واشنطن - أ ف ب، رويترز - أبدى قائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس «تفاؤلاً حذراً» بالتقدم الميداني الذي حققته قوات التحالف في هذا البلد، في وقت أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما اختار الجنرال جون آلن، النائب الحالي لقائد القيادة الأميركية الوسطى، خلفاً لبترايوس في افغانستان، لأنه «يعرف بتأثيره في السنّة في العراق». وقال بترايوس خلال احتفال نظمه اوباما في البيت الأبيض لتقديم فريقه الأمني الجديد، والذي سيلاحظ تعيين بترايوس في منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) وليون بانيتا في منصب وزير الدفاع: «حقق الجنود الأجانب والأفغان مكاسب بصعوبة على الأرض»، موضحاً أنه سيعود إلى أفغانستان اليوم لإنهاء مهمته. ويتطلب تعيين بترايوس مديراً ل «سي آي أي» وبانيتا وزيراً للدفاع مصادقة مجلس الشيوخ. ويأمل البيت الأبيض بأن يستطيع بترايوس الذي سيتقاعد من الجيش تولي مهماته الجديدة مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل. وسيخلف بترايوس على رأس القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال جون آلن الذي أفاد تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه «غير معروف بعيداً من قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) ودوائر الأمن القومي، لكنه شكل الخيار الأول لأوباما من أجل خلافة بترايوس لأنه أقنع العشائر السنّية في العراق بإدارة ظهرهم لتمرد المقاتلين الأجانب والانضمام إلى القضية الأميركية في العراق عامي 2007 و2008». وأوضحت الصحيفة أن «المارينز» عملت حين كان آلن الرقم الثاني في القيادة الأميركية الوسطى، كعامل يمتصّ الصدمات بين المسؤولين العراقيين والحكومة المركزية، واضطلعت بدور كبير لأن شيوخ العشائر السنّية لم يثقوا بالحكومة، على رغم عدم دعمهم التمرد». لكن الصحيفة انتقدت هذا الاختيار، مشيرة إلى ان أفغانستان ليس العراق، لأن التركيبة العشائرية التي سمحت للولايات المتحدة ببناء قوة مضادة للتمرد من العراقيين عبر نيل تأييد شيوخ العشائر غرب العراق ليست هي نفسها في أفغانستان، حيث دمّر النسيج الاجتماعي بسبب عقود من الحروب. كما أن العدو في أفغانستان أكثر خبرة وتشعباً. وأعلن ضباط عملوا مع آلن (57 سنة) أن الأخير يفهم التحديات المعقدة التي تنتظره في قيادة الحملة في أفغانستان، والتي تعد ديبلوماسية واقتصادية مثلما هي عسكرية في بلد لديه انعدام ثقة تاريخي ومبرر من الأجانب. وسيكون آلن أول جنرال في «المارينز» يتولّى قيادة عليا في العراق أو أفغانستان، وهو يملك سمعة بأنه مفكّر استراتيجي، وإذا صادق الكونغرس على تعيينه فسينتقل إلى كابول في أيلول. وعموماً، يرى خبراء أن الفريق الأمني الجديد لأوباما لن يغير في الجوهر الاستراتيجية في أفغانستان. وأوضح ستيفن بيدل من مركز العلاقات الخارجية أن القرار الأهم في الشهور المقبلة والخاص بتحديد حجم الانسحاب في تموز (يوليو) المقبل، سيتحدد استناداً الى توصيات الفريق الحالي. وقال بروس ريدل، العميل السابق في «سي آي أي» الذي كان مستشاراً للبيت الأبيض لدى وضع الاستراتيجية في أفغانستان إن «الرئيس اختار الاستمرارية بدلاً من إحداث تغيير مهم، وهو أمر مهم نظراً الى هشاشة الوضع الميداني ومعارضة الجمهوريين لانسحاب كبير هذه السنة،. وأضاف هذا الخبير في معهد بروكينغز إن «مجرد كون بانيتا ديموقراطياً بارزاً، فسيستمع إلى أعضاء في حزبه لا يبدون ارتياحاً للاستراتيجية في أفغانستان». وساهمت «سي آي أي» التي يرأسها بانيتا منذ عام 2009 في وضع تقارير استخباراتية حول أفغانستان عرضت رؤية أكثر تشاؤماً للوضع، بعيداً من الرسائل المشجعة التي يصدرها مسؤولون عسكريون. وقال جون ناغل، رئيس مركز الأمن الأميركي، إن اختيار آلن المقرب من بترايوس خلفاً له في أفغانستان، وتعيين راين كروكر «أحد أفضل سفرائنا» في أفغانستان، مؤشران الى عدم تغير الاستراتيجية، مرجحاً إعطاء أهمية أكبر للديبلوماسية والمصالحة.