاريخي العالمي بأنه علامة فارقة، ووثبة سامقة، ومنارة شاهقة، في العلاقات الحضارية بين الشرق والغرب، حيث يمد جسور التواصل ويقرب وجهات النظر بين أتباع الحضارات والثقافات المختلفة. وأوضح أن هذا السعي الحثيث المبارك من خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» يسهم في رقي المجتمعات الإنسانية نحو الكماليات التي جاءت بها الرسالات السماوية مشيراً إلى أن مركزاً عالميًا للحوار في بلاد الغرب يحظى بفكر ودعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين لهو رسالة عملية قوية للعالم أجمع، أن ديننا الحنيف دين الحوار والتفاهم وتقريب وجهات النظر، وليس دين التصادم والعصبية والعداء والعنف، وحضور مئات الشخصيات الدولية افتتاح هذا المركز ليؤكد المكانة الكبيرة التي يحظى بها خادم الحرمين الشريفين،