أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على المحافظة على التراث العمراني وإخراجه من بطون الكتب ليكون واقعا معاشا، مشيرا إلى دعم القيادة لمشروع (البعد الحضاري) الذي يهدف إلى إحداث نقلة أساسية في الآثار والمتاحف والتراث العمراني والوطني وإبرازها كبعد حضاري أساسي للمملكة، والمحافظة على التراث الثقافي الوطني وتأهيله وتنميته واعتبار ذلك مسئولية جماعية يساهم فيها كل مواطن وتحقيق مشاركة المجتمعات المحلية في كل ما له علاقة بالتراث وتمكينهم من القيام بالأدوار الرئيسية، فضلاً عن نقل المعرفة وبناء قدرات جميع الشركاء في مجالات الحماية والمحافظة والتأهيل. وأشاد سموه خلال لقائه بطلبة جامعة الملك فيصل بالأحساء يوم الاحد ضمن فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني الذي ينطلق اليوم في المنطقة الشرقية بجامعة الملك فيصل التي تعتبر من أوائل الجامعات التي احتضنت التراث العمراني، وذلك قبل 15عاماً. وقال إن «التراث العمراني ليس عمارة أو تراثا فقط، بل هي قضية لها ارتباط بتاريخ بلادنا ومستقبلها، ووحدتنا الوطنية، ومكانتها الاقتصادية». مشيراً إلى أن الاهتمام الدولي بالتراث العمراني له علاقة وثيقة بنمو الدولة الحضاري، «فكلما ازدادت أي دولة حضارياً، تزايد اهتمامها بالتراث العمراني، وبلادنا هي مهد الإسلام، وموطن الحضارات فهذه البلاد العظيمة ومحتواها عظيم وغني لم تقم على آبار النفط، بل قامت على مبادئ وقيم عظيمة جمعت شمل الناس». معرباً عن أمله في أن يعتز الشباب بعمارتهم الوطنية «وأن يعيشوا في بلادهم، ولا يسكنوها فقط». ووصف سموه الأحساء بأنها «كنز تاريخي عظيم، وهي أول بوابة اقتصادية للمملكة على الخليج العربي»، مشيراً إلى أن مشروع وسط الهفوف سيساهم في الحفاظ على هوية المحافظة العمرانية. وصف سموه الأحساء بأنها «كنز تاريخي عظيم، وهي أول بوابة اقتصادية للمملكة على الخليج العربي»، مشيراً إلى أن مشروع وسط الهفوف سيساهم في الحفاظ على هوية المحافظة العمرانية.وأعلن الأمير سلطان سلمان عن إطلاق مجموعات أصدقاء التراث العمراني الوطني، وإنشاء مركز تراثي حضاري باسم الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - في العقير، وذلك بالتعاون مع أمانة محافظة الأحساء كما أعلن عن موافقة وزير الشؤون البلدية على إنشاء إدارة متخصصة في التراث العمراني في الوزارة، وإطلاق منتدى تفاعلي حول التراث العمراني على الرابط nbhf.org.sa . وذكر سموه أن الهيئة تولي تراث المملكة عناية كبيرة وهي تعمل على عدد من المواضيع المتعلقة بإنشاء المتاحف، وتنمية الحرف والصناعات التقليدية، وتطوير القرى التراثية. وقال إن الهيئة تعمل أيضاً مع صندوق التنمية الزراعية في مشروع مشترك يعنى بتمويل النزل الريفية. وأضاف إن الهيئة العامة للسياحة والآثار أطلقت مشروعا لترميم وحماية قصور الدولة السعودية، كما أنشأت مركزاً للتراث العمراني الوطني. وأشاد سموه بجهود ودعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية الذي ساهم بشكل فعال في إعادة إعمار سوق القيصرية، وقال: «كتب سموه حينها لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، الذي وافق على إعادة إعمار القيصرية وقدم تبرعاً للمشروع بعشرين مليون ريال». كما أشاد بدور محافظة الأحساء وأمانتها في المشروع. وأشار سموه إلى أن الهيئة تسخر وسائلها الإعلامية مثل: مجلة ترحال، ونشرة سياحة سعودية، ومجلة سعودي فويجر، ومواقعها الإلكترونية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي للدعوة إلى الحفاظ على التراث العمراني الوطني ورعايته. وذكر الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة