أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي أيه» ديفيد بترايوس الجمعة استقالته من منصبه على خلفية إقامته علاقة خارج إطار الزواج. وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، امس، أن المرأة المذكورة كاتبة سيرته الذاتية، وتدعى بولا برودويل، وهي متزوجة وأم لطفلين. وأقرّ الجنرال بترايوس في رسالة بعث بها إلى العاملين في الوكالة بأنه أقام علاقة «خارج إطار الزواج»، معتبرًا أن «تصرفًا من هذا النوع أمر غير مقبول من قبلي لا كزوج ولا كمسؤول في منظمة مثل منظمتنا». تورطت واستقلت وأضاف بترايوس (60 عامًا): «توجّهت إلى البيت الأبيض وطلبت من الرئيس أن يقبل استقالتي كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لأسباب شخصية (...) وقد وافق عليها الرئيس بعد ظهر اليوم». وتابع بترايوس: «بعد أكثر من 37 سنة زواجًا تصرّفت بسوء تقدير هائل عبر تورطي في علاقة خارج الزواج». وستسبب هذه الاستقالة إحراجًا للرئيس الأمريكي الذي عليه أيضًا أن يفكّر فيمن يخلف وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا. المرأة العاشقة وارتبطت برودويل بالجنرال أثناء كتابة سيرة ذاتية شاملة له، وأمضى الاثنان عدة ساعات خلال إعداد الكتاب المذكور. وتُوصف برودويل بأنها صاحبة إنجازات متميّزة طوال مسارها الأكاديمي والمهني، وهي خريجة جامعة «ويست بوينت» وبطلة رياضية بالجامعة ولاعبة كرة سلة، وحصلت على ماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفارد، ومرشّحة لدرجة الدكتوراة في جامعة بريطانية. أشهر الضباط والجنرال الامريكي ديفيد بترايوس، هو اشهر ضابط في الجيش الامريكي ويُعتبر مهندس الاستراتيجية الرابحة للولايات المتحدة في العراق. وقد نجا هذا الجنرال الذي احتفل منذ فترة وجيزة بعيد ميلاده الستين ويوصف بأنه بطل الحرب في العراق، من الموت مرتين. وعندما وافق مجلس الشيوخ بالاجماع في30 حزيران/ يونيو 2011 على تعيينه مديرًا عامًا للسي آي ايه، كان قائدًا ل140 الف جندي تابعين للقوة الدولية لإحلال الامن في افغانستان (ايساف). وقد تحدث مراقبون حينذاك عن طموحات سياسية لديه لكنه نفى ذلك. وبترايوس ابن مهاجر هولندي من مواليد السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1952. وهو يعتبر «جنديًا مثقفًا» يصفه المعجبون به بأنه «في غاية الذكاء» فيما يعتبره آخرون «متغطرسًا»، لكن الجميع يجمعون على احترامه. ومؤخرًا واجهت السي آي ايه انتقادات لفشلها في ضمان سلامة القنصلية الامريكية في بنغازي التي اسفر هجوم ارهابي عليها عن مقتل اربعة دبلوماسيين بينهم السفير الامريكي قبل شهرين. وكان يفترض ان تستمع لجنة الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب لإفادته في مسألة الهجوم خصوصًا حول ما كانت وكالة الاستخبارات تعرفه وفشلها في ضمان امن الدبلوماسيين على الرغم من وجودها الكبير هناك. لكن هذه الافادة سيقدّمها بعد استقالة بترايوس، مايكل موريل الذي سيتولى ادارة السي آي ايه بالإنابة. اما علاقاته بالبيت الابيض وبباراك اوباما فقد شهدت تقلبات، بدءًا بتوتر مطلع 2009 عندما وافق الرئيس على ارسال ثلاثين الف جندي اضافي الى افغانستان، بينما كان بترايوس يطلب عددًا اكبر بكثير ليكرّر استراتيجية تعزيز القوات التي نجحت في العراق. وأثبت هذا الجنرال جدارته على رأس قوات الائتلاف في العراق، حيث وضع استراتيجية لمكافحة المتمردين ادت الى تحسّن الوضع الامني واتاحت الشروع في سحب القوات الامريكية من هذا البلد وصولًا الى سحب كامل القوات القتالية بحلول نهاية اب/ اغسطس طبقًا للجدول الذي اعلنه اوباما مطلع 2009. واكتسب بترايوس سمعته الاساسية في العراق. ففي 2003 كان قائدًا للقوات الامريكية لشمال العراق وقائد الفرقة 101 المحمولة جوًا. وبعد ذلك اشرف حتى 2005 على اعادة بناء الجيش العراقي. وبعد عودته من العراق، اعاد كتابة دليل مكافحة التمرد الذي يُعدّ وثيقة مرجعية للجيش ومشاة البحرية الامريكية لمكافحة المتمردين. وقد اتبع الرئيس السابق جورج بوش نصائحه جزئيًا عندما قرّر إرسال 30 الف جندي إضافي الى العراق. وفي أواخر يناير 2007 صادق مجلس الشيوخ على تعيينه على رأس قيادة التحالف الدولي في العراق. وسعى في هذا المنصب الى تطبيق فلسفته التي نضجت بعدما طوّرها في أطروحته حول الاخطاء التي ارتكبها الامريكيون في فيتنام. وبعد ذلك عيّن هذا المظلي المتحدر من ولاية نيويورك والذي يحمل دكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة برينستون العريقة (1987) وصاحب الخبرة الميدانية المتينة التي لا غبار عليها، رئيسًا للقيادة المركزية الامريكية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى. ومن هذا المنصب دُعي صيف 2010 ليحل محل ستانلي ماكريستال على رأس القوات الدولية في افغانستان. ويرى بترايوس ان القائد المثالي محارب قادر على الإلمام بكل تعقيدات اي نزاع على ارض اجنبية يجري بلغة وثقافة مختلفتين، وقادر على وضع نفسه في موضع العدو.