لطالما ظلت محطات الوقود، سواء داخل المدن أو في الطرق السريعة، بحاجة إلى تجويد الخدمة وتطويرها بما يتناسب مع مقتضيات الأمن والسلامة والرقي في الإنشاءات، غير أن دخول أرامكو السعودية في هذا المجال سيكون له تأثيره المباشر في الارتفاع بمستويات الخدمة بما يتناسب مع أمر جوهري وهو الانسجام والتناغم مع مبادرة البنية التحتية والنقل ضمن برنامج «جودة الحياة» 2020، وهو أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030. ولعل توقيع الشركة مؤخرا من خلال شركتها المملوكة لها بالكامل أرامكو السعودية للبيع بالتجزئة المعروفة باسم «ريتلكو»، اتفاقية مع توتال الفرنسية، للدخول في سوق بيع الوقود بالتجزئة في المملكة، يفتح الباب واسعا لمزيد من التنافسية المطلوبة في هذا القطاع، من واقع الخبرات التراكمية الكبيرة للشركتين حول العالم. غير أن أكثر ما يهمنا كمستهلكين هو الربط بمبادرة البنية التحتية والنقل ضمن برنامج «جودة الحياة»، فكل ما يأتي في مسار برامج الرؤية يتجه بنا أشواطا إلى الأمام، ويجعل منظومة الخدمات أكثر استجابة لمتطلبات وتحديات التطور، لذلك نتوقع أن تقدم أرامكو السعودية خدمات تتناسب مع سمعتها وقيمتها، وتجعل هذه المحطات معيارا وقياسا رئيسا لكل ما يمكن تقديمه في مجال بيع الوقود بالتجزئة. يتبع ذلك توقيع اتفاقية مع شركة التسهيلات للتسويق وشركة سهل للنقل للاستحواذ على محطات الوقود التابعة لهما، والمنتشرة في معظم مناطق المملكة، بالإضافة إلى أسطول ناقلات الوقود التابع لهما أيضا، وكل ذلك يجعلنا أكثر تفاؤلا بنوع جديد ومتقدم من الخدمات في محطات الوقود، بما يجعل السوق يشهد منافسة صحية لخدمة المستهلك بشكل أكبر، كما ذكر مسؤولو أرامكو. تطوير الخدمات في محطات الوقود يستهدف بالتأكيد الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمستهلكين في المملكة، ويتضمن انعكاسا لما نطمح إليه في بلادنا بجميع مستويات الخدمات، التي تخص المستهلكين، لذلك نتطلع إلى أن تبادر بقية محطات الوقود العاملة، التي يفوق عددها العشرة آلاف محطة، إلى إعادة النظر في بنيتها وخدماتها، واعتماد مقاربات تنافسية خلال الفترة القادمة، فالسوق كبير ويتسع للجميع، ولكن يحافظ على موقعه مَنْ يقدم خدمة أفضل للمستهلك، سواء كانت أرامكو السعودية أو غيرها من الشركات، التي تعمل في هذا المجال، فكل الذي حدث أن ارتفع مستوى التنافسية في الطريق نحو تحقيق مستهدفات برنامج «جودة الحياة».