* دموع حزن على الرحيل أم دموع فرح لفك الارتباط؟ دموع تفرضها لحظة الوداع المر أم دموع تماسيح يراد بها كسب المزيد من التعاطف؟ نشك إن كانت بالفعل دموع حزن حتى وإن طوق عنقه بالعلم "الأزرق" في المطار ذاهبا إلى المغرب لأن إخلاله بالعقد المكتوب يقول إن ضحكة السعادة التي كان يخفيها كانت أقرب إلى المدرب البلجيكي غيرتس من دموع الحزن التي ذرفها أكثر من 68 ألف متفرج وسط إستاد الملك فهد الدولي مساء الأربعاء الماضي فضلا عن دموع الملايين الذين تسمروا خلف الشاشة وأحزنتهم الخسارة. * ترى على من كان يضحك هذا البلجيكي؟، على جماهير مغلوبة على أمرها؟، أم على إدارة صدقته أو هي اخفت الحقيقة تجاه كل تصريحاته التي تناقض أفعاله وسرعة مغادرته إلى كازا المغربية لحظة خروج الفريق من المنافسة الدولية، بعض الهلاليين بكل أسف كانوا عاطفيين أكثر من اللازم لذلك ظنوا أن غيرتس بالفعل يعشق فريقهم أكثر من عشقه للدولار واجواء الدارالبيضاء ويتمنى الاستمرار معه بينما كان يذهب إلى المغرب سرا من اجل إتمام مراسم توقيع عقده مع الاتحاد المغربي دون احترام للمواثيق معهم وسط علم من الإدارة وتغييب للحقيقة عن الإعلام والجماهير التي أصيبت بخيبة أمل الخروج الآسيوي بعدما صدمت بإعلان البلجيكي لمخالفة أنظمة "الفيفا" وتوقيعه لعقد آخر وهو على رأس الجهاز الفني لفريقها. «الزعيم» ليس ملكاً لإداري.. أو لاعب ترتعد فرائصه.. أو شرفي يطبق مقولة «شوفوني»! * ما فعله هذا المدرب وما تكتمت عليه الإدارة الهلالية يوحي أن هناك اتفاقا سريا لم يحسن الجميع إدارته ذهب ضحيته "الزعيم" وأدركت خطورته الجماهير الهلالية مع دخول الفريق مراحل الحسم في البطولة الآسيوية، بدليل ذلك المستوى السيئ والروح الغائبة والتشكيلة الغريبة، والحرج الكبير الذي تعرض له الفريق على يد الغرافة القطري، يومها أدرك الكثير أن الفريق سيغادر المنافسة بينما غيرتس ينتظر صافرة النهاية للحاق بأول رحلة تقله إلى المغرب وقد تحقق له ذلك. * الهلال ليس هينا لدى جماهيره وأعضاء شرفه ولكل محب للعراقة والتاريخ ورائحة عرق البطولات حتى يذهب ضحية مدرب متغطرس لم يستسغ الأجواء هنا، الهلال ليس حكرا على لاعبين إذا حانت لحظة الحسم ارتعدت فرائصهم وخارت قواهم وبدلا من رفع شعار الفوز رفعوا راية الاستسلام، الهلال ليس مربوطا مصيره باستمرار مدرب أو غياب لاعب أو رحيل إدارة لم تحسن إدارة الأمور، إنما تعود الجميع أن يرتبط مصير هذا الفريق بما يبذل من جهد ويوضع من خطط ويقدم داخل الميدان من عطاء وروح عرف بها منذ أن تأسس إلى أن ارتقى بنفسه وأصبح "نادي القرن" في قارة آسيا. الهلال ليس مكانا للباحثين عن الشهرة * الهلال ليس منصة جلوس لمن يبحث عن الشهرة ويعشق الأضواء ويقاتل من أجل الصورة فقط ويكون متيما بالتفاف الصحفيين والمذيعين المنتفعين حوله، إنما كيان بناء أمجاده بنفسه