نجحت مع وزارة التربية والتعليم في توعية طلبة المدارس بقضية التراث العمراني الوطني، وهي تسعى لتنفيذ البرنامج مع الجامعات. ولفت إلى أن برنامج (لا يطيح) يعمل على وقف هدم مباني التراث العمراني، وإعادة تأهيلها. صورة جماعية خلال اللقاء .. ويُدشن معرض الصور التراثية ويتجول في برنامج أرامكو (تصوير : إبراهيم السقوفي) إبراهيم الحسين الاحساء دشن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مساء الأحد المعرض الخارجي الدائم لصور التراث العمراني بمتنزه الملك عبد الله البيئي, بالتزامن مع ملتقى التراث العمراني الوطني الثاني الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية، وأوضح وكيل أمانة الأحساء للتعمير والمشاريع المهندس عادل بن محمد الملحم أن الأمانة خصصت موقعاً متميزاً لمعرض الصور التراثية الدائم بمتنزه الملك عبد الله يضم أكثر من 100 صورة تعكس تراث المملكة بشكل عام والأحساء بصورة خاصة, مبيناً أن أمانة الأحساء سعت لإبراز المعالم التراثية للمنطقة حفاظاً على تاريخها, لذا تبنت تنفيذ مشروع تأصيل التراث العمراني لتطوير وسط مدينة الهفوف التاريخي وفق خطة شاملة لتطوير المباني والشوارع والأسواق القديمة، وأشاد سموه بجهود أمانة الاحساء وتهيئتها هذا المنتزه الجميل ومشاركة ارامكو السعودية وادارتهم للمتطوعين بمشاركة 860 متطوعا ، وأضاف سموه اننا بحاجة لجميع الشركات في الاجازة الصيفية، حيث نقدم 80 مهرجانا على مستوى المملكة، وبين سموه أن برنامج أرامكو الثقافي بالاحساء حطم الأرقام القياسية بعدد الزوار وتجربتها باشراك المتطوعين وهو أمر مهم ينمي ويفعل مشاركة المواطنين، وأضاف سموه ان مدائن صالح تم الإعلان عن قرب افتتاحها وقمت بزيارتها قبل ايام والتقيت بمائة سفير لانهاء جميع الاستعدادات وهي حاليا متكاملة من الامكانيات، وسيقام مؤتمر مهم جدا عن الآثار في مدينة الاعلان بأمر من المقام السامي لمناقشة تطوير الآثار وافتتاح الأماكن التراثية، وسيتم خلال المؤتمر تدشين عدد من المواقع الاثرية. أما عن ندرة وجود الأماكن الاثرية في الافتتاح أجاب سموه بان ميزانية الهيئة محدودة جدا، وارتفعت لهذا العام بحيث سيتاح لنا تهيئة الأماكن التراثية ، ونحن نعمل حاليا على تطوير الاحساء وبخاصة تطوير وسط الهفوف بمشاريع كبيرة وتم النقاش مع أمين الاحساء المهندس فهد الجبير بخصوصها، واختتم سموه حديثه بقوله : إن الدولة تقوم بعمل كبير لافتتاح ميناء العقير حيث تم تخصيص مليار و400 الف ، وسوف تساعد في دعم مسيرة السياحة والتراث العمراني وهناك العديد من طلبات الاستثمار من الشركات في ميناء العقير والمشروع يسير في الطريق الصحيح ولدينا ورشة عمل مع المستثمرين لايضاح جميع الأمور، وقال سموه : نؤمل من الدولة ان تطلق نظام أو صندوق للتنمية و تمويل السياحية وهذا نحتاجه كثيرا لتطوير السياحة وبناء البنية التحتية. حضر تدشين المعرض أمين أمانة الاحساء للمهندس فهد الجبير ومدير فرع السياحة والآثار بالاحساء علي الحاجي وبدر بن فهد القدران مدير العام لمنطقة الاعمال الجنوبية بأرامكو السعودية وفؤاد الذرمان مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي ومحمد الغصين مدير مشروع انشاء مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي ورائد العلوني مدير برنامج أرامكو السعودية الثقافي بالاحساء والمهندس عبد الله العرفج والمهندس عادل الملحم، وكلاء الامانة، واطلع سموه على أركان المهرجان وبرامجه التي راعت فيها أرامكو السعودية التنوع، مستجيبة لأذواق شرائح عمرية متعددة، ومن بينها برنامج أكاديمية الطفل الذي يستهدف تعريف الأطفال بمهن المستقبل ومنحهم فرصة لمحاكاتها حسب قدراتهم.