تمكن الدكتور عبدالله العتيبي من الحصول على براءة اختراع أمريكية لفكرة اختراعه المتمحورة في استبدال المفاصل الكبيرة المتضررة كغضروف الركبة والورك والكتف ونحوها دون الحاجة إلى قص أجزاء من العظام، وهو ابتكار جديد في عالم معالجة المفاصل تجري دراسته لتعميمه على نطاق واسع، وتتمثل فكرة الاختراع التي ابتكرها الطبيب السعودي باستبدال الغضروف المتآكل بطرف صناعي داعم مع المحافظة على الشكل الطبيعي للمفصل، وهذا الاختراع الجديد سوف يخدم شريحة كبرى من المرضى الذين يعانون من آلام المفاصل المبرحة ويقلل الكثير من المضاعفات التي يشعر بها المرضى الذين استخدموا الطرق الحالية لعلاج أمراض المفاصل بمختلف مسمياتها وأنواعها لا سيما تلك المتعلقة بخشونة الركب لدى كبار السن على وجه التحديد، وهذه التقنية المتقدمة الجديدة في عالم الطب سوف تؤدي إلى تمتع المرضى بحركات أفضل في المفاصل كما أنها سوف تؤدي من جانب آخر إلى تقليل المضاعفات بنسبة كبيرة، وهي تحدث عادة عقب الطرق الحالية التقليدية للعلاج، وجدير بالذكر أن هذا الاختراع لم يولد من فراغ وإنما جاء نتيجة معاناة مر بها الدكتور العتيبي عندما كان طالبا في المرحلة الثانوية من دراسته، فقد عانى الأمرين من آلام مزمنة وحادة في مفصل الركبة، وصمم منذ ذلك الوقت على التخلص من تلك الآلام إلى أن هداه رب العزة والجلال إلى اختراعه مدار البحث بعد دخوله إلى عالم الطب والدواء. ما أردت تبيانه هنا أن العقول السعودية متى ما منحت الفرصة المواتية للعطاء في مجالات علمية عديدة كما هو الحال مع الدكتور العتيبي فإنها سوف تعطي الكثير من الأفكار التي تخدم البشرية في كل مكان، فتلك العقول لا تختلف إطلاقا عن عقول أبناء الدول المتقدمة في العالم، وقد تمكن الأطباء السعوديون من أصحاب الكفاءات من الحصول على براءات اختراع من أوساط علمية عالمية لما اكتشفوه من ابتكارات، وما أقدموا عليه من تجارب عديدة في مجال تخصصاتهم سواء في عالم الطب أو غيره من التخصصات العلمية، فقد بزوا بذلك عقول العالمين واستطاعوا أن يثبتوا أنهم قادرون - بفضل الله ثم بفضل مواهبهم وتشجيع الدولة اللا محدود لهم - على العطاء واكتشاف مخترعات جديدة في كل علم. ولا شك أن اختراع الدكتور العتيبي سوف يضيف جديدا في مجال علاج المفاصل، وهو علاج أضحى من الضرورة بمكان استنادا إلى آخر تقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية مفاده بأن قرابة 15% من البالغين فوق سن الستين عاما لديهم خشونة في المفاصل على صعيد عالمي، سواء ما تعلق منها بخشونة الركب أو الكتف أو غيرها من آلام المفاصل، وتتراوح الآلام عادة بين الخفيف منها والشديد، ويتوقع التقرير العالمي أن يعاني 130 مليون شخص حول العالم من خشونة المفاصل بحلول عام 2050 منهم حوالي 40 مليون شخص ستكون لديهم أمراض شديدة ومضاعفات مبرحة. وإزاء ذلك، أقول إن اختراع الطبيب السعودي جاء ليضيف فتحا جديدا من فتوحات علاج المفاصل، فأشكالها منتشرة في كل بقاع الدنيا، لا سيما في السنوات القليلة المنفرطة؛ جراء قلة الحركة والركون إلى الجلوس لفترات طويلة أمام أجهزة التلفاز أو أجهزة الحاسوب الآلي أو غيرها من الأجهزة التي أدت إلى التكاسل، إضافة إلى أن وسائل المواصلات ساهمت هي الأخرى في تفاقم المشكلة وتفاقم مسبباتها وعلى رأسها آلام المفاصل.