احتدم نقاش «توتيري» بعد طرح مقال: لماذا لا توزع التنمية «كاش»؟ وموضوع إعلان الميزانية العامة للدولة هو مناسبة سنوية مهمة نعيشها كل عام في مثل هذه الأيام، لكن يلاحظ أن الحديث عن الميزانية يتلاشى بقية العام، إلا من أخبار متناثرة هنا وهناك. وهذا أمر يدعو للاستغراب، والسبب أن الميزانية ترصد مخصصات لكل أيام العام المالي، فيصبح من المهم الاعلان عن الأوضاع الميدانية لبرامجها شهرياً او ربع سنوياً على أبعد تقدير. ومن ناحية أخرى، فعلى الرغم من أنه في السنوات الأخيرة تعلن كل عام ميزانية قياسية إلا أن طريقة عرض الميزانية مستقرة ثابتة، إذ تتلى خطوطها العريضة في القنوات الرسمية ثم تُجرى مقابلات مع بعض الوزراء المعنيين مباشرة والسلام ختام. ولن تسمع شيئاً عن الميزانية حتى يوم اعلان الميزانية التالية في العام القادم! السؤال: حتى وإن كان الرأي الأرجح أن الحديث عن الميزانية وتناولها هو مناسبة سنوية، لماذا لا يُعلن وبتفصيل عما جرى أثناء العام المنقضي مقارنة بالمخطط كما هو في الخطة الخمسية ذات الصلة (التاسعة حالياً) وكما هو مخطط في الرؤية المستقبلية للمملكة (2024)؟ لنعرف هل نحن أقرب أم أبعد؟ هل حققنا ما كان مخططاً ام لم نتمكن؟ وإن لم نتمكن فكيف نضاعف الجهد حتى نتدارك الأمر فلا تتأخر التنمية ولا يتأثر النمو؟ ولماذا لا تصدر تقارير وبيانات تترجم وتربط بين الميزانية وبنودها ومشاريعها الرأسمالية وما تسعى لتلبيته من احتياجات المواطن في الحي حيث يسكن والمدينة التي يقطن فيها؟ هناك من يتخذ القرار نعم ولا جدل، لكن أمر التنمية يهمنا جميعاً فهي للمواطن أولاً. وفوق ذلك، أن نسبة الأمية في المملكة انحسرت فأصبح الجميع «يفك الخط»، وواضح أن المجتمع مهتم ومتعطش للمعرفة والدليل الاقبال منقطع النظير من قبل السعوديين والسعوديات على قنوات التواصل الاجتماعي، والدليل كذلك اقبالهم على الصحف والمجلات والكتب مقارنة ببقية الدول العربية حتى أصبحت السوق السعودية الأكبر اعلامياً بفارق كبير وأصبح معرض الرياض للكتاب هو العنوان الأهم بإقرار الناشرين. إذاً، لابد من مزيد من الايضاحات حول الميزانية، فالعبرة ليست بأرقام تجميعية ضخمة هي إجماليات لمئات البنود التفصيلية، بل المرتكز بالنسبة بأن يدرك ويفهم ويفرح كل مواطن بأن له (في حيه أو هجرته أو قريته أو بلدته أو مدينته) مشروعا قد يكون عبارة عن حديقة أو مدرسة بنات أو جسر أو نفق أو صرف صحي أو مركز رعاية صحية أولية .. هذا أمر ضروري تحدث عنه غيري وأنا لسنوات، وآمل أن ينظر فيه الزملاء الأعزاء في الدوائر الحكومية المعنية بجدية، فإن تدبروا وقرروا من جديد أن لا طائل من الايضاح فلينورونا بالأسباب الموجبة.. تويتر: @ihsanbuhulaiga