استضافت وزارة الثقافة والإعلام قبل أسابيع معرضا للفن التشكيلي الكويتي أقيم في الرياض، مثلته الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وانحصرت المشاركة فيه على أعضاء الجمعية الذين رافق بعضهم المعرض. أعادني ذلك الى الحيوية التي كان عليها الفن التشكيلي في الكويت خلال السبعينيات والثمانينيات عندما كانت الجمعية الكويتية تضم الأسماء التشكيلية الرائدة كما كان أيضا المرسم الحر ودور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي يدعم الفن التشكيلي بكثير من السخاء ماديا ومعنويا. استعدت مع ذاك المعرض أسماء العديد من الفنانين من رسامين ونحاتين»سامي محمد وعيسى صقر وخزعل عوض ومحمود الرضوان وخليفة القطان وجاسم بوحمد وعبدالله السالم وعبدالله القصار ومساعد فهد، وبدر ويوسف القطامي»وغيرهم، كانت الكويت منذ أواخر الستينيات تنظم المعرض العام للتشكيليين العرب كما كانت معارض المرسم الحر أو معارض الجمعية؛ مناسبات للتنافس بين الفنانين. يرصد لأعمال الفنانين الذين تناولوا التراث بكل أوجهه وجاء ضخما تجاوزت صفحاته الأربعمائة، ومطبوعا بعناية ويرصد للأعمال الفنية وبعض المعلومات السريعة عن الفنانينأهداني الفنان جاسم بوحمد في 1985 تقريبا كتاب «الفن التشكيلي في الكويت» وهو كتاب قيّم طُبعت منه أعداد محدودة كما يظهر عليه، وقدّم مادته الفنية «د.عبدالله تقي وخليفة القطان ومحمود الرضوان»وآخرون، صدر بالعربية والانجليزية وركز على اللوحة وبعض الكتابات الموجزة، وفي العام2002 أصدر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كتاب «التراث في الفن التشكيلي الكويتي» للفنان حميد خزعل وهو يرصد لأعمال الفنانين الذين تناولوا التراث بكل أوجهه وجاء ضخما تجاوزت صفحاته الأربعمائة، ومطبوعا بعناية ويرصد للأعمال الفنية وبعض المعلومات السريعة عن الفنانين، كل ذلك استعدته وأنا أتصفح الدليل الخاص بالمعرض الذي أقيم للفنانين التشكيليين الكويتيين في الرياض تحت عنوان «الفن الكويتي المعاصر»، لم يشارك من ذلك الجيل سوى عبدالرسول سلمان الذي يرأس الجمعية حاليا، لفت نظري أعمال سمر البدر وهي توظف الحرف العربي مثل كثير من الفنانين الخليجيين والعرب أيضا. عملت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ومنذ تقلد عبدالرسول سلمان ادارتها على تنظيم ثلاثة معارض-هي الأهم- بشكل منتظم لها صفة المحلية الكويتية والخليجية والعربية، هذه المعارض من الانجازات الهامة في تاريخ الجمعية الكويتية، اذا أضفنا سمبوزيوم للنحت أقامته الجمعية مرة واحدة، لكن المعرض الأخير للجمعية في الكويت لم يكن المتوقع وان حمل نَفَساً شبابياً أو معاصراً.