فاقت أعمال الفنان التشكيلي السعودي عبدالرحمن السليمان التوقعات عندما وصلت لأرقام قياسية للقيمة الأولية في «مزاد سوذبيز» في لندن مؤخرا، وتم بيع لوحتين بقيمة 137،500 و131،250 جنيه استرليني. وقال السليمان ل «اليوم»: إن العملين هما «خروج المصلين من المسجد» والذي تم رسمه عام 1981 و«جلسة وقت الضحى» المرسومة بعام 1980، مشيرا إلى أنهما مرسومان بالألوان الزيتية ويستعيدان ذاكرة الحي الذي عاش فيه الفنان طفولته وهو حي الكوت بالأحساء، وبين السليمان أنه يعتز بمشاركته في المزاد وتحقيق القيمة المعلنة للعملين، موضحا أن لوحة «خروج المصلين من المسجد» هي صورة مسجد الحي المسمى (المرابدة) في تنوع شخوصه، ويتمثل فيها صورة عامة للناس صغارا وكبارا وإمام المسجد وهو يقرأ على صبي وامرأة فقيرة تجلس بالقرب من مدخل المسجد، قائلا: «هذه الصورة نراها في عدد من الجوامع والمساجد في الأحساء آنذاك، أما اللوحة الأخرى فهي استعادة لذاكرة طفولتي وحاولت فيها رسم والدتي وهي في جلسة شتوية بوقت الضحى وعلى ضوء الشمس تنظف بعض الحبوب». وأوضح السليمان أن اهتماماته كانت في منتصف السبعينيات حتى العام 1981 بالعمل على مواضيع من ذاكرته ولمديتنه الأحساء، استعاد فيها بعض المظاهر والحياة اليومية واستهوته التكعيبية كمدرسة تحقق هدفه الفني في خلق حيوية وابتكار فني جمالي يتحرر فيه من قيود المحاكاة والتمثيل، كما كان توجهه حينها مبنيا على قراءاته واطلاعاته المبكرة على الفن التكعيبي الذي ظهر تركيبيا وتحليليا ضمن قراءاته العامة في الفن بلوحات ميلا إلى التحليل والاكتفاء بمجموعة لونية تحقق الفكرة. وأكد السليمان أن الفن التشكيلي بالمملكة بخير والساحة المحلية بها فنانون مقتدرون قادرون على تحقيق المزيد من الإنجازات المشرفة، والتي تعكس المستوى الرفيع للفن والفناين السعوديين، مختتما قوله ب: "أهدي هذا الإنجاز إلى قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولسمو ولي عهده -رعاه الله-، وإلى وطني الذي قدمني للعالم.