للأندية الأدبية في الواقع الافتراضي مواقع على الشبكة العنكبوتية .. تعج بالكثير من الموضوعات و الأطروحات و المناقشات و الحوارات .. فهل تواكب مواقع الأندية الأدبية متطلبات العصر و ما يرجوه المثقف في العصر الراهن من الطرح الواعي و الموضوع الهادف؟ تفاوت المستوى الناقد سحمي الهاجري قال: إنّ المواقع الإلكترونية للأندية الأدبية تتفاوت من حيث مستوى الأداء، فبعضها تحوي معلومات أساسية عن النادي وأعضاء مجلس الإدارة ونشاطات النادي وأخباره فقط. وذكر الهاجري أنه شارك مؤخراً في ملتقى الرواية الذي نظمه نادي الباحة الأدبي فوجد أن الموقع الإلكتروني للنادي يلعب دوراً فعالاً في الملتقى حيث يتمّ نقل الندوات نقلاً مباشراً على موقع النادي. ولفت الهاجري إلى كون المواقع الإلكترونية تعتبر ضرورة للأندية الأدبية يجب العناية بها وعدم تعطيلها لأنها واجهة النادي التي تعطي الفكرة والانطباع عنه، مؤكداً وجود عدد كبير من مواقع الأندية الإلكترونية التي تحتاج إلى عمل كبير لتطويرها. غير منافسة الأديب والباحث حماد السالمي قال: إنه لا يتابع المواقع الإلكترونية للأندية الأدبية ولا يراها جذابة في زمن الفيس بوك والتويتر التي زهّدت القراء في مواقع الأندية، بل زهّدتهم في المواقع الإلكترونية الأخرى كالمنتديات والمواقع الثقافية. إلا أنّ السالمي الذي رأس نادي الطائف الأدبي يؤكد أهمية هذه المواقع وفائدتها للأندية إذا كانت جيدة ومتطورة ومواكبة . منبع الأهمية وتحدّث عبدالرحمن اللحيدان عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي عن أهمية الموقع الإلكتروني بالنسبة لنادي حائل مبيناً أهميته في التواصل مع الجمهور، وقال: إنّ أهمية الموقع الإلكتروني للنادي لا تنبع من مستوى تطوره التقني فحسب بل من ما يقدّمه النادي من خدمات تهمّ المثقّف أينما كان. وذكر اللحيدان أن موقع نادي حائل تمكن من تسجيل تواصل مثير للإعجاب بسبب المسابقات التي ينظمها نادي حائل، حيث ترد المشاركات حتى من خارج الوطن حيث وردتنا مشاركات من مصر والجزائر وروسيا. وبين اللحيدان أن إدارة النادي تدرك أهمية الموقع الإلكتروني ولذلك عملت بجد على تطويره بعد أن استلمته وهو معطّل تماماً. نافذة مشرقة ويقول الروائي محمد العنزي: « تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الأدبية نافذة أشرقت بشكل عام إلا أننا في تقنينها ووضعها في الخانة الأدبية كواقع في حياتنا أن كان موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك أو تويتر أو الأندية الأدبية هنا نكون على حياد في الإيجابية ليس نيابةً عن الجميع وإنما كمشهد ثقافي يمارسه الكثير وعلى مدار الساعة دون الشبع . أما الأندية الأدبية فهي تختلف كماً وكيفاً إلا أنها تتفق من حيث النقاش فالردود على النصوص الأدبية عبارة عن إخوانيات أو صداقات مبدين غاية إعجابهم وربما المعيب فيها عدم إظهار الحسن من السيئ تُدار خلف مسميات وهمية وقد لا تحمل مؤهلات أدبية . ومن وجهة نظري الشخصية هي نافذة بما تحمله من إيجابيات أو سلبيات لم يكن بمستطاع الجميع القدرة على التواصل والتعبير عما يخالجهم إلا تلك النوافذ التي جمعت كل العرب .! مأزق كبير و يدلي القاص طاهر الزارعي برأيه فيقول : « تمر مواقع المؤسسات الثقافية ( الأندية الأدبية مثالاً ) بمأزق كبير ,. يتمثل في هشاشة ما تقدمه من مادة أدبية ستخذل أي باحث أو مطلع يأمل أن يستفيد منها ., وبالتالي فهي غير قادرة على التواصل مع جمهور الأدباء والمثقفين ,لأن حدود ما تقدمه لا يتجاوز أخباراً عن فعاليات النادي أو إصدار كتاب ما قد لا تمثل شيئاً للمتلقي بقدر ما تبرز إعلاماً مترهلاً . إن الدور الثقافي لهذه المؤسسات الثقافية يجب أن يكون دوراً تفاعلياً عبر مواقعها الإلكترونية . ويجب أن تشكل مواقع الأندية الأدبية الإلكترونية منبراً أدبياً وإعلامياً يؤسس لمشروع ثقافي متكامل يرصد القيمة الثقافية لنتاجها . ليس هناك أدنى شك في أن المتصفح لمواقع الأندية الأدبية الإلكترونية سيصاب بالصدمة , وسيرصد حتما تلك الأخبار البائتة التي تظل لشهور طويلة على صفحتها الأولى ,. وسيتفاجأ حتما من عدم فعالية الموقع مع أدبائه ,أو تجدد مواده وتجديد روابطها وهنا تكمن حالة التقهقر التي قد تنمو في ذهنية المتلقي لأنه وجد بيئة طاردة لا جاذبة لما يحلم به ,. وبالتالي سينعكس هذا الواقع الافتراضي على الواقع الحقيقي وتبدأ القطيعة للنادي وتلاشي الثقة في مسؤوليه فكيف لمؤسسة ثقافية أدبية تمثل واجهة حضارية ثقافية للمجتمع يكون موقعها الإلكتروني بهذه النمطية الركيكة ؟!! . ومن هنا يجب أن تخصص للمواقع الإلكترونية أعضاء متدربين في إدارة مثل هذه المواقع يستطيعون تجاوز هذه الأزمة التي تكاد تعصف بكل الأندية الأدبية . البوابه السحرية أما محمد الرويلي رئيس لجنة الإعلام و النشر بنادي الجوف الأدبي فيحدثنا بقوله : « الانترنت هو البوابة السحرية التي فتحت الآفاق لمختلف شرائح المجتمع بكل أطيافه و شرائحه الاجتماعية و الثقافية . وعندما تتابع مواقع الأندية الأدبية على شبكة الإنترنت تصاب بالإحباط وتشعر بأن دورها لا يتجاوز نقل الأخبار ، ورصد الفعاليات و الأنشطة التي يقوم بها النادي أمام المتلقي ، مثلها مثل أي صحيفة يومية أو جريدة عابرة تنقل الخبر بشكل بارد دون تفعيل حقيقي ، فهناك قصور كبير من جانب هذه المواقع في رسم صورة صادقة عن الواقع الثقافي . وقد يكون مديرو هذه المواقع و القائمين عليها ممن تنقصهم الثقافة أصلاً ويفتقرون للحرفية الأدبية .. لذا فهي بحاجة إلى كثير من التطوير و العمل الجاد لتواكب آمال المثقفين ولتكون على مستوى المأمول .