بَيّن معالي نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد أن ثلاثة آلاف مشروع هو عدد المشاريع المتعثرة، كان ذلك في محاضرة له في المدينةالمنورة نقلاً عن صحيفة يومية سعودية (عكاظ) في عدد الأمس. بالنسبة لي هذا خبر، والجزء الثاني من الخبر الذي ننتظره: قيمة هذه المشاريع ومواقعها؟ والجزء الثالث وقد يتطلب بعض التحليل: ما تأثير تعثّر ثلاثة آلاف مشروع على التنمية ومعيشة المواطن؟ تأخر المشاريع أصبح بالآلاف، يستوجب إعلان حالة طواريءٍ في الوزارات والأجهزة الحكومية المعنية، فكما ندرك أن الإدارة ليست تخطيطاً فقط بل للتخطيط تؤام سيامي هو التنفيذ المنضبط لما خُطّط له. وبالقطع، لا يقول عاقل: إن المشاريع لا يمكن أن تتعثّر وتتأخر، بل ما نقول: ما هي هذه المشاريع؟ أي نشر معلومات وبيانات للعموم تماماً كما نُصرّ على إحاطة العموم عند افتتاح المشاريع وعند وضع حجر الأساس وعند رصد المال لها. تجاوزت إيرادات المملكة الترليون، خُمسها يخصص للمشاريع، وخلال أيام قليلة ينتهي العام المالي (2012) الذي قدّرت الحكومة تخصيص 256 مليار ريال من إيراداته لتنفيذ مشاريع تنموية متنوعة تهدف لنشر التنمية والارتقاء بمعيشة المواطن اينما كان موقعه في مملكتنا الغالية. وحالياً، هناك من يتساءل عن فائض الميزانية وحجمِه وعن حجم الإنفاق. أسئلة مهمّة لكن ما يثير فضولي هو الحديث باستفاضة عن بند معين وهو المتعلق بال 256 مليار ريال لهذا العام، و265 مليار ريال في العام 2011، وعشرات خُصِّصت للأعوام التي قبلها. هذا البند المعين يتعلق بالمشاريع، وهو البند الذي سيحدث الفارق؛ ففي حال انفاق مخصصات البند كما هو مخطط لها فستتحرك التنمية قُدُماً، والعكس بالعكس. لكن الأمور ليست فقط أبيض وأسود، فهناك مشاريع تنفّذ في وقتها وتكلفتها، ومشاريع لا تنفذ لا في وقتها ولا تكلفتها، ومشاريع بين بين. واهتمام خادم الحرمين الشريفين بدفع التنمية اهتمام تسانده الأرقام، فقد حظي الشق الرأسمالي من الإنفاق في الميزانية العامة للدولة في عهده بمخصصات قياسية، وانطلقت الخطة الخمسية التاسعة بأهداف طموحة منها التنمية المتوازنة الشاملة.. وعند اعلان الميزانية الجديدة سيصدر معها بيان من وزارة المالية طبقاً للمتبع. لكننا أمام ظاهرة يبدو أنها متفاقمة، فقد كثر الحديث وشاع عن تأخر وتعثر المشاريع، وأخذنا نسمع أرقاماً وتقديرات لكن دون ردة فعل! وهذا أمر مُلفِت، فلكل وزارة وهيئة متحدثٌ رسمي ما أن يُنشر أمرٌ يمسّها مهما كان تفصيلياً حتى ينبري المتحدث ليفنِّد ويبيّن ويصحح.. فمن يفند ويبين، أم هذه المشاريع المتعثرة يتيمة لا أبَ لها؟! توتير: @ihsanbuhulaiga