شهدت محلات بيع المكسرات والحلويات، ومحال بيع الملابس الجاهزة للأطفال بمحافظة الأحساء إقبالا ملحوظاً هذه الأيام مع قرب مناصفة الشهر وحلول مناسبة القرقيعان السنوية، وبدأت هذه المحلات بالمنافسة بما تقدمه من عروض للسلال والأكياس الجذابة والملابس الشعبية إضافة إلى العديد من الأفكار المبتكرة المحببة للكثير من الأطفال، حيث تجاوزت نسب أرباحهم من المبيعات خلال هذه الفترة 100 بالمائة. من جانبه، أوضح أحمد الملا (صاحب محل لبيع الحلوى والمكسرات): أن أسواق الحلويات والمكسرات أعلنت جاهزيتها منذ وقت مبكر، حيث افتتحت أبوابها استعداداً لاستقبال المستهلكين والذين توافدوا على المحلات في وقت مبكر، مبيناً أن الزبائن تحرص خلال هذه الفترة للحصول على المكسرات ذات النوع الممتاز والتي تشهد إقبالاً ورواجاً لقرب مناسبة القرقيعان الشعبية، مبيناً أن هناك طرق عديدة لتقديمه، حيث بعض الزبائن يرغب تقديمه عن طريقة المناسف الشعبية، أو خوص النخل، أو الأكياس الصغيرة، أو عن طريق تعبئة الكراتين والأكياس وهذه الطريقة المحببة للأطفال، مشيراً أن أسعار المناسف خلال هذه الفترة تشهد ارتفاعا حيث تتراوح أسعارها من 45 إلى 50 ريالاً للمنسف المتوسط، ويستهلك 5 كيلو للتعبئة من المكسرات فقط كونه يقدم للأسرة بخلاف الحلويات التي بالعادة تقدم للأطفال، أما المناسف الكبيرة تصل أسعارها من 100 إلى 120 ريالاً، ومتوسط السعر لكيلو المكسرات ذات الجودة الممتازة يتراوح من 50 إلى 60 ريالاً، حيث يكلف المنسف الواحد الأسر شاملا تغليفه وتعبئته قرابة 250 ريالاً، إضافة إلى جانب الإقبال الكبير على شراء السلال والعلب والصناديق المزخرفة والفاخرة، التي تحمل الطابع التراثي والشعبي بالإضافة إلى دمى الشخصيات الكرتونية الشعبية. وقال الملا: فيما يخص الأطفال فإن الطريقة المحببة لدى الكثير من الأسر أن تكون في أكياس صغيرة يتم تعبئتها بالشكولاتة المتنوعة وقليلاً من الحب، دلالة للقرقيعان ولعبة رمزية، وهي غير مكلفة إطلاقاً، تقدر تكلفتها ب3 ريالات تقريباً للواحدة، وبعض الأسر تشتري العديد من أنواع الحلوى والمكسرات والألعاب وتقوم بتعبئتها بطريقتها المناسبة بأكياس أو كراتين صغيرة تحمل في طياتها رسومات وشعارات ترمز للقرقيعان. وكشف الملا: مع دخول شهر رمضان المبارك يشهد سوق المكسرات والحلوى خلال الأيام الأولى حالة من التأهب والاستعداد لموسم القرقيعان بالعديد من الأفكار والمقترحات والابتكارات وتنوع البضائع وتأمين الكميات اللازمة، وبدأ موسم القرقيعان منذ 5 رمضان حيث بدأت الأسر بشراء مستلزمات القرقيعان، وشهدت محال الحلويات والمكسرات إقبالاً ملحوظاً، وصلت نسب الأرباح لدى البعض إلى 100بالمائة خلال هذه الفترة المنعشة. وأشار علي الليلي (بائع مكسرات وحلويات شعبية): إلى ارتفاع الطلب على الحلوى والمكسرات، حيث يعد القرقيعان أشهر موروث شعبي خلال شهر رمضان في الأحساء بصفة خاصة وبعض مناطق المملكة بصفة عامة، حيث سجلت مبيعات مستلزمات القرقيعان نسبا عالية من الحلويات والمكسرات بأنواعها المختلفة. وقال الليلي: في ليلة القرقيعان ترى الأطفال وهم في أبهى حللهم، يرتدون الملابس التقليدية الزاهية، فالفتيات يرتدين (الثوب الزري) وهو عبارة عن ثوب زاهي اللون مطرز بخيوط ذهبية، ترتديه الفتيات فوق الملابس، ويضعن (البخنق) وهو أيضاً قطعة من القماش تغطي رؤوسهن وتزينها خيوط ذهبية على الأطراف، وعادة يكون لونه اسود، بالإضافة إلى التقلد بالحلي التقليدية، أما الأولاد فيرتدون عادة الأثواب ويضعون على رؤوسهم (الطاقية) وهي عبارة عن طاقية مطرزة يلبسها الأولاد، وقد يرتدون كذلك (السديري) المطرز. يشار إلى أن القرقيعان يسجل حضوره دورياً بمنتصف شهر رمضان المبارك، ويعتبر من العادات الشعبية الرمضانية التي ما زالت الأحساء وبعض مناطق الشرقية وبلداتها تحتفظ برونقه وجماله من عام إلى عام ومن جيل إلى جيل، يحتفى به بمختلف مدن وبلدات المحافظة، أما أبطاله فهم الأطفال الذين يجوبون الشوارع والأزقة مبتهجين بهذه المناسبة الرمضانية الشعبية، وهم يرتدون الملابس الشعبية الخاصة به، ويحملون معهم أكياساً يجمعون فيها الحلوى والمكسرات والألعاب التقليدية التي يحصلون عليها من أصحاب البيوت مرددين عبارات «قرقع قرقع قرقيعان أم قصير ورمضان».. وغيرها من الأهازيج الشعبية الممزوجة بعبق الماضي.