4 حواجز تعترض خريجي وخريجات الثانوية العامة في مضمار سباقهم نحو الظفر بمقعد جامعي في إحدى مؤسسات التعليم العالي، يتوجب اجتيازها بجدارة لتحقيق أمنية القبول في الجامعات، وتحقيق الحلم الذي ينتظره الطلاب على مدى 12 عاما هي مدة دراستهم في صفوف التعليم العام. فبدءا بحاجز معدل الثانوية العامة، ومرورا بحاجزي "قياس" و"التحصيلي" ظهر حاجز جديد هذا العام، وهو اجتياز السنة التحضيرية، التي باتت تشكل هاجسا كبيرا للطلاب والطالبات وأولياء أمورهم، في سبيل تحقيق أمنية الالتحاق بالمرحلة الجامعية. مصلحة الطالب ورغم تأكيدات وزارة التعليم العالي أن الجامعات السعودية التي وصل عددها حتى الآن نحو 25 جامعة، ستعمل على استيعاب جميع خريجي الثانوية العامة، بخلاف المؤسسات التعليمية الأهلية، ووحدات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والكليات العسكرية، كل هذه الجهات، لم تكن عامل تطمين للطلاب وأولياء أمورهم حيث يرون أن القبول ما زال يشكل هاجسا كبيرا لهم، في ظل وجود إجراءات صارمة على حد قولهم، من شأنها أن تعيق الحصول على مقعد جامعي. وفي المقابل يرى أكاديميون أن العقبات التي وضعتها الجهات التعليمية، ليست إلا من أجل مصلحة الطالب، وتوفير المقعد الدراسي المناسب لإمكاناته وقدراته، من خلال الاختبارات التي تجريها الجهات المعنية، فيما أوضحوا أن السنة التحضيرية تعد نظاما مرنا، يضمن للطالب الالتحاق بالتخصص المطلوب المتناسب مع قدراته الذهنية. معايير أكاديمية من جهته أوضح المتحدث الرسمي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع البقمي، أن الجامعة وكغيرها من مؤسسات التعليم العالي وضعت خطتها لقبول الطالبات والطلاب للعام الدراسي المقبل، وفق معايير وضوابط معينة، تضمن إتاحة الفرصة لجميع المتقدمين، دون محسوبية، من خلال الآلية المرنة التي وضعتها الجامعة، والتي تعتمد على التقنية في إنهاء إجراءات المقبولين، وبين الدكتور البقمي، أن الشروط الخاصة بالقبول، هي الحصول على الشهادة الثانوية، وإجراء اختبار القدرات لجميع الطلاب، بالإضافة إلى الاختبار التحصيلي للراغبين في الالتحاق بالتخصصات العلمية، وكذلك الطالبات، حيث سيتم قبول المتقدمين وفق المعدل الموزون، ويخضع جميع المقبولين للسنة التحضيرية ومن ثم يتم توجيه الطالب أو الطالبة وفق ميوله ورغباته المتلائمة مع المعدل التراكمي، ولفت إلى أن الجامعة تزيد أعداد المقبولين كل عام وفق إمكاناتها المتاحة، في ظل وجود أفرع للجامعة في عدد من محافظات المنطقة تعمل على استيعاب مجموعة كبيرة من المتقدمين. ونفى الدكتور البقمي أن تكون الإجراءات والمعايير التي تطبقها الجامعة في عملية القبول بمثابة عدم اعتراف بشهادة الثانوية، موضحا أن الجامعة وغيرها من مؤسسات التعليم العالي تعد امتدادا للتعليم العام في المملكة، وهما مكملان لبعضهما البعض، ولا يعني وجود هذه الشروط بمثابة عدم اعتراف بمخرجات التعليم العام، لافتا إلى أن الجامعة لديها تعاون مستمر مع مؤسسات التعليم العام لوضع الآليات المناسبة للقبول وتقديم برامج إرشادية للطلاب في المدارس عن آلية القبول والبرامج التي تقدمها الجامعة كل عام. معيار "التحضيرية" إلى ذلك وبعد مفاوضات صعبة مع عدد من الجامعات