ورسم مساره بعرق وجهد من يحبه بداية بمؤسسه شيخ الرياضيين السعوديين الأستاذ عبد الرحمن بن سعيد، مرورا بالشرفيين والإدارات المتعاقبة على إدارة شؤونه ونهاية بالنجوم الذين شربوا معه حليب البطولات وكالسيوم الانجازات والالقاب وفيتامين الإرادة والتصميم على حصد الالقاب. * الهلال لم ولن يظل أسيرا لقناعات إداري همه التصريحات وغايته الشهرة على حساب النادي والعمل بانفراد، الهلال لم ولن يبقى مرتهنا لقناعات تتحكم بها المصالح وتسيرها الظروف وتفرضها المجاملات، الهلال ليس مربوطا مصيره بعضو شرف لا يحضر إلا في المباريات الكبيرة على طريقة "شوفوني" دون ان يدعم، الهلال لا تسيره قناعات من يعقد الاتفاقيات مع القنوات الفضائية ويبرم صداقته مع بعض المذيعين والصحفيين للتنسيق وإجراء المقابلات معه وقت ما اراد، الهلال ليس ناديا "يدار من الباطن" اذا فاز صرح رئيسه بالاستمرار واذا خسر اختار قرار الرحيل، إنما تعود الجميع أن يسيًر نفسه بنفسه بجهود المخلصين والمتمكنين من رجاله نحو الطريق الصحيح الذي يضمن له الفوز ويفتح أبواب الفرح أمام جماهيره، لذلك لابد أن يدرك من ينال شرف إدارة شؤونه هذا الشيء وان يؤمن أن الغضب الجماهيري والإعلامي متى ما كان العمل ارتجاليا والتخطيط عشوائيا والرؤية غير واضحة والأهداف غير مرسومة سيرمي به خارج اللعبة حتى وان استمات من اجل البقاء واحتوى بعض الصحفيين على طريقة اداريين طردهم الشارع الرياضي النقي. المدرب البلجيكي رحل على وجه السرعة الى المغرب بعد لقاء النصر * الشفافية أمر مطلوب في تعاطي الكثير من الأحداث والتعامل مع بعض المواقف وليس على طريقة مسرحية عادل أمام "شاهد ماشفش حاجة" ومن لا يطبق هذه الشفافية سيجد نفسه مُحرجا وغير قادر على التبرير، وحتى وأن لجأ لذلك سينكشف حجم تناقضاته أمام جماهير لا ترحم وإعلاما يقف أمام كل صغيرة وكبيرة ووسط رياضي لا يدع شاردة وواردة إلا وأشبعها تحليلا وتمحيصا. * ليس من المناسب في هذا الوقت أن ترفع الإدارة الهلالية التي نحترمها ونقدر جهدها وبذلها فيما مضى راية الاستسلام وتناقض نفسها، خصوصا انها اعلنت قبل الخروج انها مستمرة حتى وان خسر الفريق أنما عليها أن تصحح المسار وان تكون شفافة وصادقة مع من يكون صادقا معها وليس على طريقة التعامل مع قضية رحيل غيرتس، أيضا عليها الاستعانة بمن يفرح لنجاحها ويسعد بانتصارات فريقها وان تحذر من يطبل لها لأهداف خاصة ولا علاقة لها بمصلحة النادي. * ختاماً لماذا لم يدفع غيرتس وهو الذي اخل بالعقد الشرط الجزائي للنادي؟ وهل اموال الهلال الذي يعاني من ضائقة مالية رخيصة الى هذه الدرجة حتى يتم التخلي عنها لعيون البلجيكي، لماذا لم تطبق شروط العقد بحذافيرها؟ ام ان تصريحاته التي بللها بدموع التماسيح جعلت الادارة تتعاطف معه ليودع الهلال بالاخفاق الآسيوي ويذهب بالشرط الجزائي غير مأسوف عليه؟