مبارك الدوسري - مكةالمكرمة في أجواء روحانية تملؤها السكينة داخل المسجد الحرام، وبينما كان المعتمرون يؤدون مناسكهم بخشوع، وقع حادث غير متوقع عندما تعثرت معتمرة تركية وسقطت على الأرض، متعرضة لإصابة في رأسها. كان القائد الكشفي عبدالله عدنان فقيها، أحد أفراد معسكر جمعية الكشافة العربية السعودية، في موقع الحدث، يؤدي دوره في خدمة ضيوف الرحمن، فلم يتردد لحظة واحدة في تقديم المساعدة. اقترب عبدالله بسرعة من المعتمرة، وبتدريبه الميداني وخبرته، تأكد من وعيها وقام بتهدئتها بلغة الإشارة وبعض الكلمات الإنجليزية، محاولًا تخفيف توترها. كانت علامات الألم بادية على وجهها، فبادر بالاتصال بفرقة هيئة الهلال الأحمر السعودي، وأبلغهم عن الحالة، ثم بقي إلى جانبها حتى وصول المسعفين. عند وصول المسعفين، تعاون معهم عبدالله في نقل المعتمرة إلى نقطة الإسعاف الأولية، حيث تم تقييم إصابتها والتأكد من أنها لا تعاني من مضاعفات خطيرة. لكنه لم يكتفِ بذلك، بل أصرّ على مرافقتها إلى العيادة الطبية داخل الحرم، حيث تلقت العناية اللازمة. وخلال الوقت الذي أمضته في العيادة، كان القائد الكشفي يطمئنها ويقدم لها الدعم النفسي، مؤكدًا لها أن الأمور بخير وأنها ستتمكن من إكمال عمرتها قريبًا. وبعد أن استقرت حالتها، وشعرت بالتحسن، عبّرت المعتمرة التركية عن امتنانها العميق للقائد الكشفي عبدالله ولفرق الإسعاف، مؤكدة أنها لن تنسى أبداً هذا الموقف الإنساني الذي عايشته في أطهر بقاع الأرض، وبابتسامة راضية، ودّعها عبدالله بعدما تأكد أنها قادرة على مواصلة مناسكها، ليعود مجددًا إلى خدمة ضيوف الرحمن، مؤديًا دوره النبيل ، ومجسدًا أسمى معاني العطاء والإخلاص في خدمة الآخرين. الكشاف راشد الزهراني.. موقف بطولي في خدمة ضيوف الرحمن وفي مشهد يجسد القيم النبيلة لأفراد الكشافة السعودية، وأثناء أداء المعتمرين لمناسكهم في رحاب البيت الحرام، لاحظ الكشاف راشد بندر الزهراني، أحد المشاركين في خدمة ضيوف الرحمن مع جمعية الكشافة، طفلاً صغيراً تائهاً تبدو عليه علامات القلق والخوف. الطفل، الذي يدعى أويس عبدالله من جمهورية مصر العربية الشقيقة، كان قد فقد أسرته أثناء طواف العمرة، فبادر الكشاف راشد بطمأنته والتحدث معه بلطف ليخفف من روعه، مؤكداً له أنه سيكون إلى جانبه حتى يجد عائلته، وبذكائه وحنكته تمكن الكشاف من جمع المعلومات اللازمة عن ذوي الطفل، ومن خلال التعاون مع الجهات المختصة، استطاع الوصول إلى والده، الذي حضر فوراً إلى الموقع. لحظة اللقاء كانت مؤثرة، حيث احتضن الأب ابنه بحب وامتنان، ولم يتمالك نفسه عن التعبير عن شكره العميق للكشاف راشد ولجميع الكشافين السعوديين الذين يضربون أروع الأمثلة في العمل الإنساني والتطوعي، مؤكداً أن أبناء المملكة يقومون بدور مشرف في مساعدة الآخرين وخدمة قاصدي بيت الله الحرام. الكشاف محمد الحارثي نموذجاً للعطاء في الحرم المكي وفي مشهد يعكس القيم السامية للحركة الكشفية، قدم الكشاف محمد مهدي الحارثي مثالًا حيًا للتفاني في خدمة المعتمرين، وذلك أثناء عمله ضمن الوحدات الكشفية في الحرم المكي الشريف، خلال تأديته لمهامه في التنظيم والتوجيه والإرشاد بين صحن المطاف والمشايات، لاحظ الكشاف محمد مهدي رجلاً مسناً، يبلغ من العمر 80 عاماً، يقف في حيرة وارتباك، وبدا عليه القلق والتعب، وبدافع الواجب الإنساني، توجه إليه بلطف وسأله إن كان بحاجة إلى مساعدة، ليكتشف أنه تائه عن مجموعته ولا يحمل هاتفًا للتواصل معهم. لم يتردد الكشاف محمد في اتخاذ الإجراء المناسب؛ حيث استدل على معلومات المعتمر من البطاقة التي يحملها، وبادر بالاتصال بمسؤول الحملة، الذي استجاب فوراً وطلب تحديد الموقع لاستلام المعتمر، ولم يمضِ وقت طويل حتى حضر المسؤول ليأخذ الحاج إلى مقر سكنه، وسط امتنان ودعوات صادقة للكشاف الذي ساعده في لحظة حرجة. هذه القصص ليست إلا نماذج من عشرات القصص التي تسجلها جهود الكشافة السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، وهي شهادة حية على التفاني، والإخلاص، والعمل بروح الفريق، لتجسد بذلك رسالة سامية تعكس القيم الإسلامية والإنسانية العظيمة، وتعزز من مكانة الكشافة كجزء لا يتجزأ من منظومة الخدمات التطوعية في الحرم المكي، حيث يكون العمل بروح الفريق والتفاني في خدمة الآخرين هو العنوان الأبرز.