السعودية لزيادة أعداد المقبولين والمقبولات من خريجي الثانوية العامة للعام المقبل، أقرت وزارة التعليم العالي آلية جديدة للقبول في الجامعات السعودية، تتضمن معايير وبنود ولوائح جديدة للقبول، أبرزها التوسع في برنامج السنة التحضيرية في الجامعات التي تطبقها حاليا واعتمادها في الجامعات التي لا تطبق هذا البرنامج، وتهدف الوزارة حسب تصريح مصدر مسؤول ل"الوطن" زيادة أعداد المقبولين والمقبولات في المؤسسات الأكاديمية التي تشرف عليها الوزارة، متوقعا أن تعمل اللائحة الجديدة للقبول على استيعاب جميع الراغبين في مواصلة دراستهم الأكاديمية في الجامعات، شريطة الالتحاق بالسنة التحضيرية التي سيتم إعدادها وفق برنامج دراسي يعتبر كمعيار حقيقي لتحديد قدرات الطلاب والطالبات، ومعرفة مدى ملاءمة قدراتهم مع التخصصات الأكاديمية، بالإضافة إلى الشروط السابقة المتضمنة اختبار القدرات للراغبين في الالتحاق بالبرامج الدراسية النظرية واختبار التحصيلي للطلاب الراغبين في الالتحاق بالبرامج الدراسية العلمية. وكشف المصدر المسؤول ل"الوطن" عن صعوبة المفاوضات والنقاشات التي بدأتها وزارة التعليم العالي منذ شهرين مع مديري الجامعات وعمداء القبول والتسجيل فيها، بغية إقناع مسؤولي الجامعات على الموافقة بزيادة المقاعد الدراسية لاستيعاب جميع الأعداد المتقدمة، إلا أن مسؤولي تلك الجامعات، رفضوا زيادة أعداد المقبولين، لكي لا تتأثر الاعتمادات الأكاديمية والمعايير الدولية التي تطبقها تلك الجامعات، مما سينعكس سلبا على مخرجات تلك الجامعات. وأوضح المصدر أن أبرز الجامعات التي رفضت زيادة أعداد المقبولين كانت جامعات الملك سعود، والملك عبدالعزيز، والملك فهد للبترول والمعادن، وطيبة، بالإضافة إلى جامعات أخرى. العام المقبل.. طفرة القبول وأكد المصدر أنه بعد مفاوضات حثيثة أوشك مسؤولو الجامعات والوزارة على إعداد لائحة جديدة تتضمن اعتماد معايير جديدة للقبول أبرزها السنة التحضيرية، التي ستصبح منفصلة عن السنوات الدراسية المعتمدة للحصول على شهادة البكالوريوس، حيث تصبح مدة الدراسة الجامعية خمس سنوات بدلا من أربع في جميع الجامعات السعودية، حيث لا يمكن اعتبار الطالب في المرحلة الجامعية إلا بعد اجتيازه السنة التحضيرية، التي هي الاخرى ستشهد مرونة كبيرة في برامجها الدراسية التي تقدمها للملتحقين. ولفت المصدر إلى أن الاستقلالية المالية والإدارية التي تحظى بها الجامعات السعودية، دفعتها إلى رفض زيادة أعداد المقبولين مباشرة، واعتبارهم طلابا جامعيين وهم لم يجتازوا السنة التحضيرية بعد. وتوقع المصدر أن تشهد عمليات القبول في الجامعات السعودية للعام المقبل طفرة كبيرة في القبول بخلاف السنوات الماضية، بالإضافة إلى وجود جهات تدريبية وعسكرية تعمل على قبول نسبة تصل إلى 15% من عدد الخريجين من الثانوية العامة، والمتوقع أن تصل أعدادهم إلى نحو 300 ألف طالب وطالبة، والجامعات الخمس والعشرون كفيلة باستيعابهم بالإضافة إلى الجامعات والكليات الأهلية. عائق "القياس" الطالبة بالمرحلة الثانوية العامة فاطمة هزاع أشارت إلى أن اختبارات القياس تعتبر من العقبات التي تقف بوجه الطالبات والطلاب، حيث تجتهد طوال السنوات الماضية وعند التقدم لاختبار