انتعشت مبيعات الأسواق الشعبية في رمضان وخاصة السوق الشعبي النسائي وتحديدًا مع قرب ليلة القرقيعان، وهي مناسبة تشتهر بها الأحساء حيث يرتدي الأطفال لباسًا شعبيًا ويجوبون المنازل حاملين أكياسًا خاصة ويقوم الأهالي بتوزيع المكسرات والحلوى عليهم بعد أن يرددوا أهازيج تخص هذه المناسبة. وأشارت إحدى بائعات السوق، أم ابراهيم، إلى أن استعداداتهن للقرقيعان تبدأ منذ شهر شعبان، حيث يبدأن بخياطة الملابس المختلفة الألوان والأشكال والتي تتميز باختلاف الأقمشة، فمنها ما يكون خفيفًا بقماش «الروز» ويأتي بشكل فاكهة التوت أو بشكل الربيان، وهناك القماش الأثقل ويسمى «السويقة» ويكون منقوطًا، وتلقى هذه الأقمشة رواجًا كبيرًا بين جميع الأعمار حيث يحرصن على شراء الفساتين والجلابيات من هذا النوع من القماش؛ لأنه يمثل التراث الشعبي للمنطقة، كما تحرص الأمهات على شراء هذه الفساتين لهن ولبناتهن حيث درج في الوقت الراهن أن ترتدي الأم ثوبًا صنعت لابنتها مشابهًا له بالشكل واللون والتصميم. وأضافت أم ابراهيم: تختلف الأسعار لهذه الأثواب فمنها ما يصل سعره إلى 80 ريالًا وربما يزداد مع قرب ليلة القرقيعان حيث يزاد الطلب عليه، وتنوعت القصات لهذه الأثواب فهناك من ترغب في التنورة والقميص مما طبع عليه عبارات رمضانية أو الرسومات الخاصة بالشهر الفضيل، ومنهن من ترغب بالتصميم الواسع والكسرات أسفل الثوب، ومنهن من ترغب به بشكل الجلابية الواسعة حسب رغبتهن، أما الحلي فيقمن بالتزين بالهامة وهي حلي توضع فوق الرأس أو الحزام الذي يلبس حول الخصر إضافة للأساور، وتتراوح أسعارها من 20 وحتى 100 ريال حسب حجم القطعة، مضيفة: إن السيدات والفتيات يقمن بالتزين بوضع الحناء على أيديهن وأرجلهن لتكتمل الصورة الشعبية التي ما زالت تنتقل عبر الأجيال ورغم التطور إلا أنها حافظت على أصولها. ولم تقتصر العادات والزي على الفتيات وأمهاتهن، بل هناك أيضا الزي الخاص بالأولاد فهناك من تفضل لأبنائها الثوب الرسمي والطاقية بأنواعها المخرم أو المنقط باللون الذهبي أو الفضي أو ما تكون بقماش الروز أو السويقة، ومنهن من تشتري لابنها «الوزار» وهو لباس شعبي يلبس كما تلبس التنورة للفتيات وله ألوان مختلفة، ومنهن من تشتري «السديري» المطرز ويلبس فوق الثوب، وتختلف الأسعار من محل لآخر حسب تنوع البضائع، وتستقطب هذه المناسبة جميع سكان الأحساء والزوار للمنطقة من دول الخليج لشراء هذه المستلزمات والاحتفال بهذه المناسبة.