في عصر تلعب فيه مواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي دورا كبيرا في نشر المعرفة والثقافة والأخبار والسعي وراء الأحداث والفعاليات الثقافية.. وتجتهد في استقطاب الباحثين والزائرين. نجد أن العديد بل غالبية المواقع الثقافية الرسمية ومنها موقع وكالة الشؤون الثقافية ومواقع الأنديه الأدبية ومواقع أخري عديدة تعاني من الإهمال وعدم المتابعة وتجديد المحتوي لتبدو كبيوت هجرها أصحابها لتضحي خربة دون زائرين رغم مايرصد لها من ميزانيات . إزاء هذه الظاهرة توجهنا بأسألتنا الي بعض المثقفين للحديث عن هذه الظاهره وتقصي أبعادها لإضاءتها والعمل على الاهتمام بهذه المواقع لتضحي أكثر فاعلية وحضورا في المشهد الثقافي المحلي والعربي والعالمي. نشطة وفاعلة يعترف الروائي أحمد الدويحي بعدم متابعته للمواقع الثقافية التابعة للمؤسسات الثقافية قائلا: في الحقيقة أنا لا أتابع المواقع الثقافية الرسمية خاصة مع الطفرة التكنولوجية ولكن أتابع المواقع النشطة والفعالة التي يشارك فيها عدد كبير من المثقفين والأدباء ،وفي بعض الأحيان ولا يوجد لي موقع بعينه أقصده للإطلاع والمتابعة وموقع وكالة الشؤون الثقافية في الوزارة لم أطلع عليه حتي الآن. مواقع مهمشة الروائي محمد العرفج: لا أتابع المواقع الا قليلا وفي نفس الوقت يحزنني موقع النادي الأدبي بالرياض، موقع غير متجدد ولا يتابعونه ولا يعد مرجعاً للندوات والفعاليات للنادي حيث لا يوجد به اليوتيوب مثلا، ولا توجد به الأوراق التي قدمت كاملة ولايتم تعديله وفقاً للظروف ولا يتم الرد به على الرسائل المرسلة من قبل من يدخل موقع النادي يعني الموقع مهمش من قبل إدارة النادي، وأعتقد أن مواقع الأندية الباقية لا تختلف كثيرا عن موقع نادي الرياض الأدبي. ويتابع: ويجب على المسؤولين عن المواقع الثقافية للأندية ووكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام أن يفرغوا شخصا مسؤول ومتابع لكل الفعاليات والأنشطة والملتقيات بالإضافة إلى وضع معلومات عن أعضاء النادي وإنجازاتهم حتى يكون الطرف الآخر على علم ودراية بكل ما يحدث في المشهد الثقافي سواء في الرياض او غير الرياض. صحف حائطية يرى الشاعر غرم الله الصقاعي: أن هذه المواقع لم تدرك بعد أهمية التقنية وللأسف الشديد المواقع الثقافية أصبحت كصحف الحائط كل اهتمامها نشر ما يكتب عنها بالصحف. ويضيف الصقاعي: ليتها تشتغل على الثقافة وتتحول الى منابر للحوار والإبداع والكتابات المثيرة للأسئلة ليت القائمين على المواقع يهتمون بفكرة إنها عنوان حقيقي للمؤسسات الثقافية وتشتمل على اللوائح والأهداف الاستراتيجية للثقافة والمشهد الثقافي، فهم أمام أفراد وعالم يتطور يوما بعد يوم. مواضيع تقليدية القاص سامي حسون: نادرا ما أزور المواقع الثقافية سواء للأندية الأدبية أو موقع الثقافة في وزارة الثقافة بسبب أن المواد الموجودة متشابهة إلى حد ما ونادرا جدا أن تجد مادة خارج المألوف وأتمنى أن يأخذوا الملاحظة ويتم طرح مواد وقضايا عميقة ومهمة خاصة وأننا أصبحنا في زمن التكنولوجيا المتطورة ووجود المواقع الثقافية أمر مهم . فيما يقول القاص عبدالله النصر إنه لا يتابع المواقع الثقافية ولا يتابع أي موقع من المواقع ويعد ذلك تقصيرا منه ويضيف: أعترف بذلك ربما لوجود الأشغال الكثيرة رغم إني بحاجة إلى أن أكون في المشهد الثقافي من خلال متابعتي للمواقع الثقافية وخاصة مثل النادي الأدبي وجمعية الثقافة وكذلك موقع فرع وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية. العمل الاحترافي ويقول الشاعر يحيى العبداللطيف: هذه المواقع تفتقر الى العمل الاحترافي وليس لديها كادر متخصص في نقل الفعاليات الثقافية ودهاليز الحدث وربما يعود السبب في أن جمهور المتابعين لهذه المواقع لا يشكل رقما يستهوي القائمين عليها. ويتابع العبداللطيف: بعض الأندية قامت بفتح حساب في مواقع التواصل الاجتماعي لتواكب الحدث ، لكن تواجدها غير واضح ، وبرأيي أن المفترض أن يكون لكل ناد صحيفة شهرية إلكترونية على غرار موقع «كيكا» ومجلة « سين» ومجلة «صراح» العمانية ترصد فيه فاعلياتها وتستقطب كتابا وشعراء مميزين من العالم العربي ويكون لها حضور في مواقع التواصل الاجتماعي ، بيد أن هذه الفكرة تحتاج لمجهود. ليس للمثقفين ويري أحمد الواصل بأن المواقع الحكومية الخاصة للمثقفين أنشئت من أجل موظفي تلك الجهات لمتابعة أعمالهم الإدارية وليس للمثقفين، والدليل على ذلك نري موقع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية التابع لوزارة الثقافة و الإعلام يعاني الكثير ونري أن وزير الثقافة و الإعلام اختار أن يقوم بإنشاء حساب في «الفيس بوك» و «التويتر» من أجل الرد على أسئلة واستفسارات المواطنين و المثقفين،..لأنها الأكثر حضورا وجاذبية وسرعة إحصائية دقيقة من جانبه قال جمعان الكرت : في الحقيقة ليس هناك إحصائية دقيقة تصف هجر المواقع الإلكترونية المخصصة للمثقفين حيث أن هناك مواقع خاصة للمثقفين عليها إقبال كبير جداً و تواصل يومي. و أضاف الكرت ولكن مواقع التواصل الاجتماعي سحبت البساط من تحت أقدام المواقع الثقافية حيث يشكل «الفيس بوك» و «توتير» أكثر تحدياً لتلك المواقع إذ يزورهما أعداد كبيرة من الأشخاص سواء مثقفين أو غيرهم وهناك مرونة كبيرة وسرعة في التواصل مع الأشخاص.