انتخب المؤتمر الوطني العام الليبي علي زيدان، المعارض السابق لنظام معمر القذافي، رئيس وزراء جديدا للبلاد، وامهله 15 يوما لتشكيل حكومة . وكلف زيدان (62 عاما) تشكيل حكومة في غضون أسبوعين. وقد حصل على 93 صوتا من 179 صوتا مستفيدا من دعم التحالف الليبرالي في المجلس. اما منافسه محمد الحراري وزير الحكم المحلي الحالي المدعوم من الاسلاميين فحصل على 85 صوتا. وقال محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني العام في كلمة مقتضبة اثر الانتخاب انه طلب من زيدان «تقديم تشكيلته الوزارية خلال أسبوعين» . وبحسب النظام الداخلي للمؤتمر الوطني العام فان الحكومة التي يجب ان تتشكل في غضون اسبوعين يجب ان تحصل على ثقة غالبية اعضائه. وفي حال تمكن زيدان من تشكيل حكومة تحظى بثقة المؤتمر العام فسيخلف رسميا رئيس الوزراء المنتهية ولايته عبد الرحيم الكيب الذي يشغل هذا المنصب منذ نوفمبر 2011. ويأتي انتخاب زيدان بعد اسبوع من استبعاد ابو شاقور الذي كان انتخبه المؤتمر العام لكن اعضاءه رفضوا مرتين التشكيلتين الحكوميتين اللتين اقترحهما. وقال ابو شاقور ان اقالته في 7 اكتوبر مردها رفضه قبول شروط الليبراليين والاسلاميين. وخلال عرضه برنامجه امام المؤتمر العام قال زيدان ان اعادة بناء الجيش والشرطة ستكون «اولوية اولوياته». «تفعيل القضاء الانتقالي» واضاف ان حكومته ستطلق «حملة تطويع وتدريب مكثفة لقوات الامن الوطني والجيش» من اجل ضخ دماء جديدة في هاتين المؤسستين واستبدال كل الضباط الذين خدموا في عهد معمر القذافي. ومن اولويات حكومته المقبلة ايضا «تفعيل القضاء الانتقالي» و»تحقيق المصالحة الوطنية»، وذلك في الوقت الذي تواجه فيه البلاد خطر الانزلاق الى حرب اهلية مع ارتفاع منسوب التوتر بين القبائل المتنافسة ولا سيما بين مدينتي بني وليد، التي كانت احد آخر معاقل القذافي، ومصراتة المجاورة. وزيدان معارض قديم للعقيد الراحل معمر القذافي , ودبلوماسي سابق امضى اكثر من 30 عاما في المنفى بعدما انشق عن القذافي في 1980 حين كان يعمل في سفارة بلاده في الهند، تماما كرئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف الذي كان يومها سفيرا لليبيا في نيودلهي واعلن انشقاقه عن نظام القذافي. وبحسب سيرة ذاتية مقتضبة نشرتها وكالة الانباء الليبية فان زيدان «من مواليد 1950 في مدينة ودان بالجفرة (وسط) ويحمل ماجستيرا في العلاقات الدولية من جامعة جواهر لال نهرو الهندية وعمل في السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية من 75 الى 82 حيث عمل لسنتين في السفارة الليبية في الهند». الانشقاق وتضيف السيرة الذاتية لزيدان انه «احترف العمل الدبلوماسي بعد دراسته العلوم السياسية، والعلاقات الدولية، لكنه قرر في سنة 1980 الانضمام إلى جبهة الإنقاذ الليبية، ثم تركها بعد ذلك، ليكرس نفسه للرابطة الليبية لحقوق الانسان التي تأسست في جنيف كعضو بها بين عامي 1989 و2012، وكان الناطق الرسمي لها». كما عمل «مبعوثا شخصيا للمجلس الانتقالي بأوروبا عامة ولفرنسا خاصة وأسس بعد التحرير حزب الوطن للتنمية والرفاه وكان عضوا بالمؤتمر الوطني العام عن دائرة الجفرة قبل استقالته للترشح لمنصب رئيس الوزراء». وخلال سنوات المنفى اقام خصوصا في المانيا قبل ان يغادر صفوف جبهة الانقاذ لتكريس نفسه للدفاع عن قضايا حقوق الانسان في ليبيا وذلك انطلاقا من جنيف حيث كان ناطقا رسميا باسم «الرابطة الليبية لحقوق الانسان». وعند اندلاع الثورة في ليبيا مطلع 2011 لعب زيدان دورا كبيرا، الى جانب الليبرالي محمود جبريل، في الحصول على اعتراف العواصمالغربية، وفي مقدمها باريس، بالمجلس الوطني الانتقالي، الذي شكله الثوار يومها كذراع سياسية لهم، ممثلا شرعيا للشعب الليبي. وعين زيدان ممثلا للمجلس الوطني الانتقالي في فرنسا خاصة واوروبا عامة، وقد ساهم في الجهود الدبلوماسية للثوار من اجل اقناع المجتمع الدولي بالتدخل عسكريا لحماية المدنيين من القمع الدموي للانتفاضة التي قامت في وجه القذافي.