القدرات وقد لا تجتازه بدرجات مرتفعة ويكون عائقا في قبولها بالجامعة، وطالبت بأن تتم إعادة توجيه اختبارات القياس فيما يتوافق مع ميول الطالبات والطلاب حسب التخصص الذي يرغب المتقدمون دخوله في الجامعة، مضيفة أن التدريبات التي تقام في المدارس لتأهيل الطالبات والطلاب لاختبارات القياس، مكنت الكثير من التغلب على الخوف المصاحب لهذا الاختبار. وتذمرت الهزاع من أوقات تحديد اختبارات القياس كونها غير مناسبة للطالبات وتوافق في أغلب الأحيان الاختبارات الشهرية، مضيفا أن التدريبات قبل اختبار القياس من الأمور المهمة. من جهتها ترى طالبة بالمرحلة الثانوية أمجاد العجمي بأن اختبار القياس ليس به عدالة فهناك طالبات نسبتهم في الثانوية عالية بينما في القدرات ليست جيدة وتحرم بسبب ذلك من دخول الجامعة وللأسف فإنهم يعتمدون عليه 50% والثانوية العامة 30% وفي ذلك إجحاف لحق الطالبة فمعلومات 12 سنة تذهب هباء ولا أعتقد أن معلومات هذا الاختبار يُستفاد منها لاحقا في الجامعة أو في المستقبل، وطالبت بأن تستحدث "مادة للقياس" ومادة للقدرات من الصف الثاني الثانوي ولها اختبارات معتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم، وتحديد أوقات من قبل الوزارة لهذه الاختبارات حتى تمكن الطالبات والطلاب من اجتيازها. تعديل الآلية بينما يرى أحمد الغامدي "طالب بالمرحلة الثانوية" أكثر العوائق التي تقف في وجه الطلاب وتمنع دخولهم للجامعات اختبار القياس، وذلك باعتبار أنه ليس بالمقياس الحقيقي لمستوى الطالب فهناك طلاب تحصيلهم التعليمي في المدرسة مرتفع، ولكن في اختبار القدرات لم يحالفهم الحظ والعكس صحيح. ولا بد من إعادة وضع آلية حديثة للاختبار القياس تتمثل في عدم وضعه كشرط أساسي للقبول بالمرحلة الجامعية، ويقتصر على جعله تحديد لقدرات الطلاب. واقترح الغامدي أحد أمرين، إما السنة التحضيرية أو اختبارات القياس كشرط للقبول في الجامعات، فمن يجتاز القياس لا يلزمه دخول السنة التحضيرية ومن لا يجتاز يتوجب عليه دراستها. وأكدت الحازمي أن الاختبارات التي يتم إجراؤها في المدارس كتهيئة الطالبات والطلاب لاختبار القياس تشكل أعباء على المعلمات اللاتي بذلن مجهودا كبيرا في شرح أجزاء الاختبار سواء للقسم اللفظي أو الكمي، كذلك يعتبر عبئا إضافيا على الوكيلة الفنية بسبب المجهود الذي تبذله، وعدم وجود زمن محدد ينتهي بحصة، وطول التدريبات وكثرتها أديا إلى ملل من الطالبات، ويفضل وضع تقنية في اختبار واحد وجلستين فقط في الفصل الدراسي الأول. من جهته أشار المعلم فايز الأحمدي أن اختبارات القياس والقدرات العامة أصبحت شبحا يقلق طلاب المرحلة الثانوية، وباتت عقبة أمام مستقبل العديد من الطلاب فالتخوف من المستقبل الذي سيواجهونه في اختبار القياس رسم إحباطا دائما على وجوه العديد منهم، مشيرا أن الاعتماد الكلي على اختبارات القدرات والقياس قلل من قيمة مخرجات التعليم الجامعي وذلك يتمثل في النسب الضئيلة التي يقبل بها البعض من الطلاب بالجامعة مجرد اجتيازهم هذا الاختبار. مضيفا أن آلية القبول بالجامعات بالاعتماد على اجتياز اختبار القياس يعتبر هدرا لجهود الأسر مع أبنائهم خاصة إذا حصل الطالب على نسبة عالية في الثانوية العامة ولا يقبل في الجامعة.