إن ابتعاث الطلاب الى الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول المتقدمة له مردود ايجابي كبير على المبتعث والدولة والوطن إذا توفرت الحوافز المشجعة على التحصيل العلمي. تنوع مصادر العلم والمعرفة من الدول الصناعية المتقدمة يزيد فرص المملكة في بناء اقتصاد المعرفة والذي سيقلل من اعتمادها على النفط كمصدر أساسي لدخلها الوطني. ولقد زاد التضخم المالي في الولاياتالمتحدة بنسبة عالية بعد الأزمة المالية منذ اربع سنوات وزادت الشركات الامريكية الرواتب لموظفيها لمواكبة التضخم والمحافظة على بقائهم معها. وقد زادت ضغوط التضخم على الامريكيين وغيرهم بنفس النسبة في السكن والوقود والأكل والخدمات بلا استثناء في المدن والقرى الأمريكية التي يقصدها المبتعثون السعوديون وغيرهم من الطلاب الخليجيين. ولقد قامت الحكومة السعودية بتعديل مكافآت الطلاب خلال السنوات العشر الاخيرة لكنها لم تأخذ في الاعتبار المقارنة بالطلاب الخليجيين من الامارات العربية وقطر والكويت والذين تصل مكافآتهم ثلاثة اضعاف مكافأة الطلاب السعوديين. مكافأة الطالب السعودي الأعزب تحت 2000 دولار في الشهر بينما تبلغ المكافآت الشهرية للطلاب الخليجيين اكثر من 5000 دولار في الشهر. ولقد قامت الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن بدراسة مقارنة لمكافآت الطلاب السعوديين والخليجيين فوجدت فرقاً كبيراً بين مكافآت الطلاب السعوديين والخليجيين يصل الى ثلاثة أضعاف، حيث مكافأة الطالب السعودي الأعزب تحت 2000 دولار في الشهر بينما تبلغ المكافآت الشهرية للطلاب الخليجيين أكثر من 5000 دولار في الشهر. الحكومات الخليجية في الامارات وقطر والكويت تراجع مكافآت طلابها من وقت لآخر لتعديلها حسب ظروف المعيشة في الدولة التي يوجد بها مبتعثوها حتى لا يتأثر اداء طلابها بسبب الحاجة المالية وما ينتج عنها من ضغوط نفسية تؤثر على التحصيل العلمي للطالب المبتعث خاصة وأنه يعيش بعيداً عن الأهل والوطن. وفي حالات كثيرة ينتقل الطالب السعودي الى مدينة ارخص وأقل أمناً وجامعة غير معتمدة اكاديمياً أو غيرها من الظروف القاسية ما يؤثر سلباً على تحصيله الدراسي. ويجب أن تدرك الحكومة ان نسبة كبيرة من المبتعثين السعوديين من اسر لا تستطيع دعم أبنائها وبناتها مالياً لدفع التكاليف المرتفعة للسكن والطعام والملابس والكتب والتأمين على السيارة وبنزين السيارة. والحقيقة أن قيمة بعض الكتب تصل حوالي 300 دولار للكتاب الواحد وربما اكثر لبعض التخصصات، لكن معدل سعر الكتاب الواحد يبلغ حوالي 225 دولارا . فإذا كان الطالب يدرس ست مواد في الفصل الدراسي الواحد ولمدة فصلين دراسيين وصيف فإنه بحاجة إلى 12 كتابا دراسيا بحوالي 3375 دولارا مقسمة على 12 شهرا في المكافأة. وتزيد فاتورة الكتب الدراسية بزيادة المواد الدراسية التي يسجلها الطالب في الفصل الدراسي الواحد. واجمالاً فإن فاتورة الكتب الدراسية تصل إلى حوالي 300 دولار شهرياً في مكافأة المبتعث. وتزيد فاتورة الكتب لبعض التخصصات العلمية. المبتعثون في الولاياتالمتحدة بحاجة لزيادة المكافآت لأن تكلفة المعيشة ارتفعت بنسبة عالية جعلتهم يعيشون ظروفاً مالية صعبة تنعكس سلباً على ادائهم الدراسي، لذلك فإنهم بين المطرقة والسندان.