انتهى شوط واحد، قدّم فيه الهلاليون كل شيء، إلا أن الحظ السيء وقف حجر عثرة أمام أن تكون مباريات الإياب مباراة تحصيل حاصل، فما حدث للهلال أمام سيدني المتواضع وبكل صراحة، يذكّرنا بنهائي الاتحاد أمام بوهانج ستيلرز عام 2009، حيث أخذ الاتحاد زمام المبادرة، وصناعة الفرص، وتقديم كل شيء، وأخذ النادي الكوري لقب البطولة. لا توجد أخطاء فردية من قبل الهلاليين، وهو أمر إيجابي، حيث بداية الهجمة تكون بطريقة رائعة، لكن وسط وهجوم الزعيم لا يجيد فن إنهاء الهجمة في هذه المباراة بالذات، نظراً لأهمية المباراة، إلا أن المباراة القادمة في الرياض لا تحتمل أنصاف الفرص، فلن أقول الهجوم ولا غيره، لأن الهلال قدّم مباراة الذهاب بصورة مرعبة للخصم، لكن على الهلاليين أن يعلموا جيداً أن فريق سيدني الأسترالي سيدخل المباراة بصورة مختلفة عمّا ظهر به في شوط النهائي الأول، فالشوط القادم في درة الملاعب لا يحتاج من لاعبي الهلال سوى التركيز واستغلال العمق الأسترالي الضعيف جداً، «فليالي العيد تبان من عصاريها». إنّ ما قدّمه الهلال في مباراة الذهاب يستحق الثناء، إلا أن دفاع الهلال يجب أن يعرف أن سيدني لا يعتمد على شيء، فقط في الكرات العرضية، التي كانت محرجة جداً لرفقاء ديجاو، فسيدني سيدخل المباراة مدافعا فقط، مما يعني أن الضغط وحده، وتأمين الأطراف سيحسم_ بإذن الله_ أمر البطولة للزعيم. وعن رسالتي إلى جمهور الهلال، أقول: أنتم وقود النادي لأهم مباراة في تاريخ الزعيم، ولكم فيما قدّمه جمهور الخصم مثال على التشجيع لمدة تسعين دقيقة، فأمثالكم لا يحتاج إلى تقديم النصائح والمشورة ومناشدتكم الدعوة للحضور، فاللون الأزرق سيكتسح الملعب، وستتحدث القارة كلها عمّا ستفعلونه في الدرَة، وبإذن الله سيبدأ كل واحد منكم في ترتيب الحجوزات والسفر إلى مراكش لتشجيع الزعيم في الحدث المنتظر. والرسالة الأخرى، هي لعموم الجمهور الرياضي السعودي، إن تحقيق الهلال للقب دوري قاري سيعيدنا مرة أخرى إلى خانتي الاحترام والهيبة، اللتين فقدناهما وأصبحنا أضحوكة للجميع، بعد أن كانت ترتعد فرائص منتخبات القارة الصفراء عند ملاقاة الصقور الخضر. ومن المفارقات العجيبة، هي أن قوة المنتخب السعودي لا تكون إلا بفوز أحد أنديتها بلقب قاري مهم، فسبق أن تأهّلنا لكأس العالم عام 1994 بالولايات المتحدة بعد أن حقّق الهلال لقب القارة عام 93، وتأهّلنا لكأس العالم في فرنسا عام 98 بعد أن حقّق النصر كأس الكؤوس الآسيوية عام 97، وتأهّلنا لكأس العالم في كوريا واليابان بعد أن حقّق الشباب كأس الكؤوس عام 2001، وتأهّلنا لكأس العالم في ألمانيا عام 2006 بعد أن حقّق الاتحاد دوري الأبطال عام 2005، ومن بعدها، لم نحقق أي لقب قاري، فحُرمنا من التأهّل لنهائيات كأس العالم! والرسالة الأخيرة، إلى اللاعبين، فالمباراة القادمة هي مباراة أكون أو لا أكون، فعتبة كأس العالم للأندية التي وقفت حجر عُثرة في مشوار تبقّى على كتابة فصله الأخير تسعون دقيقة.