الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد. فإنَّ مِن أعظم نِعَمِ الله عزَّ وجلَّ على البشرية قاطبة بعد نعمة الإسلام والإيمان هي نعمة الأمن والاستقرار. هذه النعمة العظيمة التي امتنَّ الله بها على قريش وذكرهم بها فقال سبحانه وتعالى (أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) «سورة القصص» وقال تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُون) َ«سورة العنكبوت». لقد سُر الجميع من المواطنين والمقيمين بمحافظة القطيف وخارجها بإحباط العملية الإرهابية الأخيرة ببلدة الجش التابعة لمحافظة القطيف، حيث إن هذه العناصر الإجرامية ساهمت في التخريب والتأليب وإذكاء الطائفية وترويع الآمنين وتسببت في تعطيل مشاريع التنمية في المحافظة. وهؤلاء المجرمون المفسدون جعلوا من أنفسهم أدوات لتنفيذ أجندات يقف خلفها دعاة الفتنة ومصدرو الإرهاب التي تروم الإفساد مع نشر الفوضى والقلائل ولا تتمنى الخير لهذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية ولا لقادتها ولا لشعبها ويُزعجها تلاحم أبنائها واجتماع كلمتها وتسعى للنيل من أمن بلدنا واستقراره. وإننا نَعدُّ القطيف حاضرتهم وباديتهم حُرّاسا في مجتمعنا إذ أن المحافظة على الأمن ومكتسباته من واجبات الدولة بجميع فئاتها؛ لما يَنشأ مع استدامة الأمن مصالح الدين والدنيا كالأمن على النفوس والأمن على الأعراض والأمن على الأموال والممتلكات والأمن على الطرقات والأمن على خصوصيات الأسرة والأمن أثناء أداء العبادات وكلها تتعلّق بالمجتمع وترابطه. سائلا الله الكريم أن يحفظ بلادنا المباركة بلاد الحرمين الشريفين وقادتها وعلماءها ورجال أمنها وجنودها المرابطين من كل سوء، كما نشكر الجهات الأمنية المختصة وعلى رأسها جهاز أمن الدولة ورجال الأمن البواسل في مكافحة هذه الأفكار الضالة وسعيهم وجهودهم الدؤوبة في استتباب الأمن (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه) «سورة فاطر» وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. *عضو الإفتاء والمشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالشرقية