إذا كنا نريد مخرجات تعليمية مناسبة وطاقات طلابية مبهرة في مختلف التخصصات الجامعية فالمفترض من اختبار القدرات أن يكون متصلا تمام الاتصال بالمناهج التي درسها الطالب في المرحلة الثانوية تحديدا وهذا ما لم يقره مسئولو القدرات منذ البدء في مشروعية إقراره على الطلاب. فالكل يبدي امتعاضه الشديد من هذا الاختبار الذي جاء بطريقة استفزازية للكثير منهم لشموليته المبالغ فيها ولطريقة الإجابة عليه في مدة زمنية محددة وكأن الطالب في سباق مع فرصة التحاقه بالقبول الجامعي أو لا، فمن وجهة نظري أن طريقة التحدي التي يسير عليها هذا الاختبار لهؤلاء الطلاب هي طريقة هدم لمشاعرهم وطموحاتهم المستقبلية بكل أسف، والتساؤل هنا هل المسئولون في مركز القياس والتقويم قاموا بدراسات على هذا الاختبار وهل هذه الدراسات تمت مناقشتها مع مسئولي وزارة التربية والتعليم بحيث ان بعد تلك الاختبارات ونتائجها أوضحت الخلل الكبير في مستوى طلاب هذه الوزارة ولابد أن يتم تغيير منهجية هذا الاختبار في الأعوام القادمة لتقيس فعلا قدراتهم ، أعتقد أن هناك هدفا غير واضح لهذا الاختبار فالمردود المادي أصبح الشيء الوحيد الايجابي فيه لهذا المركز ، فكان بالإمكان جعل هذا الاختبار أن يكون مرشحا للطلاب والطالبات لدخول الجامعة وليس منفرا لهم وهذا ما يحصل في الواقع في الوقت الحاضر، فمركز القياس والتقويم ليس من حقه هضم حق الطالب وولي أمره بأخذ المبلغ المالي منه وتركه بعد ذلك بدون توجيه فالنتيجة الصادرة من اختبار هذا الطالب هي في الحقيقة مرشد له في مجال معين من مجالات الحياة أو في تخصص معين يناسب إمكانياته في الجامعة، فتجاهلهم بهذه الطريقة هو في حقيقة الأمر دحر لطموحهم وجعله في مهب الريح، أعتقد أن اختبار القدرات هو خريطة للجامعات والكليات فمن خلاله يوجه الطالب إلى التخصص المناسب له ووفق النتيجة التي حصل عليها في هذا الاختبار وعند ذلك ستتضح لنا رؤية صادقة وشمولية واسعة عن مخرجات اختبار القدرات وما قدمه للوطن، وهناك مسؤولية كبيرة جدا أضعها على عاتق جامعاتنا في المملكة ككل فالكثير منها وضعت نسبة ضئيلة جدا لاختبار الثانوية العام والتحصيلي بينما رفعت نسبة اختبار القدرات لنسب قد تتجاوز في بعضها 50 بالمائة وهذا دليل واضح على عدم احترام هذه الجامعات لاختبار القدرات لأنها لا تقبل من هم حاصلين على نسب متدنية منه فالواجب منها عدم رد هؤلاء الطلاب بل توجيههم بشكل علمي وأكاديمي صحيح بحيث يتم الاستفادة من هذا المورد البشري الضخم من الطلاب بل واحتضانهم وجعلهم يدا مساعدة في بناء نهضة المجتمع لا يد هدم له ، وعلينا الالتفات للجانب النفسي الذي يتعرض له الطالب عند مقابلته بالرفض في القبول في الجامعة التي كانت بالنسبة له طموحا في أحد الأيام وعدم تجاهل هذه الرغبات بل يجب تعزيزها والوقوف مع أبنائنا الطلاب في مستقبل حياتهم مهما كلف الأمر، والعمل من اليوم وصاعدا على إعادة تعديل هذا الاختبار وجعله في مصلحة الطالب بحيث هو من يوجهه للتخصص المناسب لقدراته العلمية والمهنية وألا يقف حجر عثرة أمامهم وأمام تعليمهم الجامعي .