** بقدرة قادر تحول الهلال من فريق مرعب ومخيف إلى حمل وديع ترتعد فرائصه عند مقابلة الفرق التي كانت وإلى عهد قريب تحسب ألف حساب لمواجهته، كيف لا وهو الفريق المدجج بترسانة نجوم «فايف ستار» إن كان على صعيد المحليين وإن كان على صعيد الأجانب المميزين. ** الهلال هذه الأيام أضحى جنازة تنتظر الدفن إن جاز لي التعبير، عطفا على الحال المترهلة والمستوى الهزيل الذي يقدمه، ما جعله يتنازل عن صدارة الدوري التي ظل محتفظا بها طوال الجولات الماضية. ** تعددت أسباب تقهقر الزعيم، وتشتت الجمهور وانقسم، هذا معارض لبقاء الرئيس وذاك يطالب برأس المدرب، بينما آخرون يبصمون بالعشرة على وجود مخطط يستهدف الإطاحة بالفريق لمصلحة أطراف أخرى. ** فئة كبيرة من الجماهير الزرقاء ترمي بالتهمة على رجل خفي يعبث بالهلال ويحاول أن يقذف بمستقبله إلى المجهول، ولها في ذلك اعتبارات عدة تعتقد أنها قرائن حية وشواهد حقيقية لأمر دبر بليل!! ** لا يهمني شخصيا معرفة الرجل ولا محاولة سبر أغواره، فالموضوع بالنسبة لي لا يعدو كونه وهما يجب أن يستفيق منه الهلاليون قبل أن تطير الطيور بأرزاقها، وقبل أن يصبح داء وسرطانا قد استشرى في الدماء الزرقاء. ** أراقب الهلاليين وهلالهم عن كثب، وأرصد ردود أفعالهم خاصة بعد الهزيمة من الغريم التقليدي وفقدانهم للصدارة، وأهمس بيني وبين نفسي قائلا: «سبحان مقلب القلوب ومبدل الأحوال»، فالداء العضال الذي أخر النصر لعشرين عاما أراه رأي العين وقد ضرب بأطنابه في مضارب بني هلال!!. ** أتذكر النصر في فترة ماضية وكيف كان أنصاره يكرسون لنظرية المؤامرة وحروب اللجان الخفية، وأرى واقع الهلال اليوم، وكأني أشاهد الأدوار قد تبدلت، والأوضاع تحولت وانقلبت رأسا على عقب!!. ** صدقوني يامعشر بني هلال، هلالكم سليم معافى ولا يحتاج إلا لدفعة معنوية والتفاف جماهيره ومحبيه حوله، فلا يزال الزعيم مرشحا فوق العادة لخطف لقب الكأس وبطولة العرب والتأهل لدور الستة عشر آسيويا، وهذا كله فضلا عن حظوظه القائمة في خطف لقب الدوري، فالكرة لا تزال في ملعب الهلال. ** أبعدوا الوهم عن رؤوسكم وثقوا بهلالكم، فالهلال الذي أعرفه ويعرفني جيدا، لا تهزمه لجان، ولا تكسره حروب خفية، الهلال الذي أعرفه من زمن طويل لا ينكسر إلا من الهلال نفسه، ولا يهاب إلا تقاعس نجومه وعدم حضورهم في الموعد المعتاد. ** للهلال ثقافة ميزته عن غيره، بها عرف، ومن خلالها امتاز وتفرد، لغة الهلال وثقافته السرمدية لا تعرف سوى الملعب، حيث المستطيل الأخضر، بغض النظر عن قوة الخصم وجبروت اللجان!!. ** عودوا إلى رشدكم واطردوا الوهم من رؤوسكم، ففريقكم حتى وقت قريب كان «برشلونة آسيا» في نظر الخصوم والكارهين قبل المحبين والمادحين. ** للإدارة أخطاء فادحة وللمدرب كذلك، لا يمكن إنكارها البتة، ولا حجبها بغربال، ولكن الدعم كفيل بتداركها حتى ينتهي الموسم، وقتها سأكون معكم أول المطالبين برحيل المدرب واستقالة الرئيس!!.