رغم الجهود المبذولة منذ سنوات لتوطين السياحة واقامة عشرات المهرجانات الداخلية سنويا، إلا أن غلاء أسعار الخدمات والسكن لا يزال يشكل العائق الأكبر أمام توطين السياحة، وبخاصة خلال فصل الصيف، يأتي ذلك فيما تؤكد الهيئة العامة للسياحة والاثار أن تصنيفها الجديد لأسعار الإقامة في الفنادق والوحدات السكنية سيقضي على العشوائية، ويحد من فوضى غلاء أسعار السكن، الذي يلتهم نسبة كبيرة من تكاليف الرحلات السياحية. ويتفق مواطنون وأكاديميون على أن السياحة الداخلية بحاجة إلى مراقبة الأسعار وإلزام المستثمرين بها ودعم الخدمات والنظافة مؤكدين اهمية ازالة العقبات المزمنة التي يعاني منها القطاع السياحي وخاصة النقل بعد ان بات الحجز خلال الصيف اشبه بمعجزة، ويشكو المواطنون عبدالله الغامدي وعلى الزهراني من الارتفاع الملموس في اسعار الفنادق والشقق المفروشة خلال العام الحالي بنسبة 30% على اقل تقدير مما يفاقم من زيادة تكاليف الرحلات، معتبرين ان مشكلة الحجوزات من ابرز التحديات التي تواجه السياح خلال كل موسم صيف، ولفتوا الى ان تكاليف الرحلات الى الخارج اصبحت اقل مقارنة بالتكاليف التي ندفعها في الداخل، واوضحوا ان سعر الليلة الواحدة بالنسبة لاسرة متوسطة الحال ارتفع الى اكثر من الفي ريال. في حين يمكن الحصول على برنامج سياحى في الخارج بتكلفة اقل بكثير. وطالب عبدالله احمد بضرورة تطوير الكثير من المواقع السياحية في مكة والمدينة والعلا والرياض حتى يمكن الوصول لها بسهولة مشيرا الى ان الكثير من المواقع لايزال يعاني من نقص في وسائل السلامة. واشار الى ان اسعار الدخول الى المرافق السياحية بات مكلفا لكل اسرة لديها اكثر من 5 اطفال. مشاكل الحجز يقول مهديب المهيدب عضو اللجنة السياحية بغرفة الرياض: مشاكل القطاع السياحي متجددة وتتمثل في الحجوزات والطيران وتطفو على السطح كلما اقترب موعد اجازة الصيف والعطلات الدراسية، وارجع ذلك الى انعدام التخطيط المبكر للرحلة السياحية داعيا الى ضرورة الحجز واختيار وجهة السفر بشكل مبكر حتى يتمكن المسافر من الحصول على افضل الاسعار. ويشير المهيدب الى محطات يسطع نجمها في فترات الصيف بشكل خاص لما تتمتع به من مقومات سياحية، تتقدمها بريطانيا وفرنسا وسويسرا والنمسا وايطاليا واسبانيا، كما تم تسجيل زيادة كبيرة في عدد المسافرين الى الولاياتالمتحدةالامريكية لهذا الصيف أما دول جنوب شرق آسيا فلاتزال تحتفظ بنصيب وافر من الطلب على الرحلات السياحية كما هو الحال في كل عام وخصوصا ماليزيا، سنغافورة وهونغ كونغ، ولابد من الوقوف عند عزوف عدد كبير من رواد السياحة عن السفر الى مصر وسوريا ولبنان نتيجة للاضطرابات السياسية وتحولهم الى البديل الافضل في الشرق الوسط دبي. واشار الى ان الطلب على الرحلات السياحية الداخلية ارتفع في السنوات الثلاث الاخيرة نتيجة للجهود التي تبذلها هيئة السياحة والاثار الا ان السياحة الخارجية لاتزال هي المسيطرة على السوق لرغبة البعض في التعرف على ثقافات شعوب اخرى والاستمتاع بأجواء من الطبيعة. برامج للعائلات والشباب وارجع عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن العناد الاقبال على السياحة الخارجية لضعف الخدمات السياحية، وباستثناء المدن الكبيرة فإن ضعف الخدمات الفندقية والايواء بشكل عام يأتي في مقدمة الأسباب يلي ذلك ندرة البرامج السياحية المناسبة للعائلات، وفي حين أن البرامج السياحية تتوفر في الخارج للعائلات وللعزاب على حد سواء لا توجد في المناطق السياحية برامج مناسبة بالقدر الكافي الذي يجذب السياح من الداخل، واشار الى ارتفاع كبير في اسعار الخدمات السياحية في الخارج، وقد تشهد الليالي السياحية الخارجية هذا العام والأعوام القليلة القادمة انخفاضا ملموسا نظرا لتزامن شهر رمضان المبارك خلال الإجازة الصيفية، ودعا الى مراقبة المرافق السياحية وأماكن الإيواء وتحديد أسعارها، وتوفير رحلات طيران كافية للمناطق السياحية،. ويقول الخبير السياحي خالد ال دغيم: تعتبر دبي الوجهة الاولى للسياحة خلال فصل الصيف الحالي، ثم ماليزيا ولندن واسطنبول واوربا الشرقية، وستظل الهجرة مستمرة للسعوديين ومعهم رؤوس الاموال بحثا عن التنوع والسياحة المتكاملة وسيشهد الزمن القادم تنافسا محموما بين الدول ذات المقومات السياحة لاستقطاب ستة ملايين سائح من المملكة متأثرين بالعروض التشجيعية من تلك الدول. واعتبر النقل والاسعار من ابرز المشاكل خلال الموسم السياحي. ويقول استاذ السياحة بجامعة ام القرى سلطان الرويثي: قد يسعد المواطن السعودي حينما يعلم أن بلاده تصنف من أفضل 50 دولة سياحية ولكنه بالتأكيد يخجل إذا استشعر أن حصوله على مقعد في الصيف أو تنقله من مكان لآخر بالجو أمر أشبه بالحلم والمعجزة, والحل يكمن في تفعيل القرار الصادر من فترة بخصوص مشاركة شركات الطيران الخليجية في النقل الداخلي والخارجي وكذلك تكثيف أعداد الرحلات على الوجهات السياحية. واشار الرويثي الى ان وجهات السائح السعودي تاثرت كثيرا بالأحداث الجارية حاليا مما أدى به إلى البحث عن وجهات بديلة فاحتلت دبي بحسب ما تشير مكاتب الحجوزات على نسبة توجه أكبر تليها دول شرق آسيا وذلك لما تقدمه شركات السياحة من برامج سياحية مميزة تجذب السائح بأسعار معقولة وأنشطة متنوعة.