استبشر المبتعثون في جميع أنحاء العالم بخبر زيادة خادم الحرمين الشريفين مكافأة المبتعثين (50%)، لكن يبدو أن هذا الأمر لم يحلو لبعض المسؤولين في وزارة التعليم العالي ؛ لذا حاولوا تقليصه ، فقد فوجئنا قبل عدة أيام بخبر إلغاء الزيادة عن المرافق بحجة أنه كان هناك خطأ من الملحقيات الثقافية على الرغم أنها قد صرفت للمرافق لمدة ثلاث شهور، فهل يعقل أن الملحقيات الثقافية كانت على خطأ طوال تلك المدة؟! هل يعقل أن الملحقيات الثقافية أخطأت بالإجماع على مستوى العالم في تفسير القرار؟! هل يعقل أن الملحقيات الثقافية صرفت أثر رجعي للمبتعث المتزوج بدون الرجوع للوزارة؟! هل يعقل أن أموال الدولة تُسيَّر بدون أدنى مسؤولية لمدة ثلاثة شهور؟! إن الملحقيات الثقافية لم تخطئ في تفسير القرار فقرار مجلس الوزراء الصادر عن جلسته المنعقدة بتاريخ 10/3/1421ه , يشير إلى انه \"يمنح المبتعث الذي تقيم معه زوجته في مقر دراسته علاوة تعادل مكافأته الشهرية الأساسية في حالة عدم إلحاقها بالبعثة\". ففي حالة زيادة مكافأة المبتعث لابد أن تزيد مكافأة المرافق . قد لا يدرك الكثير من المسؤولين في وزارة التعليم العالي حجم المعاناة التي يعيشها المبتعث المتزوج لذا سارعوا إلى إلغاء الزيادة في الوقت الذي كان فيه الطلاب المبتعثين المتزوجين ينتظرون وقفة الوزارة معهم؟! إن الكثير من المبتعثين المتزوجين قد بنوا آمالا على زيادة خادم الحرمين الشريفين ؛ فمنهم من التزم بأمور مالية جديدة من سكن وحضانة وغيرها ومن ثم فوجئوا بأنه كان هناك خطأ في تفسير القرار؟! كيف تريد وزارة التعليم العالي من المبتعث المتزوج التحصيل والإنتاج العلمي وهي تقف في طريق أي أمر يخدمه، فبعد أن صدرت الموافقة من خادم الحرمين الشريفين حاولوا تقليصها؟ إن الزيادة بوضعها الحالي خدمت المبتعث الأعزب وأهملت المبتعث المتزوج الذي يتحمل الكثير من المسؤوليات كبيت مستقل ، وسيارة مستقلة ، ومستلزمات الأسرة التي لا تخفى على الكثير. فهل تريد وزارة التعليم العالي من المبتعث المتزوج أن يستخدم (السيكل) في تنقلاته حتى يتمكن من الصرف على عائلة الكريمة؟! أم تريده يلجأ إلى الجمعيات الخيرية التي كان الطلاب السعوديين من أكثر روادها قبل الزيادة؟! إن هذا القرار سيقف عقبة إمام المبتعث الأعزب الذي يرغب في أعفاف نفسه خصوصًا في ظل توفر المغريات في المجتمعات المنفتحة وبالتالي سيعاني المبتعث الأعزب الأمرين بين فتنة النساء وقلة المكافأة للمتزوج. فهل نتوقع أن المبتعث الأعزب سيبادر إلى الزواج بعد هذا القرار؟ قد يتراجع الكثير من المفكرين في الزواج وذلك لأن الزوجة ستصبح عبأ عليه وسببًا في عدم استقراره ماديًا. أن هذا القرار الجائر يتطلب تدخل خادم الحرمين الشريفين صاحب الفضل في الزيادة فمن صدر منه قرار الزيادة هو من يصدر منه قرار النقض ، لذا فالمبتعث المتزوج بحاجة لمن يوصل صوته لخادم الحرمين الشريفين فمن يوصل صوته ؟ ختامًا أوجه نداء إلى أصحاب الأقلام الشريفة أن يساهموا في إيصال صوت المبتعث المتزوج إلى خادم الحرمين الشريفين، كما أتمنى أن يأخذ خبر الإلغاء حيزا من زوايا الكتّاب كما أخذ خبر الزيادة.