تقلصت الوجهات السياحية للمسافرين والسياح السعوديين خلال فترة الصيف القادمة لعدة عوامل يأتي في مقدمتها العوامل والاضطرابات السياسية كذلك ساهمت الكوارث الطبيعية على بعض الوجهات لشرق آسيا نتيجة بعض الزلازل التي ضربتها خلال الشهور الماضية وبرزت وجهات جديدة استفادت من ذلك التغيير ومحدودية الوجهات كان أولها تركيا يليها دبي مع ذلك أيضا شهدت المناطق الداخلية تحسنا ملحوظا في نسبة الإقبال . وكشف عضو الاستشارات السياحية في الهيئة العليا للسياحة والآثار خالد العمودي في حوار مع « اليوم « بأن الوجهات السياحية لدى السعوديين تقلصت نظرا لتأثير المناطق المجاورة بأحداث سياسية مثل دول الشام ولبنان بعد تحذيرات من دول الخليج من السفر لتلك الدول التي تشهد اضطرابات سياسية . ماهي أبرز الوجهات السياحية للمواطنين حالياً بعد خروج عدد من الدول بسبب الاضطرابات السياسية ؟وماهي البلدان المتأثرة ؟ يمكننا القول بأن الاضطرابات السياسية لم تكن وحدها بل ساهمت الكوارث الطبيعية هي الأخرى في خروج عدد من الدول وهناك مناطق عديدة بشرق آسيا لازالت متأثرة من بعد ما حدث من زلازل قبل عدة أشهر أدت إلى عزوف بعض السياح السعوديين خوفا من أن تتكرر أثناء سفرهم لتلك الدول. وتعتبر تركيا في الوقت الحالي من أكثر المناطق مطلوبة حاليا للسفر في الصيف الحالى حيث تعد من المناطق التي استفادت من الأحداث السياسية في المنطقة. واستفادت من النمو في الصناعة السياحية يليها دبي حيث اخذت كلتاهما الحصة الأكبر « الكيكة « من السياحة كما نسميها في الفترة الماضية والفترة القادمة من الصيف . ايضا تلا تلكما الدولتين دول أوروبا حيث يشهد الإقبال هذا الصيف على لندن وباريس وسويسرا. كيف تقيم القطاع السياحي بالمملكة بالنسبة للعملاء ؟ ينقسم القطاع السياحي للعملاء قسمين فالفئة الأولى عادة ما تتكون من متوسطي الدخل وهم النسبة الأكبر في المملكة حيث تمثل 80 بالمائة من السوق وما فوق وهؤلاء غالباً ما تكون الوجهة إلى تركيا ودبي وبعض الدول العربية وشرق آسيا وذلك نظراً لقلة التكلفة في الرحلات السياحية , أما القسم الثاني وهم ما يطلق عليهم الفئة «المخملية» وغالباً ما تكون وجهتهم إلى أوروبا وهم لا يتجاوزون 20 بالمائة من حجم السوق وذلك يعود إلى ارتفاع تكلفة الرحلات السياحية والتي غالباً ما تتجاوز قدرة «متوسطي الدخل» . كيف تقيم السائح السعودي وهل هناك تسهيلات خاصة لهم؟ على الغرم من أننا في بداية الموسم حاليا إلا أننا نستطيع أن نؤكد بأن السائح السعودي هو الأكثر إنفاقا حول العالم وبات السائح السعودي مرغوبا به دوليا ونلاحظ ذلك في المنتديات والمعارض السياحية التي نحضرها الطلب على السياح السعودي والتركيز عليه ومحاولة استقطابه وتقديم ما يناسبه في الدول التي ترغب في السياح السعوديين من حيث توفير الخصوصية والتركيز على تلبية كافةالرغبات العامة له وتوفيرها وهذا يشير بشكل أو بآخر على أهمية استقطاب السائح السعودي نظراً للأعداد الكبيرة التي تستغل فترة الصيف في قضائها خارجياً ولحجم المبالغ التي يتم إنفاقها على تلك الرحلات . هل بالإمكان معرفة حجم الإنفاق السنوي للسياح السعوديين خلال فترة الصيف ؟ وماهو نصيب السياحة الداخليه منها ؟ من المتوقع أن يصل حجم الإنفاق للسياح السعوديين خلال الصيف القادم على السياحة الخارجية ما يتجاوز 20 مليار دولار وتشير الإحصائيات في العام الماضي إلى أن مجموع ما أنفقه على السياحة الخارجية بلغ 12 مليار دولار مما يعني زيادة حجم الإنفاق بشكل مستمر وفي المقابل نجد أن الوجهات للسياح في الداخل في تطور مستمر والهيئة العليا للاستثمار والسياحة تسعى جاهدة في تطوير المنشآت السياحية والمرافق العامة للوصول إلى مستوى متقدم من الخدمات للمنافسة على حصة أكبر من السياح وتحويل الوجهة من الخارج إلى الدخل وهي تسير بخطوات متواصلة لتنشيط هذا الجانب بمجهودات وقيادة الأمير سلطان بن سلمان الباحث لتطوير السياحة الداخلية بالشكل الأمثل ماذا ينقص السياحية الداخلية حتى تصل لمستوى متقارب من السياحة الخارجية ؟ نستطيع القول بأن تطوير السياحة الداخلية يتطلب وقتا ومجهودا كبيرا للوصول الى مرحلة متقدمة وسبب تأخرها يعود لظروف خاصة لكوننا في دولة فيها الحرمان الشريفان ولابد أن تكون هناك ضوابط هامة للحفاظ على هوية الوطن ويجب أن يكون التطوير السياحي متوافقا من ثوابت الدين الحنيف ومتفقة مع عادات المجتمع السعودي المحافظ . ما الوجهات السياحية الداخلية بالمملكة ؟ تمتلك المملكة العديد من المناطق السياحية المختلفة من ناحية الطبيعة الجغرافية والثقافية وهذا ما يميز المملكة إضافة إلى أن السياحة الدينية تعتبر رافداً مهماً للسياحة الداخلية وواجهة مشرقة وهامة جداً أما المناطق الداخلية التي يقبل عليها السياح هذا الصيف من الداخل ومن جميع أنحاء العالم خصوصا من دول الخليج منطقة الجنوب عسير أبها والباحة والطائف أيضا المنطقة الشرقية هناك توجه لها هذا الصيف بالإضافة إلى المنطقة الغربية وتحديدا جدة لكونها قريبة من الحرمين مكة والمدينة فأكثر إخواننا الخليجيين يقضون أيامهم في جدة بعد قضاء العمرة . هل كان للحجوزات عن طريق الأنترنت تأثيراً على عمل المكاتب السياحية بالمملكة؟ لاشك بأن تواجد العديد من المرافق السياحية خاصة لشركات الطيران والفنادق أثر على عمل المكاتب السياحية بالمملكة وغيرها من الدول وعلى الرغم من ذلك فإن مستوى الأمان للعميل المستخدم لتلك الطرق قد يكون أقل لذلك فإن المنافسة للمكاتب السياحية في المملكة تبدأ من هذا الجانب حيث تتميز المكاتب السياحية بتوفير الضمانات للعميل في الحجز واسترجاع العقود في حالة الأخطاء أو أيضا في حالة تغير الحجز وهذا مايعطي تواجدها بعداً آخر وهذا هو الرهان الهام في السوق فالخدمات الإضافية المقدمة من قبل المكاتب السياحية والأمان هي إحدى المميزات التي لن تجدها في المواقع الإلكيترونية. ولكن يراهن العميل على أن الأسعار المطروحة للعملاء عن طريق الأنترنت تتميز بفروقات كبيرة بينها وبين الموجودة بالمكاتب؟ يمكنني القول والتأكيد بأن نسبة الخصم في الحجز عن طريق الانترنت لا تتجاوز 15 بالمائة ولكن فيها المخاطرة أعلى من حيث ضمان الحقوق والمرجعية التي قد تمكنك من استرداد حقك في حالة وجود مشكلة في الحجز إضافة إلى أن المكاتب السياحية ستوفر العديد من المميزات كخدمات النقل والمرشد السياحي وترتيب الرحلات والتنقلات بين المدن والدول دون العناء والبحث والأخطاء التي من الممكن أن يقع بها العمل فنحن نعمل باحترافية في هذا المجال ولدينا ما يميزنا ولدينا الخدمات الخاصة التي لن توفرها أغلب مالم يكن معظم الشركات المتواجدة عن طريق الإنترنت . ظهرت خلال الفترة الماضية شريحة سياح جديدة يطلع عليها «السياحة الدراسية» هي تقديم الشركات والمكاتب السياحية بالمملكة خدماتها لهذه الشريحة؟ بالفعل أصبح لدينا شريحة جديدة من السياح والتي يطلع عليهم السياح الطلاب لتنظم لشرائح عدة وتهدف إلى استغلال فترة الصيف بالتعليم الخارجي للطلاب في فترات الإجازات والفترات التعليمية تشهد هذه الشريحة نمواً سريعاً ويتراوح النمو كل عام أكثر من 40 في المائة نظرا لأسباب عدة منها تعلم اللغة الانجليزية حيث أصبحت اللغة الأولى كما هو معروف لما لها من أهمية في التواصل وأيضا في استكمال المراحل التعليمية العليا التي باتت من أساسيات استكمال التعليم. ماهي الخدمات المتوقع طرحها من قبل المكاتب السياحية في الفترة القادمة للعملاء لزيادة حصتها في السوق ؟ من المؤكد أن تسعى الشركات والمكاتب السياحية لطرح العديد من العروض لزيادة حصتها في السوق ورفع مداخليها ويمكننا القول بأن «السفر بالأقساط» هو الوجهة القادمة للعديد من الشركات والجهات العاملة في هذا القطاع لإعطاء تسهيلات للعملاء مع وجود ضمانات لتلك الجهات لضمان السداد وهذا الأمر من المؤكد أنه سيساهم في زيادة حصة الشركات ونموها بشكل متواصل.