لا نجد تفسيرا مقنعا لمشاعر الكراهية أو العدائية التي يكرسها البعض ضدنا وتظهر بجلاء كلما حدثت في بلدان أولئك الأقوام مشاكل أو أزمات أيا كان نوعها. كثيرا ما نسمع عن حالات الاعتداء والتعرض بالأذى الذي يطال السعوديين في بعض الدول دون أن يكون هناك مبرر قوي لما يبدر بحقهم من عنف وتجن. والأحداث الأخيرة التي تعرض لها المواطنون السعوديون وانتهت بعودة المئات منهم إلى الوطن توضح جانبا من المشكلة والتي روى أفواج العائدين بعضا من تفاصيلها المريرة، من سوء المعاملة والابتزاز إلى صعوبة التجوال خوفا من فتك المتربصين بهم في الطرقات والأماكن العامة. والواضح في الأمر أن هذه التصرفات ليست من فئات معينة تستغل الأوضاع بدافع الحصول على المال، وهي أيضا لا تشمل رعايا باقي الدول بنفس الحدة التي تظهر لنا شحنات مدفونة تتحين الفرصة لتتفجر دون رادع. وحقيقة أن غرابة أفعال بعض أشقائنا العرب تجاهنا يدعونا لتأمل حالة من هم لدينا من مواطنيهم، وكيف ينعمون بالأمان وحسن المعاملة، بل لبعضهم تقدير خاص حملناه منذ الصغر ونحن نتلقى العلم تحت أيديهم ونستكين في إذعان واحترام جم لهم، ومن هنا نمت تلك العلاقة الحميمية التي لا تنتهي بمغادرة المرحلة بل تستمر وفاء بالجميل، حتى أن البعض يتمنى أن يدور الزمن دورته ويلتقي معلمه يوما ما وحتى من ساهموا في مسيرتنا التنموية منهم يعودون محملين بأروع الذكريات للفترة التي أمضوها في بلادنا، بل البعض فضل البقاء على العودة وتجاوز 40 سنة ونيفا، وطول مقامه يستشعر أنه في بلده وليس في بلدا آخر، ومن تلك الفئة المعلم، المهندس، الطبيب وحتى المزارع وبطبيعة الحال فللإقامة مردود إيجابي حتى على دولهم، وما الأرقام الفلكية التي وصلتها التحويلات المالية من العمالة لدينا إلى بلدانهم إلا مؤشر قوي لاستفادة المقيمين عربا وغيرهم من فرص الكسب المالي في المملكة وثراء سوق العمل بالأعمال التي تدر عليهم الأموال. وفوق ذلك فالمملكة سباقة دائما لدعم خطط التنمية في تلك الأصقاع، وهناك من المشاريع الصحية والتعليمية الممولة سعوديا ما يفوق دعم الغير بنسب كبيرة، وهذا الدور لم نتخل يوما عنه حتى ونحن نمر بأزمات مالية أثرت سلبا على اقتصادنا وجعلت غيرنا يتراجع عن دعمه بل هناك من أوقفه. ومن منطلق كل هذا يأتي تساؤلنا محملا بشيء من الاندهاش عن الدوافع لذلك الاحتقان والحملات التي تثار ضد السعودي من وقت لآخر هنا وهناك؟!. البعض قد يعطي تبريرات ليست منطقية، لذا فالقول موجه له، إن كافة الشعوب لديها من خرجوا عن جادة الصواب وارتكبوا أعمالا لا يقبلها العقل أو الضمير الإنساني، ناهيك عن الأديان السماوية، لكنهم يبقون أقلية يمثلون أنفسهم دون أن يحمل أحد جريرة أفعالهم حتى وإن ارتبط معهم برباط الدم والقرابة وليس الوطن فحسب. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 270 مسافة ثم الرسالة او عبر الفاكس رقم: 2841556 الهاتف: 2841552 الإيميل: [email protected]