ستة أشهر دامية ، سال فيها الدم العربي من تونس إلى القاهرة واليمن وليبيا . وبدلا من أن يتعلم العرب كيف يتحاورون ويتكلمون ويطرحون الآراء بعيدا عن آلات القتل والسجن والتعذيب والإهانات إذا بهم يصلون إلى مرحلة الكلاب المسعورة التي تنهش الحي وتتلذذ في تعذيبه وتهين الميت دون اكتراث لكرامته ، كما يحدث في سوريا التي أدارت ظهرها للعدو الإسرائيلي الذي يحتل أرضها ويهين شعبها طيلة أربعة عقود لتتفرغ لقتل وتعذيب أبنائها حتى تحولت المشاهد الدامية إلى ما يشبه مجازر صبرا وشاتيلا . لا أحد يفهم كيف يمكن لجيش قتل أبناء شعبه بهذه الطريقة المفجعة بينما يبقى الجيش الإسرائيلي آمنا مستقرا. عيدنا هذا العام ملطخ بالدماء ، ومشاهد الموت والدمار وآثار التعذيب التي تعرضها القنوات الإخبارية تحولت إلى مشاهد يومية تنافس المسلسلات الرمضانية التي زادتنا هما وغما. إن ما يحدث في سوريا لهو جريمة بحق العروبة وبحق الإنسانية وبحق الإسلام وبحق هذا الشهر الكريم. والدماء التي سالت ولازالت تسيل لهي دماء طاهرة تعز على كل إنسان يفهم معنى الإنسانية. اللهم ارحم من مات شهيدا مدافعا عن دينه وأرضه وعرضه واللهم انتقم لنا من كل شيطان سولت له نفسه قتل شعبه والمشي في جنازاتهم. ولكم تحياتي. [email protected]