التجاوزات التي تطال بعض السعوديين في الأردن وإن لم تكن ظاهرة إلا أنها تزرع الكره بين الشعبين، وتترك آثارا نفسية كبيرة تتراكم وتضاف لأحداث سابقة ظهرت أثناء حرب الخليج ومازالت آثارها مؤلمة لنا بعد أن تفاجأنا ببعض المواقف العدائية آنذاك، ما دعاني للعودة لتلك التجاوزات هو الاعتداء الإجرامي الذي تعرض له مدرس سعودي في وطنه على يد أربعة طلاب أردنيين (يقال: إنهم من أصل فلسطيني )، حيث ضرب وأهين على أيدي هؤلاء البلطجية الذين وثقوا الحادثة إمعانا منهم لاهانته وتهديده وابتزازه. لا يمكن لنا فصل ما يتعرض له بعض السعوديين في الأردن من اعتداءات مملوءة بالحقد والكراهية، وبين هذا الموقف العدائي الذي تعرض له هذا المعلم المواطن، رغم احترامنا وتقديرنا لهم واعتزازنا بالكثير منهم ممن عاشوا معنا وتعلموا في مدارسنا كما تعلمنا واستفادوا من كل الخدمات كما استفدنا. لا يمكن السكوت على هذه القضية أو تجاوزها، فهي ليست محصورة في الاعتداء على هذا المعلم فحسب، بل إنها مرتبطة بسلوك وثقافة وتربية لابد من إعادة النظر فيها وتصحيحها. نحن في بلد لا يضيع فيه حق الوافد وإن جاء من أقاصي الديار فما بالكم بالعربي الذي عاش وترعرع في خير هذه البلاد !! ولكم تحياتي [email protected]